أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كافي علي - تخثر الزمن














المزيد.....


تخثر الزمن


كافي علي

الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


ما بي ليس رغبة للرقص في حلبة الحياة، هي متعة الانتحار في النزوات، لا....النزوات ليست انحرافا شاذا في مسار العمر، هي مفاصل التحول العذبة فيه. جنة التوحد مع الفطرة بعيدا عن جحيم العقل، الطفل أكثر سعادة في هذا العالم لأن عقله صغير. أستقبل نهاري عند احدى التقاطعات، أحمل في يدي ورقة مكتوب عليها " بحاجة إلى المال للسفر". ربما احتال على النفوس اللاهثة في البحث عن الجنة دون أن تدرك بأنها لا تحتاج أكثر من أن ترمي رأسك في أقرب حاوية، وربما أنا افكر فعلا بالعودة لكن التعب من تتبع الخيالات الهاربة مني في الطرقات يدفعني لانفاق كل ما قد حصلت عليه في جنة البارات ومراقص التعري الليلية.
الوقت متأخر لا أمل أن يرقع أحدانا ما مزقت الحروب في الآخر، ذاكرتنا المتخمة بالخراب شوهت وجه الزمن، جعلت ماضينا وجود وحاضرنا عدم. لا شيء سوى جدل أجوف، سباب ولعنات تتطاير مع دخان سكائرنا وصوت فيروز الذي يوقظ فينا الحنين إلى أيام زمان بإصرار وعناد.
خيالات واوهام تفر من رأس رجل ضاعت كينونته على متن طائرة عبرت به من عالم يستعبده الجهل إلى عالم يستعبده العقل.
هو جاري نسكن معاً في نفس البناية القذرة في شارع المهاجرين، نلتقي كل يوم في نفس المقهى هاربين من اللاجدوى أنا في متاهة الندم وجلد الذات وهو في الضجيج والضياع في أجساد النساء.
أتخيل بأنني كنت ابا لطفلين وزوجا لسيدة تختلط ملامحها بالصراخ ورائحة الشاي بالنعناع.
لم نعد صالحين لشيء، الغربة والخمسينات تطهو أيامنا في مرجل الروتين والتكرار، النظام يمنع الصخب والفوضى في عالمنا المألوف لأنه لا يحتمل المفاجأة. علينا أن نتجادل بنظام، نسير بنظام، نحب بنظام حتى الجنس علينا أن نمارسه بنظام. لا غالب ولا مغلوب هكذا نخرج من باب الدنيا بنظام.
أتخيل بأنني كنت معلما تزعجه العطلة الصيفية لأنها بلا عمل أو كاتبا مبتدئا يبحث عن نصوصه في سذاجة الواقع. كان لي أسم ينادونني به قبل أن اكون رقما في حاسبات البنوك ودوائر المعوقين.
توقفت دورة الدم في عروق صاحبي المبعثر على الارض مثل ناعور فطس فجأة حماره، سقطت أصابعه من راحة يدي تاركة لأعراض الجلطة أن تمارس صخبها بحرية في جسده المحشو بوهم الكينونة وتحقيق الذات.
اصحابي كانوا يصغون بأهتمام عندما أحدثهم عن خوف رجل الدين من الماركيسية. كنت اتعامل مع وجوه الناس لا أكفهم، مع قلوب النساء لا مؤخراتهن.
حاولت أن اكون أكثر عناد ووحشية من القدر، حملت يده وضممتها براحتي من جديد، صحت بصوت اذعر الموت وزبائن المقهى الجالسين يتفرجون بهدوء.
اخبرتني الممرضة بأن الجلطة ضربت منطقة النطق في الدماغ واحدثت خللا في انتاج اللغة، صار من الصعب على الأخر أن يفهم كلامي، لكنها لم تذكر اي خلل في الذاكرة. أين هي الذاكرة؟



#كافي_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفخ الصور
- فخ ولاية الفقيه
- رغد بنت الرئيس المخلوع
- موت العراق مناسبة وطنية نجفية
- القدر العراقي لا يركب إلا على أربعة
- رسالة إلى أيوب
- أنا أفهمك يا سعدي يوسف
- للأسف البعث صكار المحاصصة
- الخطاب الثقافي للدولة
- تخيلي امرأة
- بكلمات وجيزة
- بحثي المحموم عن حكاية
- بلا عنوان
- تداعيات امرأة منفية
- الجمهورية الوطنية
- وقفة مع انشتاين
- كوميديا عروس السيد
- قتلي بأسم الله
- بنت الشوارع
- موتٌ مؤجل


المزيد.....




- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كافي علي - تخثر الزمن