أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سعدي يوسف - ألْـبَـيـر مامي وثقافة التحــرير














المزيد.....


ألْـبَـيـر مامي وثقافة التحــرير


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1200 - 2005 / 5 / 17 - 14:32
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يعتبَر كتاب ألبير مامي Albert Memmi " المستعمِـر والمستعمَــر " The Colonizer and the Colonized ، من الكتب الأساسِ في مناهضة الاستعمار ، حتى لقد قال ليوبولد سيدار سنغور عنه : " إنه سيظل وثيقةً لا بدَّ أن يعود إليها مؤرخ الاستعمار في القرن الحادي والعشرين " .
في مقدمة الكتاب الصادر في العام 1957 ، كتب جان بول سارتر قائلاً :
" العمل يرسي حقائقَ قويةً . أولاً وقبل كل شيء ، لا يوجد مستعمِـرون أخيارٌ ومستعمِرون أشرارٌ : هناك مستعمِرون . الماكنة الاستعمارية تدور في حلقة ؛ ومن المستحيل التمييز بين تطبيقها والضرورة الموضوعية . الاضطهاد يعني أولاً ، كرهَ المضطهِـدِ المضطهَـدَ . وثمّتَ حدٌّ وحيدٌ لمغامرة الدمار هذه ، هو الاستعمار نفسه . لا أحدَ يعامل الإنسانَ معاملةَ كلبٍ إنْ لم يعتبره إنساناً أوّلاً . ونزعُ الإنسانية المستحيلُ من المضطهَد ، يصبح ، من الناحية الأخرى ، اغترابَ المضطهِــد The alienation of the oppressor . المضطهِد نفسُــه ، هو الذي يستردُّ ، بإيماءته البسيطة ، الإنسانيةَ التي يريد تدميرَها ؛ وما دامَ ينكر الإنسانيةَ على الآخرين ، فإنه ليرى الإنسانية عدوّاً له في أي مكان . وللمُـضيّ في هذا ، على المستعمِـر أن يكتسب قسوةَ الحجَـر . وباختصارٍ ، عليه أن ينزعَ إنسانيتَـه هو أيضاً . مع مامي نجد أن الإستعمار سوف يصنع دمارَه بيده " .
*
الأطروحةُ الأساسُ في كتاب ألبير مامي هي أن انهيار الاستعمار أمرٌ حتميٌّ ، وأن الوسيلة الوحيدة لهذا الانهيار ستتأتى عبر الثورة . ولغرض إثبات حتمية الانهيار ، يعمد ألبير مامي إلى استخدام التحليل النفسي استخـداماً واسعاً ، كي يرسُـمَ أفراداً يقعون في عيِّناتٍ للمستعمِـر والمستعمَــر ، ويشرحَ العلاقةَ بينهما في سياق الاستعمار .
المستعمِـرُ يتخذ السلوكياتِ القائمة في دوره ( القسوة ، الاضطهاد ، الاستغلال … الخ ) . يؤكد مامي أن المكسب الاقتصادي هو القوة الدافعة للاستعمار ، وهي بدورها تفسِّــرُ الاستغلالَ البشع الذي يمارسه المستعمِرون .
*
بعد وصْفِ المستعمِـرِ ، ينتقل مامي إلى الصورة الأسطورية للمستعمَـر ، من خلال عينَي المستعمِــرِ ، وتتضمّن الصورةُ إسنادَ كلِ النقائصِ ، مثل الكسل والفساد وقلّـة التهذيب ، إلى المستعمَــر . ثم تأتي العنصرية التي يمارسها المستعمِــرُ ، ليمضي بهــــا مامي إلى القول بـ " التشييء " وهو المبـــدأ الذي جاء به
إيـمَــيـه سيزير ، مبيِّناً أن المطمح النهائي للمستعمِــر هو تحويل المستعمَــر إلى شــيءٍ موجودٍ لغايةٍ واحدةٍ هي تلبية حاجات المستعمِــر .
بعد أن بيّنَ مامي أن العلاقة بين المستعمِـر والمستعمَــر هي علاقةٌ غيرُ مستقرةٍ ، بسبب نتائجها ، يشرح مامي السبب في أن الاستعمار لا يمكن إنهاؤه إلاّ بالثورة . فهو يرى أن هناك خيارَينِ لإنهاء الاستعمار ، إمّـا إدماج المستعمَر ، أو الثورة . وهو يرى أن الإدماج غير ممكنٍ لأنه يعني قلبَ الوضع الاستعماري القائم ، وهو أمرٌ لا يرضاه المستعمِـرون. وهكذا ، بالنتيجة ، لم يبقَ أمامَ المستعمَرين إلا نيل حريّــتِهم غِلاباً .


لندن 13/5/2005

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- ولد ألبير مامي في تونس ، سنة 1920
تخرَّج في جامعة الجزائر ( قبل الاستقلال ) وفي السوربون . من مؤلفاته : "عمود الملح " و " غرباء " .
- ليوبولد سيدار سنغور ( 1906- 2001 ) : شاعرٌ ورئيس لجمهورية السنغال .
- إيـمَــيـه سيزير ( 1913 - ) من المارتنيك ، شاعرٌ وسياسيّ .
- جان بول سارتر ( 1905- 1980 ) فيلسوف الوجودية .



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرانز فانون وثقافة التحرير
- معروف الرّصافــيّ
- الساعاتُ الأخيرة : روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت
- ذِكرياتٌ من هناك
- ســعدي يوسـف ينالُ الجائزة الإيطالية الكــبرى لــمؤلِّفٍ أجـ ...
- الإصـــغــاءُ
- قِــرْبَــةُ الفُســاءِ رئيسُ جمهوريةِ المنطقةِ الخضراءِ !
- في صباحٍ غائــمٍ
- من أينَ تؤكَـلُ الكتِف ؟
- مائدةٌ للطيرِ والسنجاب
- ولــماذا لا أكتبُ عن كارل ماركس؟
- كتابُ الغصــون
- رحــيـلُ العاشــق
- إيْـسْـتْــبُــوْرْنْ في الشتاء
- جلال الطالباني إلى المحكمة الجنـائية الدولية في لاهاي
- التصويتُ وعواقـبُــهُ
- البريــدُ الـلـيـلــيّ
- كــلامٌ فــارغٌ
- وَشْـــمُ الذئبِ
- الأَتْــباعُ يختصمــونَ


المزيد.....




- نخب -صداقة العمر-..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عام ...
- السعودية تتقدم على مصر ودولة عربية تلحق بهما.. ترتيب القوة ا ...
- -الكتاب الأبيض-.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أورو ...
- اليوم العالمي للنوم: إليك خمس نصائح إن فعلتها في الصباح تمنح ...
- كالاس: واشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إل ...
- علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق
- مصري يدخل موسوعة غينيس ويحطم رقما جديدا خلال صيامه
- عاصفة مدمرة في كاليفورنيا (فيديو)
- المجلس الوطني الكردي يرفض الإعلان الدستوري السوري المؤقت
- أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى -اتفاق سلام- بعد نحو 40 عاما م ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سعدي يوسف - ألْـبَـيـر مامي وثقافة التحــرير