مسعد خلد
الحوار المتمدن-العدد: 4201 - 2013 / 8 / 31 - 13:03
المحور:
الادب والفن
روى لي هذه الحادثة، والتي جرت في (عهد الخيط)، الشيخ أبو منيب؛ وهي عن أحد الأشخاص، المشهور بتواضعه وبساطته، وكرم أخلاقه.. ولمّا كانت زوجته، تبعث له زوادة، تكفيه اسبوعا، مع (عمال الرجيدة)، الذين ينقلون الغلال، من موقع أرض الخيط الى القرية، أو مع الرعاة، أو أحد المغادرين باتجاه تلك المنطقة، لقضاء إرسالية أو مهمة معينة؛ لفت انتباهها، ان زوجها صار يستهلك، خلال فترة قصيرة، ما ترسله له من زاد معد لأسبوع؛ على خلاف ما كان يحدث سابقا، ويرسل دائما في طلب زاد أكثر؛ فقررت أن ترسل ابن خالتها، أبو سعيد، لاكتشاف سر ما يجري!
وتبيّن ان بدويا، من احدى العشائر المجاورة، يتحيّن مواعيد الغداء والعشاء، ويحضر يوميا الى مغارة الشيخ المتواضع، ليقاسمه لقمته، ثم يغادر بعد الشكر والثناء. ولما استفسر أبو سعيد من قريبه، عن سبب قبوله، لتلك الطريقة الاستغلالية، أجابه: "ما طالعه معي! بعدين المثل قال: من عدّى العتبة دَعَس على الرقبِـه!" فهزّ أبو سعيد رأسه، ونوى نية (لينشل) قريبه من تلك المحنة.
وفي اليوم التالي، وحالما حان موعد الغداء، ظهر البدوي وهو يردد:" يا شيخنا يا أبا الكرَم، يللي عليك اعتمادِنا"، قفز أبو سعيد، من فوق شجرة تين، مزروعة بجانب المغارة، وبدأ (يحزمه) بقضيب رمان، ويصيح به:" كبشتـَك يا ملعون! يا مالي العِلّـه! اليوم بدل الأكلِه قتلِه!" فبدأ البدوي يستغيث طالبا الرحمة والسماح :" دخيلك يا طويل العمر! التوبة! ما عدت أوجِه صوب هالمكان!" وهرب، وهو لا يلوي على شيء.
وعندما حانت التفاتة، من أبي سعيد نحو قريبه، رآه واجما، متكدر الملامح، فسأله عن السبب، فأجاب:" ما كان لازم تكسِر في خاطرو!" فانتفض أبو سعيد حانقا، وأجابه بحزم:" يا أبو محمد! الحجر في مَطرَحو، قنطار"!
#مسعد_خلد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟