أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العراق..بلد مخبول!















المزيد.....

العراق..بلد مخبول!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4199 - 2013 / 8 / 29 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



(الخبل) يعني فساد العقل..ويقاس بسلوك الفرد وافعاله،فان كانت منطقية وعقلانية قيل عنه (عاقلا) وان كانت عكس ذلك قيل عنه (مخبولا).والمخبول غير المجنون ،فهذا يكون قد فقد عقله ويصبح غير مسؤول عن افعاله امام القانون فيما المخبول لا يعفيه القانون عن تصرفات تلحق الأذى بالآخرين،ويضعه ضمن العصابيين او (المرضى نفسيا).
لنطبق هذا المبدأ على ما قام به العراقيون من افعال خلال الخمسين سنة الماضية،ولنبدأها بما حصل في 14 تموز 1958..ففي ذلك اليوم قطع العراقيون ايادي عبد الاله وآخرين وطافوا بها يهزوجون بهوس في شوارع بغداد.وفيه قتلوا زوجة الأمير مع انها كانت بنت شيخ أمير ربيعه..وتوسلت بهم ايضا!.وفي الأعوام بين 1959الى 1962 جرت مذابح في كركوك والموصل بين القوميين والشيوعيين وهتفت جموع :(ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة)..أي وضع الحبل في عنق المخالف وسحله في الشوارع!. وفي 8 شباط 1963 قتل البعثيون عبد الكريم قاسم في ستوديو اذاعة بغداد،وشهد قصر النهاية نهايات بشعة لوطنيين ومفكرين كبار بينهم سلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الذي جرى تقطيع لحمه وشيه بالنار!.وفي تقديرات الشيوعيين، كان عدد القتلى بين 8 الى 10 شباط 1963 لا يقل عن خمسة الاف.ويذكر حنا بطاطو في كتابه( العراق) ان العدد المعلن رسميا باعدام 149 من الشيوعيين ليس صحيحا .ويضيف ما يسميها " طرفه" رواها العقيد محمد عمران العضو السوري في القيادة القومية للبعث اثناء المؤتمر القطري السوري عام 1964،انه قال:" بعد المؤامرة الشيوعية طلب من احد ضباط الجيش العراقي اعدام اثني عشر، ولكنه اعلن امام عدد كبير من الحاضرين انه لن يتحرك الا لاعدام خمسمائة شيوعيا، ولن يزعج نفسه من اجل اثني عشر فقط! (ص 304 الكتاب الثالث).
وفي ايلول 1980 شن النظام العراقي السابق حربا على ايران استمرت ثمانية اعوام،لم تقتصر على الجيش النظامي بل جرى عسكرة الناس جميعا في (الجيش الشعبي) بمن فيهم اساتذة الجامعة الذين جرى تسليحهم بالكلاشنكوف، حتى ما عاد بيت عراقي في حينه ليس فيه عسكري بالجيش او منتسب لتشكيلات الجيش الشعبي او قوى الامن الداخلي.وما ان توقفت هذه الحرب في 8/8/88 حتى شن النظام حربا على الكويت انتهت بهزيمة قاسية قتل فيها الاف العسكريين بنيران مقاتلات امريكية وعربية على ارصفة الطرق بين الكويت والناصرية..وسقطت معظم المدن العراقية بأيدي متظاهرين قام بعضهم بوضع اطارات السيارات في رقاب بعثيين وحرقوهم احياء"! .
وفي العام 1988 ابيد اكثر من مائة وثمانين الف كردي في عمليات الانفال،واحرقت الاف القرى الكوردية فضلا عن مجزرة حلبجة التي تعرفونها.
وفي العام 2003 اكتشفت العشرات من المقابر الجماعية ضمّت رفات الاف العراقيين بينهم نساء واطفال دفنوا وهم احياء!.واستعملت السلطة في النظام السابق وسائل العنف في التعذيب حتى مع من كان موضع شبهة مثل وضع الشخص وهو حي في الاحماض التي تذيب اللحم والعظم،والكي والحرق وتقطيع الاعضاء.
ومع ان العراق يعد البلد الأغنى في العالم وميزانيته اكثر من ميزانيات ست دول عربية مجتمعة،فان فيه الآن-في الزمن الديمقراطي!- اكثر من ستة ملايين يعيشون تحت خط الفقر بحسب تقارير رسمية حكومية نشرت في 24 آب 2013،والآف يطلق عليهم (النبّاشة) يفتشون في (الزبالة)عن شيء يؤكل ،يقابلهم برلمانيون واعضاء حكومة جاءوا لا يملكون ثمن تذكرة الطائرة وصاروايكنزون المليارات ولديهم عقارات في دبي وبيروت وعمان ولندن. وهنالك اكثر من خمسة ملايين عراقي هجروه الى بلدان الشتات..ومائة عراقي يفجّر يوميا وتتطاير اشلاؤه في الهواء! او يقتل لمجرّد أن أسمه حيدر او عمر او سيروان!.فأي بلد مخبول هذا! والأكثر خبلا..انه لا يتوقف عن خبله الذي يعيشه من خمسين عاما!..آخرها دعوة رجل الدين (مرتضى القزويني) الى قتل الشيوعيين في العراق!
ان لهذا (الخبل العقلي ) ثلاثة أسباب ،الأول يتعلق بالسلطة،واثنان يعودان الى ان العراقيين ورثوا من ماضيهم (سيكولوجيا الخلاف مع الآخر)،وتشبعوا من حاضرهم بـ(ثقافة العنف).
ففيما يخص السلطة،فان العراق حكمته على مدى 1400 سنة اربعة انظمة (الاموي والعباسي والعثماني والبعث)تجمعها صفة مشتركة هي ان معظم حكامها كانوا دكتاتوريين قساة.ويخطأ من يظن ان التفنن في بشاعة التعذيب كان من مبتكرات النظام السابق بل هو في الاصل (ارث سيكولوجي)منذ ان صارت بغداد عاصمة الخلافة الاسلامية لألف عام..اليكم واحدا من مشاهدها:
في عام 291هج جيء بالقرمطي (الحسين بن زكرويه)وقد وضعوا بفمه خشبة مخروطية وشدّت الى قفاه كهيئة اللجام .وأمر الخليفة (المكتفي)ببناء دكة في المصلّى،وتجمهر الناس وجيء بالأسرى يتقدمهم القرمطي فصعدوا به الى الدكة،وعرض امامه 34 من اتباعه وقد قطعت ايديهم وارجلهم وجرى ضرب اعناقهم واحدا واحدا.وتقدم الجلاد فضرب القرمطي مائتي سوط،وقطع يديه ورجليه ثم احرق وعلّق بدنه في طرف الجسر الاعلى الواقع في بغداد!.


وفيما يخص (سيكولوجيا الخلاف مع الاخر) فان العراقيين ورثوها من اسلافهم. فلقد كان جدنا السومري هو الوحيد في زمانه الذي يعدّ نفسه ابنا لألهه الشخصي وليس عبدا له،بعكس باقي الاسلاف زمنئذ حيث كان الفرد فيها عبدا لألهه..يتوسل لديه ان يحميه فيما كانت علاقة السومري بآلهه علاقة الابن بالأب..عليه هو ان يحميه قبل ان يسأله!.وكانوا هم الذين يحددون نشاط آلهتهم لا العكس.وربما من هذه امتازت شخصية العراقي بالأنفة وتضخم الذات اللتين تعدّان من اهم اسباب الخلاف.فوفقا للنظرية التطورية فان المورثات "الجينات" السلوكية تخضع لقانون الانتخاب الطبيعي فتعمل عبر التاريخ التطوري للأنسان على تقوية مورثات سلوكية معينة واضعاف مورثات اخرى،ولك ان تستشهد كيف ان العراقيين لم يتفقوا في العام 1921 على اختيار رئيس دولة من بينهم فاستوردت لهم بريطانيا ملكا من الخارج!..وكيف انهم من عشر سنوات لم يتفقوا على حكومة شراكة وطنية،بل كانت هي الأفسد في تاريخ الحكومات العراقية،مع ان النظام يعدّ ديمقراطيا!.
والقضية التي لا ندرك خطورتها هي ان اكثر من 65%من الشعب العراقي هم من جيل الشباب،وأنهم ولدوا في حرب ونشأوا في حرب ويعيشون الآن اكثر من حرب..أي ان ثلثي العراقيين تشبعوا بثقافة العنف،وأن أقبح ما في هذه الثقافة انها اطاحت بقدسية (قيمة الحياة )واستسهلت موت الآخر،ما يعني في تشخيصنا النفسي ان من يفعل ذلك هو شخص سيكوباثي..مريض نفسيا..يعني مخبول عقليا..ولكم ان تقدروا عدد المخبولين من هذا الجيل ،الذي سيكون مصير العراق بيده،قياسا بعدد الضحايا الذين بلغوا ثلاثة آلاف عراقي في شهر تموز فقط.،وكيف سيكون البلد بعد ان تغادره بقية الكبار الذين يقدسون الحياة!
نعم ان العراق منتج لمبدعين ومفكرين وشعراء ورجال دين وشيوخ عشائر من طراز رفيع،ولكن زمنهم اشرف على نهايته،اذ تفرّق هذا الجمع الراقي بين من هجره وبين من اسكته كاتم صوت وبين من يضع الآن كفنه على راحتي يديه في بلد مخبول سيمضي في خبله..ما لم يتدارك عقلاؤه فساد عقل حكّامه.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر حين يكون عبقريا..وسلطويا!.عبد الرزاق عبد الواحد أنموذ ...
- زواج القاصرات ..في الزمن الديمقراطي!
- الأخوان..بعد واقعة 15 آب - تحليل سيكوبولتك
- الموسيقى..في الزمن الديمقراطي!
- ثقافة نفسية (85): الاعجاب.. حين يكون مرضا نفسيا
- ايها المصريون..العالم يحيكم!
- بين امراض الاسلام السياسي واخطاء العلمانيين..أين الحل؟
- لماذا حقق المصريون ما عجز عنه العراقيون؟
- علي الوردي..الساخر الفكه
- لماذا نجح المصريون في تحقيق ما عجز عنه العراقيون-تحليل سيكوب ...
- ثقافة نفسية(82):المرأة..والضغوط النفسية
- سيكولوجيا المنطقة الخضراء!
- ثقافة تربوية(81):الامتحانات بين قلق الأبناء وحرص الآباء
- مبادرة أكاديمية لحلّ الأزمة العراقية
- زيارة..لقصر الملك غازي في الدغارة!
- نتائج انتخابات مجال المحافظات ..من سيكولوجيا السطوة الى سيكو ...
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (3-3)
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (2-3)
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (1-3)
- في ذكرى نهاية الطاغية..هل انتهت صناعة الدكتاتور في العراق؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العراق..بلد مخبول!