شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 4193 - 2013 / 8 / 23 - 19:07
المحور:
الادب والفن
(الجندي غبار العجلات)
قلت للسيدة
وانا جالس قرب طاولة المائدة
كنت والسوق يكتظ بالقاصدين
وانت تدورين مثل الفراشة
هذا القميص ,
وذاك السوار من الذهب الاصفر يبرق خلف الزجاج
فماذا تريدين من ذهب , فضة , دملج , ؟
وستائرخلف الشبابيك تسدل
وفي مدخل البيت نقش عصافير حب ملوّنة في الجدار
قفص الخيزران يجول به طائر الببغاء
ينبه ان يطرق الياب ..
في مطبخ البيت سيّدتي
شاينا الآن يغلي على النار
نحن هنا نستعيد
ذكريات مضت
مثل اي كتاب على الرف ننفض عنه الغبار
وكم كان للسنوات عليه مدار
ولكن لي باب فتح جديد
اخطط عند البناء
معهداً للشباب
وجمعية للنساء
فيها يكتبن شعراً مع الشعراء
صحت بالعابرين
بالشتات , وبالمنطوين
هلموا الى النبع تحت خيام الوطن
الى الان لم يلتئم شملنا
وقد نلتقي
بزنج , وبيض , وصفر
مثلما يلتقي النهر بالنهر, والنبع , بالنبع مثل النشيد
يوحد بين الامم
وما زلنا في السفح نحلم
بارتقاء القمم
وقد نلتقي
في بلاد بعيدة عن بيتنا
وددت ولو مرة ضيفنا
كا ن يسأل عن ملحنا
وعن خبزنا ..
وعن اهلنا ..
طائر من بعيد
هنا حطّ في بيتنا
سألت السنونو , النوارس عن رحلة
شتائية في الشواطئ
ولكنها لم تجب
فقلت السنونو هنا حطّ في بيتنا
لعله يعطي اشارة ..,
يحتشد الناس عند القوارب
كنت قربك فوق الرمال
في الشواطئ استقرئ الموج اسمع
دويّك دجلة مثل دويّ الفرات
وعند المحطّات للمركبات
كنت احلم كل العمارات
كل الشوارع
كل البساتين ملكي
ولكنني مذ صحوت
تبينت لم امتلك
نصف قرميدة في الوطن
فأسألوا طائراً عابراً في سمائي
كنت استرق السمع علّ النداء من البحر يأتي
وانا جالس القرفصاء
مثل (حسان ..) بين النساء ((1))
خلف باب تؤدي لفردوسنا
دونما حسد كنت باركتك يا بحر في الرحلات
في التصوّر , والحلم , والامنيات
وانا جالس عند شاطئ نهر الفرات
مثل قبطان لم اكتسب
تجارب ما بعدها الهول , والصدمات
مثل جندي في الثكنات
ولكنني كنت ضيفاً
وراء الغبار من العجلات .
شعـــــــــوب محمــــــود علــــــــي
فـــــــي 18/3/2013
((1)) المقصود حسان بن ثابت شاعر النبي(ص)
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟