ليلة الدخلة بين الأمس واليوم

وليد دحون

الحوار المتمدن-العدد: 4200 - 2013 / 8 / 30 - 01:57
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

الزواج هو ذلك الرباط المقدس الذي يربط بين شخصين اختارا العيش معا بموجب وثائق قانونية ولإكتمال هذا الزواج يقام بالمناسبة حفل زفاف وفيه تحضر مجموعة من العادات والتقاليد البعض منها انقرض والبعض الآخر لازال موجودا، ومن بين الطقوس التي أصبحت تغيب تدريجيا من أعراسنا،طقس قد يراه البعض إجباريا ويراه البعض الأخر مجرد عادة أكل عليها الدهر وشرب إنه طقس ليلة الدخلة.
على كل فهذا الطقس حتى لو تناساه البعض فإنه ينم عن عادات وتقاليد ضاربة في عمق فلكلورنا الشعبي.
إن ليلة الدخلة ركن أساسي في بديهيات حفل الزفاف وغالبا ما تحضر بقوة خاصة في الأعراس التي تقام بالمناطق القروية نظرا لغلبة وطغيان بعض القيم هي قيم بالطبع محافظة، أو ربما لكون هذه المناطق لا زالت تحتفظ بعادات عريقة رغم ما قد تطالها من مستجدات العصر الراهن....
ليلة الدخلة هي ليلة ليست كباقي الليالي إنها لحظة حاسمة في تحديد مصير فتاة وتعد كذلك اختبار حقيقي لأسرة العروس لمعرفة ما مدى عذرية إبنتهم وأن تربيتهم لم تذهب سدى، في المقابل نفس المخاوف تنتاب كذلك العريس وأسرته مادام أن هذا الأخير سيرتبط بفتاة لا يعرف عنها الشئ الكثير، إنها بالفعل تشكل لحظة حاسمة لكليهما.
تختلف طريقة الإحتفال بليلة الدخلة أو ليلة العمر كما يسميها البعض من منطقة لأخرى، لكن الطريقة المشهورة تعرف تعرف مرحلتين:
المرحلة الأولى تعرف دخول العريس على العروس المستلقية على السرير وبعد مدة وجيزة يرمي الشاب بقطعة ثوب ملطخة بالدماء تلتقطها والدته وتفحصها جيدا قبل أن تطلق زغرودة الفرح ويتم لفها على قالب السكر ووضعه على الصينية في المرحلة الثانية، لتنطلق بعد ذلك الأفراح وكل عبارات الفرح"الصباح صباح ماليه الملحة وسر عليه، وفلانة المرضية هكذا يكونوا بنات رجال محضية" وعبارات أخرى مصحوبة بألات موسيقية كالبندير والتعريجة تكسر صمت الليل وهدوئه لتعلن بشرى سعيدة أن الفتاة التى زفت منذ ساعات إلى عريسها عذراء.
لكن في وقتنا الحالي يلاحظ الإنقراض التدريجي إن لم نقل التام لهذا الطقس الذي لا طالما كان إجباريا لا مناص منه، وذلك نظرا للتطور الطبي الذي أتاح إمكانيات ووسائل طبية يمكن اللجوء إليها كحل يرضي الطرفين معا ليقوم الطبيب هذه المرة بواجبه حتى يكشف هل الفتاة عذراء أم لا؟

#وليد_دحون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات