علوان حسين
الحوار المتمدن-العدد: 4192 - 2013 / 8 / 22 - 00:53
المحور:
الادب والفن
الأرملة
علوان حسين
على ضوء كلمة ٍ عالقة ٍ في الرأس ِ تسهر ُ
مطر ٌ غزير ٌ يهطل ُمن بين أصابعها
ليلها يجلس ُ القرفصاء
قلبها عصفورٌ ينقر ُ المطر
قلبها السعيد ُ بالشقاء ِ بحنان ٍ تطويه ُ
ليرقد َ كالطفل ِ فوق الوسادة ِ
كذا تفعل ُ مع أيامها
تطويها بخفة ٍ لتجلس َ عليها .
الرغبات ُ نهر ٌ من النمل ِ يسيل ُ تحت الجلد ِ
جيش ٌ من النمل ِ يفتك ُ بامرأة ٍ حالمة .
أفكار ٌ تخترق ُ شفافية الجسد ِ
لا تدري هل تجلس ُ أم ترقص ُ
هي تود ُ لو تحلق ُ مثل أغنية ٍ
أو تسير ُ كجدول ٍ في الحقول ِ .
لا جدوى من حب ٍ مخنوق ٍ بين الضلوع ِ
لا جدوى من هواء ٍ لا يحمل ُ رائحة َ حبيب ٍ غائب ٍ
عبثا ً نتشبث ُ بالذكرى
من ْ سيرث ُ الذكريات َ ولحظات الإنتحار الطويلة ؟
الليل ُ يتفتح ُ أمامها ضاحكا ً من أحزانها الصغيرة
يؤلمها أن لا أحد َ يتألم ُ من ألمها
لا يد َ تحسن ُ القطاف
تشقق العطش ُ على الشفاه ِ
على الصدر ِ ليلان ِ ساهران ِ
الحنان ُ رجل ٌ يوقظ ُ دم َ الأحلام ِ
الأحلام ُ التي لا تغمض ُ عينيها
ثمة النهار ُ يستيقظ ُ في ليلها
والكلمات ُ ساهرة ٌ لا تقول ُ شيئا ً
وحيدة ً تحاصرها الموسيقى
لا عاصم َ لها من الصباح ِ
وهي تبصر ُ ليلها ينوس ُ في العتمة ِ
في زاوية ٍ تبصر ُ رغباتها
ترقص ُ كموسيقى الأرواح ِ .
الأرملة ُ تأخذ ُ الصحراء َ من يدها
وتقودها نحو كوخها الأليف ِ
تجلس ُ لتمشط َ شعرها الخشن ِ
وتحكي لها حكاية َ الحرمان ِ الطويل ِ
في ليل ٍ لا يريد ُ أن ينقضي .
على ضفة النهر ِ تجلس ُ
تشرب ُ قهوتها باردة ً
تصغي لفيروز وهي ترشف ُ في صمت ٍ
بركة ً من عذاب .
شاعر من العراق يعيش في كاليفورنيا
[email protected]
#علوان_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟