أحمد سعده
(أيمï آïم)
الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 00:16
المحور:
الادب والفن
لم أعرف متى تحديدا وكيف تحديدا وقعت في حب فتاة تبدو جميلة وشاعرية ورقيقة للغاية، عذبة وشفافة وناعمة وملساء وذكية وطويلة وواثقة وجذابة وقوية وحنونة ومثيرة وطفلة وشقية وشفافة للغاية، أتتني كرصاصة في القلب لا تستأذن ولاتقدم اعتذار، أحاطتني كمياه المحيط حينما تحاصر السفينة، ضربتني كالأمواج، اجتاحتني كالإعصار، هاجمتني في بيتي كبركان ثائر، أغرقتني وسحقتني ومحقتني وقتلتني وأحيتني، فجأة تغير كل شيء حولي، ولم أعد أشعر أن جاذبية الأرض ماتبقيني على الأرض واقفا بل جاذبيتها، كل شىء بداخلي تحول إليها، ومنذ ذلك الوقت أصبحت كل النساء السابقات بالنسبة لى إلى حد ما نصف حقيقية، وإلى حد ما غير حقيقية على الإطلاق.
لم أشعر في حياتي أنني سعيد مثلما أشعر الآن، وكأني خُلقت من أجل عشق تلك الفتاة الساحلية، لقد علمتني في أيام معنى كلمة الشغف ومعنى كلمة الدهشة ومعنى كلمة الهوس، علمتني معنى الذوبان في عشق فتاة، علمتني معنى الخشية على فتاة والتمني في العيش في حضن تلك الفتاة، علمتني الرغبة والغيرة، علمتني أن الحب والتوق شيئان مختلفان تماما تماما عما اعتقدت، وأن فتاة الدهشة التي بحثت عنها وسط ألوف الفتيات جاءت أكثر كثيرا مما حلمت أو تخيلت أو رسمت، علمتني ألا أغلق عيناي أو اذناي حينما كنت معها، أن أتحكم وأسيطر على حواسي وجسدي وأمنعهما من الالتصاق تماما بها، ذوبتني بشفتيها ذوبانا،
لم أعد أعرف على وجه اليقين ما إذا كنت مجنونا أو شبه مجنون، لقد أصبحت لي إلهة تتحكم في أمزجتي وميولي وترسم أقداري، قد يحتفظ الإنسان بمشاعره حية وقتا طويلا جدا، أو يهملها فتفتر كثيرا، لكن ماذا عني بعد أن أصبح وجودي مرتبطا بوجودها، لقد تورطت وتوحدت وتقمصت وتعبدت فيها، ولم يعد أمامي سوى السير عكس الاتجاه، والسباحة ضد التيار، لم يعد لي سبيلا لتفادي جنوني وعشقي العميق لتلك الفتاة الخرافية الجمال برغم اختلاف الطباع.
نعم أعشقها، ولكني لا أستطيع تفسير مالا يفسر، وأني لا أستطيع ايجاد كلمات بحجم حنيني الغريب إليها، أو حروف تصف عشقي لعينيها ويديها وركبتيها ونهديها وشفاهها وشفتيها، فأنا الآن بين الحقيقة وبين الخيال، وبين الوهم وبين اليقين، وبين الكفر وبين الإيمان ..
#أحمد_سعده (هاشتاغ)
أيمï_آïم#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟