مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova
(Marwan Hayel Abdulmoula)
الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 16:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مفهوم الثورة في المصطلح السياسي هي الانتفاض ضد الحكم الظالم والثورة ظاهرة مهمة جدآ في التاريخ السياسي لانها حركة سياسية حيث يحاول الشعب أو الجيش أو مجموعات أخرى في الحكومة إخراج السلطة الحاكمة , الثورات اجتاحت أوروبا الشرقية في نهاية الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي حيث كانت تعشش مملكة الحزب الشيوعي واذرعته الشمولية كانظمه سياسيه قائمة على مؤسسات سياسية و اقتصادية و اجتماعية تحكم المواطنين المقهورين في افكارهم وأموالهم وفي أفواههم التي كممها النظام , حيث مظاهر الانحراف من فساد و محسوبية كانت تكاد تقتصر على الطبقة السياسية الحاكمة مما ساعد على الحفاظ على مؤسسات الدولة سليمة ومتماسكه على حد كبير. وما إن شعر العاملون في هذه المؤسسات بأن التغيير أصبح مطلوبا حتى انحازوا للشعب و بالتالي قامت الثورات, وكانت البداية لثورات شعوب اوروبا الشرقيه في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي , وهي الثورات التي أثارت موجة ردود أفعال متباينة في صفوف المحللين السياسيين على طريقة سقوط الأنظمة الشمولية التي حكمت على مدى عقود بالحديد والنار والتي البعض من هذه الانظمه افشلت ثورات شعبيه ضدها بسبب القمع الوحشي لها مثل الثورة المجرية في 1956 والثوره التشيكوسلوفاكيه 1968 وصولاً حتى الثوره الرومانيه التي حولت مجرى تاريخ النظام الشيوعي في اوروبا الشرقيه , الثوره التي تحولت من سلميه الشكل الى مسلحه بسبب استخدام اجهزة امن نيكولاي تشاوسيسكو للقوه المسلحه المفرطه ولجهاز (Securitate ) وهو بوليس من نوع خاص يغلب عليها طابع الجاسوسية أكثر من الطابع الأمني, وهو الجهاز المرعب الذي كان متخصص في تعذيب واخفاء المعارضين للنظام , الجهاز الامني الأكثر تطورا في أوروبا الشرقية و الذي لم يسلم من مراقبته حتى من لاسوابق لهم , والجميع متهما اوموضع شك في نظره , الجهاز الامني الذي زرع الجواسيس في الاسره الواحده ليتجسسوا على بعضهم البعض وهي الحقيقة التي اكتشفها أحد المنشقين سابقا في عهد تشاوسيسكو « كافرليسكو» الذي فوجئ بخيانة زوجته السابقة التي وقعت عقدا مؤرخا يوم 5 أبريل 1961 مع جهاز الشرطة السرية آنذاك، يقول بالحرف: «أنا الموقعة أسفله أورورا كافرليسكو ألتزم بالتعاون مع الشعب الشرطةالسياسية(Securitate) في سرية تامة , الجهاز الذي لم تسلم منه حتى الكاتبة هيرتا مولر الفائزة بجائزة نوبل للآداب في العام 2009 التي قالت انها تعرضت لعمليات تجسس في العام 1980 من قبل روائي الماني من اصل روماني مثلها ووشى بها الى الشرطة السرية الرومانية "Securitate". ورغم كل الممارسات اللانسانيه التي مارسها الجهاز سقط نظام الديكتاتور نيكولاي تشاوسيسكو بفضل ارادة الشعب الروماني في ديسمبر 1989 , أسباب الثورة على الديكتاتور تتلخص فى اوضاع اقتصاديه مزريه وادارة سيئه للغية لموارد البلاد واستثمارها فى مشاريع فاشلة لا تعود على الشعب بالخير والاهم من ذلك جيش من القوات الامنيه تقبض على مقدرات الامور فى البلاد واتهامات الخيانه والعماله مجاناً تطال كل من لا يتعاون معها , وكان الشعب فقيرا بائسا لا يجد السلع الغذائيه الأساسية في ظل اتباع سياسة تقشف صارم شمل حتى قطع الكهرباء لساعات يوميا وتشغيل التلفزيون الروماني الرسمي لمدة ساعتين في اليوم من أجل تسديد كل ديون رومانيا في سنوات قليلة مما جعل الشعب يعيش في فقرمدقع ليقوم بعدها بالثوره .
النظام الشمولي الذي كان سائد في اوروبا الشرقيه قبل سقوطه كان قائما على نظام الحزب الواحد القائد للدولة ويعتمد على القوة وعلى جهاز البوليس السري و رومانيا هي احدى الدول التي عانى فيها الشعب من البوليس السري في عهد نظام الديكتاتور السابق نيكولاي تشاوسيسكو إذ لعب هذا الجهاز في رومانيا اانذاك دورا رئيسياً في تثبيت دعائم الحكم الشيوعي الروماني الذي كان يعتبر واحد من أقسى الانظمه الديكتاتوريه التي عرفها العالم والذي طبق النهج الدموي للشيوعية المهينة وعانى منها الشعب الروماني كل انواع القهر والقمع والتعذيب , وبعد سقوط نيكولاي تشاوشيسكو في ديسمبر 1989، نجحت رومانيا في تجميع ملفات الامن في عهد النظام السابق و وثقتها ورتبتها في ارشيف سُمي ( المجلس القومى لدراسة ارشيف الأمن (CNSAS) , إذ أن الحصول على المعلومات الحساسة في الأنظمة الديمقراطية الانتقالية ليس أكثر سهولة في ظل وجود بعض من عقليات النظام السابق التي تحاول البقاء في السلطه الجديده وتأثر على حركة الانتقال من الشموليه الى الديمقراطيه , وكان لرومانيا ان جمعت قواها بفضل ابنائها الشرفاء و ناضلت من أجل دعم الشفافية والنزاهة والديمقراطيه والحريه وبدأت تقاسم المعلومات مع جماهير الشعب عبر اطلاق منابر حرية الصحافه وحرية الوصول للمعلومه ومن ضمن تلك الحرياتت هو عملية تسهيل وصول المواطن الى ارشيف امن الدوله في عهد حقبة النظام الشيوعي السابق وشكلت لذلك المجلس القومى لدراسة ارشيف الأمن,الذي يحوي على كل الملفات الامنيه وما على المواطن الا كتابة طلب للاطلاع عليها , وهذا النظام يطبق في كثير من دول اوروبا الشرقيه التي كانت تحت قبضة النظام الشيوعي وهذه المجالس في الدول التاليه -;-
-1 بلغاريا The Committee for Disclosing the Documents and Announcing Affiliation of Bulgarian Citizens to the State Security and the Intelligence Services of the Bulgarian National Army
-2 تشيكيا The Institute for the Study of Totalitarian Regimes
-3 المعهد الالماني لدراسات الجهاز الامني في المانيا الشرقيه السابقه( Federal Commissioner for the Records of the State Security Service of the former German Democratic Republic
-4 بولندا The Institute of National Remembrance Commission for the Prosecution of Crimes against the Polish Nation
-5 سلوفاكيا Nation’s Memory Institute
-6 سلوفينيا The Study Centre for National Reconciliation
-7 المجر The Historical Archives of the Hungarian State Security
-8 رومانيا The National Council for the Study of the Securitate Archives
في هذه المجتمعات التي كانت ذات يوم من أشد مجتمعات العالم انغلاقاً ، اصبح يإمكان أي مواطن الاطلاع على ملفه دون اي مشاكل او مراقبه من احد , الحقيقة الجميله أن هذا قد أصبح عنصراً أساسياً لازماً للحكم الديمقراطي في كافة أنحاء العالم الحر, فقد تبنت الولايات المتحدة قانون حرية المعلومات في العام 1966، انضمت بعد ذلك السويد وفنلندا , واليوم أصبحت حوالي 65 دولة تعمل بمثل هذا القانون وتحتل الشفافيه مراتب متقدمه في التعامل اليومي للدوله والمواطن والجميع متساوون امام القانون مثلا حينما يعاقب المواطن البسيط في رومانيا على مخالفه يعاقب ويسجن , كذلك تم معاقبة وسجن رئيس وزرائها أدريان ناستاسي إثر ادانته بالفساد.
اليمن أصدرت قانون حق الحصول على المعلومات في يوليو 2012 ، لتصبح بذلك ثاني دولة عربية تصدر نصاً قانونياً يتناول هذا الحق بعد الاردن, وكان القانون قد عرض للمناقشة في مجلس النواب اليمني، وتمت الموافقة عليه بتاريخ 24 أبريل 2012. وطبقا للدستور اليمني،لابد من مصادقة الرئيس اليمني, الرئيس رفض المصادقة عليه وأعاده لمجلس النواب يوم 10 يونيو 2012 ، مع مذكرة فيها بعض الإعتراضات والتعديلات المقترحة وبعد مناقشة التعديلات والإعتراضات المقترحة في مجلس النواب تمت الموافقة عليه ثم صادق عليه الرئيس أخيرا يوم 1 يوليو 2012 وقد تضمن القانون إنشاء مكتب للمفوض العام للمعلومات يتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال اللازم لممارسة أعماله ويخصص للمكتب موازنة مستقلة ضمن الموازنة العامة للدولة , وقد حصل اليمن على المركز الثاني في مؤشر حرية تداول المعلومات في الدول العربية لهذا العام وفقا لتصنيف التقرير السنوي الخامس حول الحريات الصحفية والذي أصدره مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان أمس بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من مايو من كل عام , وقد رحبت الشبكه العربيه لحقوق الانسان بالقانون رغم تحفظاتها على بعض التعديلات وافتقاد قانون الحصول على المعلومات اليمني إلى مادة ترجح تقوية المصلحة العامة بشأن الحصول على البيانات الشخصية، وهي فقرة موجودة في كل قوانين الحصول على المعلومات القوية , مثل معرفة اسماء الضباط المتورطين في اختطاف وتعذيب وقتل المواطنين ابان النظام السابق والثوره ضده , واصحاب صفقات الفساد الحكوميه الضخمه مثل صفقات الغاز والبترول والاسماك وميناء عدن ومهربي الاسلحه والادويه وناهبي الاراضي ويأمل المواطن في تفعيل مؤسسة مكافحة الفساد بشكل صحيح والذي يطلق عليها المواطن اليمني ( مؤسسة مكافئة الفساد ) كونها لم تقدم اي من ناهبي الدوله والمواطن للمحاكمه خاصه وان الفساد والرشوه وسرقة المال العام من الصفات التي لازالت لاصقه بمؤسسات الدوله اليمنيه حتى الان , مقارنة بجمهورية تشيلي وبتسوانا والتي كانتا أشد فقراً من اليمن و لم تطبق هذه الدولتان أي سياسات تقشفية أو إصلاحات اقتصادية، بل صبتا جهودهما في إتاحة المعلومة بشكل كبير في مختلف المجالات واستطاعوا ان يصلوا الى مراتب متقدمه بفتره زمنيه قياسيه .
#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)
Marwan_Hayel_Abdulmoula#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
