ادريس الواغيش
الحوار المتمدن-العدد: 4201 - 2013 / 8 / 31 - 09:43
المحور:
الادب والفن
شعر : لا سماء فوق الخيانة
"أخشى ما أخشاه ، أن تصبح الخيانة وجهة نظر"
صلاح خلف (أبو إياد)
إدريس الواغيش
أيتها الخيانة
دع عنك هموم المسافات ومفاتن التأويل
واقرئي تموج الفناجين في عينيك
سقطت أقنعة كثيرة
ودقت ساعة الأفول
.......
أوسعي حنجرتك ما استطعت
غني أنشودتك الأخيرة
واسكبي ما تبقى من ألحان
انهزمت أخيرا أيتها الساقطة
.........
سكون يخجل من نفسه ، فينزل لقاع القبو
خوفا من سطو المقابر وفوضى الشماتة
أيها الواقفون في طابور الصمت
صمتنا حنجرة من نحاس
قليل من صيحات
ونستيقظ من غفوتنا
.......
لكم نظاراتكم السود
ولنا عيوننا الجاحظات
لكم صمتكم ، ولنا صيحاتنا المتوثبة
لكم فواكه الخريف
ولنا ربيعنا المنتظر
.......
أعييتني أمي بالأمنيات
فمدي الآن البصر
ها قد كذبوا زرقاء اليمامة
وصدقوا أبواق الكذب
ارتحت طويلا ، فلا خوف علي الآن من التعب
.......
ينغلق الليل على جفونك
تنمحي آثار الخطوات بين أقدامي
ويطول المساء
فأحن إلى نفسي
حين يغمرني الماء
.......
احترفت المشي طويلا
ولم تتخلص قدماي من لعنة الزلات
.......
لن يمنعني سواد الليل
من الحلم
.......
كم هو آسن هذا الانتظار فيك
ينهك أجنحة العصافير الصغيرة
حين تراودها الأمنيات
تقل فوقها رقعة السماء
ويزداد العطش حين يكثر الماء
........
سأحدد ملامحك جيدا
كي لا يلتهمني الضياع
فيا هذي الأرض
اقتلعي أشجارك
لفي ظلالك
لن أكترث بالوقوف تحت الشمس
........
ها وشم قديم يوجعني
ها عمر قد ولى
وعمر آخر ينتظرني
تركته أمي هاهنا قبل الرحيل
وقالت لي : " اختار بينها وبيني !!"
.......
سأسافر مع حلمي القديم
بيدي اليمنى قبضة شعر
بيدي اليسرى قطرة ماء
وقمر كلما ودعته
يظهر لي ثانية في ذات المساء
.......
أرح هذي الأعناق الممددة
لئلا يقطفها الريح
أرح هذي الروح
قبل أن تنبعث من رمادها
لا يفزعنك صهيل آخر الخريف
........
أغفو قليلا ، كلما لاحت لي ملامح المغيب
علي أفوز بحلم جديد
فيهزني حر النهار
.......
أتعبتك معي أيتها القديسة / أمي
والآن...
علميني كيف أعبر للسماء
كيف أعبر للحب المستحيل
من دون قراءة لتراتيل المساء
.......
للريح جناحان
ولي جسدي
فامنحني أيتها السماء شكلا
ابعثني على هيأة طائر أو غمامة
أرش القصيدة ببعض دمي
عقميني من هذا الجرح
انهزمت وانهالت علي هموم كثيرة
أما وقد امتلأت بكل هذا الكبرياء
فلا تخافي علي منذ الآن
.......
ها ورد قطفته هذا الصباح
ارميه على قبري
ليمنحني مزيدا من السكينة
واقرئي وصيتي جيدا ، قبل أن تغلقي أبواب الحديقة
لا تتركي أثرا لدهشتي
لا تقولي لهم من أين تفتح أبواب القصيدة
ارمي بجسدي على مزلاج الوقت
واحتفظي بتضاريس الروح
#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟