|
من الماضي
اميرة بيت شموئيل
الحوار المتمدن-العدد: 4201 - 2013 / 8 / 31 - 02:27
المحور:
الادب والفن
لم يهتم سمير بما يجري بين ابيه وامه ابدا ولكنه اليوم ، ادرك ان المشكلة جدية وعليه التدخل لفهمها وايجاد الحل لها. - ابي رجاءا ، ماذا حدث واين تذهب ؟ - لا تهتم ... ساقيم في اي فندق الى ان اجد بيتا استأجره - ارجوك يا ابي لاتذهب ، لن يتجرأ احد منا على طردك من البيت - بل لقد طردتني امك من حياتكم كلها ، وليس من البيت وحسب - ارجوك اجلس ودعنا نتحدث في الامر فلربما افهم المشكلة ونجد الحل - اسأل امك عن المشكلة والحل طالما انك تتحدث معها كثيرا خرج الاب حاملا معه بركانا هائجا من الغضب ، وتركه حائرا بين اربعة حيطان لايدري مايفعل بين اصرار الاب وعناد الام . دخل الى غرفته خائر القوى ينظر الى سريره وحاجياته وكتبه المبعثرة ، واخذ يلهي نفسه بترتيبها ، لحظات والتقت عيناه بقطعة صغيرة لصورة خرجت بعضها من احدى كتبه ، اقترب منها ، مد يده اليها ، انتشلها من احضان الكتاب ، جلس على الاريكة واخذ يتمعن في تفاصيلها باسهاب ، فالتقت عيناه بعيني ليلى ، حبيبته التي انهى علاقته معها منذ مدة . لم يدري كم من الوقت مر وهو جالس ومحدق في الصورة ، ولكنه اسرع الى اخفائها بين صفحات الكتاب بعد ان سمع خطوات امه تقترب من غرفته - سمير ، هل انت في غرفتك ؟ - نعم يا امي ، تعالي ... ادخلي دخلت الام وجلست على سريره باكية ، فبادرها بالكلام - امي ، بالله عليك ماذا يحدث هنا ؟ اعلم انكما دائما على خلاف ولكن ، لم يحدث وان ترك ابي البيت ابدا . يظهر ان الامر كبير هذه المرة . ارجوكي تكلمي - لماذا لم تتحدث معه بنفسك - سألته ولم يجبني .... اجيبي يا امي ماذا يحدث ؟ - اه يا ولدي ... ماذا اقول ... يريد اجباري لاذهب و.... اخطب ليلى ترك مكانه من على الاريكة وتحول الى السرير ليجلس بجانب والدته غير مصدق ما يسمعه - ماذا ؟ ابي طلب منك ان تذهبي وتخطبي ليلى ؟ - نعم هذا ما حدث ، وقد هددني بالطلاق ان لم افعل - غريب !! لم افهم مادخل أبي في المسألة ؟ ولماذا يصل به الامر الى التهديد بالطلاق ؟؟ - لا ادري - ولكن ، الم تشرحي له الحقيقة ؟؟ الا يعرفها ؟ - اه اه ... بلى - فلماذا يصر ابي على خطبتها - قد يكون انزعاجك وحزنك الدائم هو السبب ... ارجوك يابني حاول ان تفهمه انك انت لم ترغب بها اصلا لم يقتنع بكلام امه واخذ يبحث عن السبب الحقيقي لما يحدث حوله ، فتوجه في اليوم التالي الى ابيه وانتظر لحين خروجه من العمل ، ليبادره : - ابي ارجوك ، اذا تركت البيت بسبب تراجعي عن خطوبتي بليلى ، فاعلم بأني تراجعت عنها بكامل ارادتي ، وليس لامي دخل بما حدث نظر سالم الى ناحية ابنه الذي كان يقترب منه شيئا فشيئا ، وقال له معاتبا : - اشكر الله، انك عرفت اخيرا بان لك أب تتجاذب معه اطراف الحديث وتخبره باهم حدث في حياتك . والان قل لي يا خبير لماذا تراجعت عن الخطوبة - لانه تبين انها من عائلة سيئة السمعة ، ونحن لا يشرفنا الانتساب لهكذا عائلة اليس كذلك ؟ - ومن قال لك انها من عائلة سيئة السمعة - أمي - وماذا قالت امك ايضا - قالت ، ان سمعة والديها كانت حديث المنطقة التي سكنتم فيها ... وما دامت امي تعرفهم فلابد انك ايضا عرفتهم تقدم الاب نحو ابنه ثاقبا بعينيه الغاضبتين اسوار الظلام قائلا : - دعني اولا ابدأ بك قبل ان آتي على أمك .. عليك قبل كل شيئ ان تدرس الحدث من جميع الجوانب قبل ان تقرر رد الفعل ، لئلا تقع في الخطيئة وتكون شريكا في جريمة الافتراء على الاخرين . - ماذا تعني ؟ - اسمع يا سمير ، لقد احببت ووصل الامر الى الخطوبة دون ان يكون لي علم بذلك ، ولكني وجدت بالصدفة صورة ليلى في كتابك واخذت بالبحث والسؤال عنها وعن اسرتها قبل ان اعيد الصورة الى كتابك - انا اسف يا ابي ، كنت اعتقد ان امي تحدثت معك - امك لم تتحدث معي حتى لا اكشف الحقيقة - وماذا وجدت غير الحقيقة التي قالتها امي ؟؟ - انظر الي يا بني .... تمعن جيدا فما تجده امامك الان مثال ، لو فهمته ستأخذ العبرة منه . لقد عانيت طوال زواجي ، من امك ومحاولات خداعها وافترائها على الاخريات بسبب غيرتها اللعينة منهن . قديما افترت امك حتى على اعز صديقاتها ، والتي كانت حبيبتي ، وابعدتنا عن بعضنا لاتزوجها هي في النهاية ، وبسبب سذاجتي ولامبالاتي ، لم انتبه لافترائها الا بعد فوات الاوان ، وهذا احد اهم الاسباب التي تجدنا نتشاجر حوله دائما. - وما دخل غيرتها وافترائها في قضية خطبتي انا وليلى - افهم يا سمير ... مشكلة امك الاساسية ... في أم ليلى . - ماذا تقول ؟ - عائلة ليلى لم تكن سيئة ، وامها سيدة مؤدبة ومحترمة ورصينة وكذلك والدها ولكن ، امك الغيورة ، تفتري عليهم لمجرد ان هذه السيدة الجميلة كانت في الماضي اعز صديقاتها و... حبيبتي .
#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النصير
-
الخيانة
-
المتمردة
-
في الذاكرة
-
على خط النار
-
العاشق
-
المرافقة
-
العراقيون القدماء وفن التجميل والخياطة والنسيج
-
حريم السلطان بين العمل الفني والتاريخي
-
الصراع
-
بابا نوئيل
-
الحب الممنوع
-
الاقدار
-
من قتل ايماما ؟؟
-
منوعات ممنوعة
-
لك الحق يا ظالمي
-
دور المرأة في العصور المختلفة
-
في عيد المرأة اطالب بتخصيص يوم لعيد الرجل
-
القديسة مومس
-
اليس في الاقليم قانون؟
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|