أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - السلفية و حداثية الحزب














المزيد.....

السلفية و حداثية الحزب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 20:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكل حركة دينية أتباع و قادة,كما هي حالة كل التنظيمات السياسية,غير أن الإحتماء بما هو ديني,يفرض التميز بمجموع أفكار تم الدفاع عنها بشكل من الأشكال,فيحدث أن تحكم الجماعة على خصومها أحكاما دينية,تستحضرها من التاريخ,أي تاريخ الديانة التي تدعي الدفاع عنها,أي تاريخ الإسلام,من هنا تضاعف فعالية مشروعها السياسي,و تستفيد من تجارب الحركات الشبيهة بها و ربما حتى المتقاربة معها,و بذلك تؤثر هذه الحركات على مفهوم الحزب الذي تشكله أو يكون المعبر السياسي عنها إذا أصرت على الإحتفاظ بجناحها الدعوي كما هو حال حركة الإخوان المسلمين في العالم العربي,لكن,ألا يمكن للجماعات الإسلامية أن تتأثر بطبيعة تركيبة الحزب السياسي و ممعاركه,فتبتعد عن تلك الطرق الدينية التحاملية,أي تتمدن سياسيا و يصير حزبها كباقي الأحزاب الأخرى محافظا أو وسطيا في محافظته و اتجاهاته؟؟؟
1الحركة الدعوية
هي أولى الحركات الدينية الإسلامية,و التي تأثرت بدرجات متفاوتة بالإخوان المسلمين,الذين وسعوا بكتبهم و خطابات دعاتهم مدى الدعوة,بحيث قبلت بها نظم الحكم أو بعضها,كحركة تشكل إصلاحا للسلوك و تقويما و دفعا للبدع التي عاشتها المجتمعات العربية بعد تأسيسها لدولها و مجتمعاتها,بحيث انضافت في شمال أفريقيا للزوايا و تفاعلت معها,بل إن بعض شخوصها انخرطوا فيها,تمهيدا لتحقيق الريادة داخلها,غير أن الزوايا في المغرب مثلا,كانت علاقات أفرادها أكثر اتساعا و حذرا من أن تمتد إليها الحركات الدعوية,خصوصا التي اهتدت بالموروث العربي المشرقي,و قد نشبت بعض الصراعات,و كان مداها محدودا و لم يتخذ إلا شكل خصام ودي بين المتصوف و المتعبد العادي,بحيث لم تكن الزاوية تقبل بالرهانات التكتلية لفرض موقف أو رأي على مجموعة أخرى,و هي هدنة مستمرة بين الزوايا نفسها تهربا من بعض التجارب التاريخية التي عاشتها الزوايا في المغرب,فخسرت بها العطايا و رضا الحاكمين,من هنا أدركت الحركات الدعوية صعوبة الإقتراب من هذه المؤسسات,غير أن الفعل الدعوي الإسلامي اكتسح دولا أخرى بالمشرق,و من هناك سوف يعيد الكرة من جديد لكن بآليات جديدة,و بتوافق مع الفهم الخليجي للدعوة,تلك التي غايتها التصدي للمد الشيوعي و محاصرته في مهده بكل الإمكانات التي وفرها البترول و المال و الإراء للدعاة.
2الدعوية السياسية
هنا انتقلت الدعوة الدينية لمواجهات لفظية مع الخصوم الذين صاروا أعداء,بدل مواجهة البدع و التعريف بالديانة الإسلامية,داخل الدول العربية و حتى خارجها,و هنا اكتسبت هذه الحركات لغة سياسية بعد أن استطاعت الإستفادة من التقرب من الناس في التجربة الأولى,فلم يعد الداعية يدعو بل صار يهاجم دعاة الفكر الحديث من الإشتراكيين و اللبراليين,و يمكن ملاحظة الأمور التالية,أن المعركة الأولى خاضها الأتباع و المتحمسون,وفق اجتهاداتهم و مقترحات بعضهم,فلم تكن تصل للقضايا العميقة لا دينا و لا فقها و لا حتى تفسيرا,غير أن المعركة الثانية,انخرطت فيها القيادات,بغرادة واعية و مخطط لها,فكأن الحركة الدينية تختبر الحقول بفئات و تقوم النتائج لتنخرط في المعركة الموالية برجال أكثر معرفة و دراية بما خبره الآخرون أو فشلوا فيه,و هنا بدأت فكرة تجديد هياكل التنظيمات الدينية بشكل يضمن الفعالية و إلزامية الفعل أو التوقف المباشر عنه,فتم استحضار الفعل السياسي و ضرورته الدينية,لتصير الممارسة السياسية تتمة بل أساسا لفعل دعوي منظم له غايات لم يكشف عنها القادة للكل,بل هناك تنظيمات انفلتت بعض حلقاتها و انصرفت لتصفية خصوم أو أجانب,و منها من التحق بالجهاديين بأفغانستان و غيرها من أراضي الجهاد و المواجهات متجنبين أو تاركين لغيرهم بأرض الإسلام معركة المدافعة السياسية و حتى الدعوية.
3الدعوية الحزبية
تميزت بأسلوبين,الأول تعبير الحركة الدينية عن تحويل نفسها لحزب سياسي حتى إن افتضى الأمر استبعاد الديني من التسمية الرمزية للحزب,مع التركيز في أدبياته عن طموحاته السياسية في الحكم أو المشاركة في العملية الديمقراطية التي لا يمكن إثبات سلامتها بدون أحزاب إسلامية,و هو ما دفع الغرب إلى الإعتراف بوجود إسلاميين معتدلين ,ينبغي تشجيعهم على خوض التنافس السياسي السلمي لإبعادهم عن التطرف و العنف الجسدي.
الإختيار الثاني,شكلت ازواجية تنظيمية احترازية,بحيث وجدت حركة إسلامية دعوية,ذات قيادات مستقلة في بعضها ,و أخرى سياسية,تخوض غمار التنافس السياسي الديمقراطي,لكن بآليات تختلف نسبيا عن الأجنحة الدعوية,التي اكتفت بالنقاء الإيديولوجي,مبتعدة عما تفرضه إكراهات السياسة على السياسيين في حزب ديني,يمارس صراعاته بهذا القدر أو ذاك من الإستقلالية عن الحركة الدعوية,فما مدى تأثير الفعل السياسي على الحركة الإسلامية التي مضت في هذه الإختيارات؟؟؟
ليست التجربة طويلة نسبيا,لكن ما عاشته مصر و تونس و حتى الجزائر,تحيلان على احتمالات مختلفة,فإما الإقرار بكون الديني يستند لبعض القداسة في الوجدان الشعبي,و لكي يحافظ عليها,لابد له من حفظ فعله في الدعوة,التي خسرت الحركة بعض رموزها فصاروا ساسة كغيرهم,أو أن الفكر السلفي سوف يحافظ على جهاديته و يوجهها للخارج بعيدا عن فكرة التدافع السياسي,أما الإحتمال المخوف منه,فهو العودة لمنطق العنف و التفكير في الإستيلاء على الدول بكل الطرق بما فيها الإنقلابات المسلحة و الهجومات للسيطرة.
خلاصات
لم تنل الحداثة فكريا من جمودية الإسلام السياسي,و لم يحاول رواده لحده الآن تطوير آليات تفكيره بجرأة رواد الإصلاح الديني في النهضة العربية التي أجهضت,فكيف للآليات السياسية و منها مفهوم الحزب التأثير على السلفية في صيغتيها الجهادية و الدعوية و حتى السياسية؟؟؟
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجية الكفايات
- العقيدة و الوطن سياسيا
- الدولة الإسلامية و إسرائيل
- مجتمع اللامدرسة
- المدرسة المغربية و المعرفة
- المجتمع المغربي و المدرسة
- اليسار العربي و الجيش
- الجيش المصري و الإخوان
- سقوط إخوان مصر
- السياسة و الصراع في المغرب
- الدولة المغربية
- حكومة الإسلام السياسي مغربيا
- الحكومة المغربية المعارضة
- فن الرواية
- الإسلام و الحداثة
- الدين و التدين في المغرب
- رواية ضفاف الموت,موت المجنون,و موت المهاجر
- افتعال الأزمات السياسية في المغرب
- الحداثة و التحديث عربيا
- صراع السلفيات الخفي


المزيد.....




- تُوفي سائقها جراء الحادث.. شاهد لحظة اصطدام شاحنة ذات 18 عجل ...
- بيني غانتس للسفراء الأوروبيين: لبنان سيدفع ثمن تصرفات حزب ال ...
- إعادة انتخاب محمد ولد الغزواني رئيسا لموريتانيا- نتائج أولية ...
- من هي مارين لوبان التي تريد وضع قيود على الهجرة والحجاب؟
- من هو جوردان بارديلا الزعيم الشاب لليمين المتطرف في فرنسا؟
- مؤكدة علميا.. -أفضل طريقة- لتعزيز قوة دماغك
- روسيا تدعم بعض سفنها الحربية بصواريخ -زيركون-
- إعلام عبري: إحباط محاولة لتهريب شحنة أسلحة خفيفة من الأردن إ ...
- مواعيد إغلاق جديدة للمحال التجارية تدفع مصر لإظلام إجباري طو ...
- هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - السلفية و حداثية الحزب