أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود شاكر شبلي - العراق ماذا والى أين ؟ (الحلقة الثالثة)















المزيد.....

العراق ماذا والى أين ؟ (الحلقة الثالثة)


محمود شاكر شبلي

الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 21:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شروط النهضة الحضارية للمجتمع و فلسفة التغيير .......

الانسان محور التغيير الحضاري:-

ان الله لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد : 11] كما يشير إلى ذلك القرآن الكريم

أن المشكلة الاساسية هي مشكلة بناء الانسان والعيش بمقومات وشروط طيبة وكافية لتنشئة الفرد بشكل يخوّله ليس لاستخدام وتنمية مواهبه فقط بل وأيضا لامتلاك روح الابداع والمبادرة عبر التشجيع على اتباع الفضائل ومقت الرذائل.
أذن أن الثورة الفعلية والتغييرات الحضارية الضخمة في حياة الأفراد والمجتمعات والأمم، تتأسس شروطها في النفوس ابتداء، ثم تأخذ طريقها نحو التأثير العميق في العلاقات الاجتماعية، ثم تتحول تدريجيا إلى حركة بناء حضاري شامل ومطرد، يمنح المجتمع والأمة المزيد من قدرات الأصالة والفاعلية والمناعة الذاتية.
مشكلة بناء الانسان سببها خلل في بنية المجتمع الذي يؤسس لبناء شخصية الفرد , ومنشأ ذلك الخلل هو التربية الاسرية، الثقافة المجتمعية والسياسية بدءا من المؤسسة الصغيرة (الأسرة) ومرورا بمؤسسات الدولة التعليمية (المدرسة والجامعة) ثم بالعادات والتقاليد وأخيرا(وقد يكون أولا) بالسياسة.
أن أردنا أن نلحق بالعالم ويكون لنا دور حضاري فلا بد من التغيير. أن الامم تسعى للتغيير لتصلح ما فسد من ثقافتها وحضارتها وسلوكها . أن الأجيال تتغير والعقول تتطور والاحتياجات تختلف من جيل الى جيل لذا يجب أن يؤمن الجميع بالتغيير والّا فأن الموت والاندثار والسقوط هو حال الأجيال القادمة.

السلوك الحضاري:-

لا تقوم أية حضارة بدون سلوك حضاري. أن اداب السلوك الحضاري هي قواعد تحتمها القيم الانسانية وتستمد أصولها من الأديان السماوية ومن دستور الضمير الأنساني الذي يحكم العلاقات الأجتماعية..
يبدو أن أفضل سبيل لتحديد السلوك الحضاري هو أن نتجاوز ماهو حاصل من السلوكيات الى ما يجب أن يحصل. أي أننا سوف لن نتناول سلوكا خاطئا موجودا , بل يسوف نتحدّث عن سلوك يجب أن يوجد, ولهذا فليس أمامنا الّا أن نشرّع للسلوك الحضاري.
أن تكون متحضرا يعني أن تكون مؤدبا,محترما, رزينا, قادرا على كبح الغضب تجاه الاخرين, سواء كانوا رفقاء سفر أو أقارب أو مواطنين.
السلوك الحضاري هو السلوك الذي يتفق مع القيم الاخلاقية العليا للانسانية وهو يعتمد على ركائز اساسية تبدو للبعض تافهة ولكنها أساس السلوك الحضاري للفرد ودليل مهم على تحضر الانسان, وسنذكربعض منها:-
1- احترام حرية وخصوصية الاخرمن ناحية أفعاله الشخصية وعاداته وتقاليده وديانته ومذهبه وعدم التدخل في شؤونه وترك الغيبة .
2- نظافة الفرد ونظافة المنزل ونظافة مكان العمل ونظافة الشارع.
3- الكلام بصوت هاديء وعدم التلفظ بكلمات بذيئة وعدم التحرش بالنساء وأفساح الطريق للغير سواء كنت ماشيا أو راكبا, وعدم أستخدام منبه السيارة الّا في الحالات الضرورية.
4- الأمتناع عن تناول الطعام والتسكع والجلوس في الشوارع , والأمتناع عن التدخين في وسائط النقل والدوائر الحكومية والمدارس والأسواق والأماكن المغلقة والمكتظة بالناس.
5- ممارسة ثقافة الأعتذار عند أرتكاب أي خطأ .
6. تبجيل وأحترام كبار السن , والرفق بالأطفال وبالحيوانات.
7- أحترام القانون ورجال القانون والموظفين العموميين والأمتثال للقوانين السائدة.
.
أن تلبية حاجيات الفرد الضرورية التي تسمح له بأن يكون فعّالا في المجتمع, وأحترامه كأنسان احتراما يجعله مبدعا هما أساسا السلوك الحضاري . أذا لم يحصل ذلك فلن ينفع الحث والارشاد مع الحرمان والظلم والقسوة.
أن السلوك الحضاري والاخلاق الحميدة مثل المجاملة وتقبل الاخرتسمح بقيام تعاون بين أشخاص ذوي نزعات مختلفة ومتعارضة وحتى متعادية أحيانا. ويستطيع خصوم في هيئات تشريعية مثل مجلس النواب أن يعملوا بأستمرار بيسر عن طريق المجاملة وثقافة تقبل الاخر ومبدأ أن الاختلاف لايفسد للود قضية بالرغم من أختلاف نظرتهم للأمور وقناعاتهم. أن ممارسة السلوك الحضاري يساعد على تهدئة المشاعر المتأججة للأفراد والجماعات. أنه يوصل المجتمع الى حالة نادرة من السلم الأجتماعي والتوافق السياسي والتقارب الثقافي وبالنتيجة الوصول الى مجتمع متمدن.

الاقتصاد:-
أن الضيق الاقتصادي هو الذي يتسبب في إرهاق الأسر وانتهاجها أسلوب تربية سيء. "ولكن الركود الاقتصادي يمكن أن تكون له آثار سلبية في المجتمع الواسع بصرف النظر عن الظروف التي تواجهها بعض الأسر"، حسبما أوضح عالم الاجتماع الأمريكي دوهون لي من جامعة نيويورك. فالفقر المدقع هو أحد أهم المعوقات التي تمنع الانسان من العيش الطيب وبالتالي التنشئة الطيبة داخل الاسرة والمجتمع. ان اوربا أبان الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر قد حققت نموا هائلا وتحسنا ملحوظا في اقتصادها حيث كان المزيد من الإنتاج، والتوسع في حجم الادخار، وتوظيف تلك الادخارات بإدخالها في حيّز الاستثمار,كل هذا، دفع أوروبا إلى النهضة الحقيقية بخطا وئيدة، لكن ثابتة...دفع الانسان الاوربي لأن يبدع وينتج ويربي جيلا مثقفا. هذا عن العالم الأوروبي، عالم الغنى، فكيف كانت حال النمو والتنمية، بالنسبة إلى عالم الفقر. إن النموّ الاقتصادي في البلدان الفقيرة هو أحد الاسلحة لمواجهة التخلف، ولنأخذ الهند مثالا، ان الفقر دفع الإنسان الهندي للبحث عن عمل بعد أن شهد البلد نموا أقتصاديا صاحبه انتعاشا في سوق العمل ، وهذا قاده للتحرر من سطوة الإقطاعي، الذي ظلّ يتحكم في مصيره ومصير الملايين من أمثاله زمنا طويلا. حتى المرأة التي كانت عالة على أهلها، قابعة في البيت حبيسة المنزل، تابعة لمعيلها، أتيحت لها فرص العمل، بعيدا عن عبودية الزوج والأهل، كما صارت الأسر ترسل أبناءها للمدارس... ومثال اخر , في حين كانت الصين الشيوعية تعاني من الفقر والمجاعة، شهدت تايوان الرأسمالية تطورا هائلا، ما حدا بالصين أخيرا مضطرة إلى فتح أسواقها أمام عالم التجارة والاستثمار وحققت خلال سنوات قصيرة نموا هائلا لهذا حق لبعضهم القول، إن النمو يبقى أجدى وسيلة، وأفضل سبيل لتجاوز حالات الفقر والتخلف.

دعه يعمل ..دعه يمر..

أذن علينا أن نحقق قفزة أقتصادية لشعبنا مستغلين تدفق أموال النفط الداعم لأقتصادنا وأن نفتح أسواقنا للأقتصاد الحر والاستثمار ونفسح المجال أمام الناشطون أقتصاديا للعمل بكامل حريتهم على مبد أ( دعه يعمل ..دعه يمر) ونوفر لهم الحماية ولا نقيدهم بقرارات السلطة المركزية وبالاجراءات الروتينية ولا نرهقهم بالضغوط التي يمارسها الوسطاء والفاسدون أذا أردنا أن نوفر لبلدنا وشعبنا عيشا حرا كريما.

(تكملة ..في الحلقة الرابعة)



#محمود_شاكر_شبلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ماذا والى أين ؟ ( الحلقة الثانية )
- العراق ماذا والى أين ؟ ( الحلقة الاولى)
- الى حنين عمر / النساء كالمدن
- الأقتصاد العراقي يسير نحو الهاوية
- المقامة ألأرهابية
- قنديل الشاعر عبد الأمير الشيباني يضيء من جديد
- المقامة البرزخية
- حكايات من الزمن الرديء
- قصة الشهيد شاكر
- أياد جمال الدين .. متنبيء سياسي جديد
- الشيخ معروف الكرخي ..مثال التعايش بين الأديان والمذاهب
- الأخوّة السنية - الشيعية
- عثمان العبيدي يغرق لينجو العراق
- شخصيات من بلادي ..(هرقل العراق)
- رسالة مفتوحة من مواطن عراقي الى كل العرب
- نصيحة الى العلمانيين الجدد
- المقامة اليهودية
- المقامة العمياء
- المقامة القماشية
- المستكشف( فاليه ) يقع في غرام ( معاني ) البغدادية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود شاكر شبلي - العراق ماذا والى أين ؟ (الحلقة الثالثة)