زرواطي اليمين
الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 18:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يفصلنا على موعد الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في أفريل 2014 سوى 8 أشهر، ورغم ذلك لا يزال الجمود سيد الموقف في المشهد السياسي للبلاد، وعلى أي حال فإن الحديث عما تحضره السلطة في مطبخها لا يهم أكثر من تسليط الضوء على الحالة السياسية العامة، حيث أن السلطة لديها طبخة باتت قريبة إلى ما يشبه العرف السياسي الذي لم تحد عنه ولم تتراجع عليه رغم ما يتم الحديث عنه من مكاسب ديمقراطية مزعومة.
لا تزال نتائج الإنتخابات التشريعية الأخيرة للـ 10 من ماي 2012 تلقي بظلالها على الواقع السياسي في الجزائر، حيث أن الفوز الكاسح لجبهة التحرير الوطني والذي استحوذت على 200 مقعدا في البرلمان، هو إشارة أكيدة أن بروز قوة سياسية قادرة على طرح اسم مرشح للرئاسيات قادر على صنع الإنتقال المنشود، هو أمر مستبعد، والدليل على ذلك، أن القوى السياسية الكبرى إلى جانب الأفالان والأرندي وهي الإسلاميين وتحديدا حركة حمس، لا تزال تلزم الظل وتعزف عن الإعلان عن أي قرار نهائي من حيث المشاركة في الرئاسيات، أو الكشف عن مرشحها.
أما جبهة التحرير الوطني، التي صنعت المفاجئة في التشريعيات رغم ما يقال من تزوير للانتخابات من قبل عديد الأحزاب والجهات، فهي وإن اكتسحت البرلمان، فقد فشلت في تحويل هذا النصر إلى نموذج فعلي للديمقراطية والممارسة السياسية، لا بل العكس تماما، أكدت أنها حزب السلطة والأسوأ من ذلك كله، تقوقعها على نفسها وانشغال قياداتها التاريخية بتصفية الحسابات والصراع على قيادة هذا الحزب الذي يطالب كل من ليس منها، بإيداعها في متحف التاريخ، بسبب الفشل المزمن الذي تعانيه الأفالان وما انجر عنه من انعكاس على الساحة السياسة الوطنية.
حزب التجمع الوطن الديمقراطي هو الآخر، لا يزال منشغلا بتصفية الحسابات الداخلية ما يمنعه أولا من تحضير العدة لخوض انتخابات الرئاسة في الجزائر كحزب كبير له مكانته وقاعدته، ثم من أجل التوافق على شخصية قادرة على التنافس والتأثير في اتجاهات الرأي وتنظيم الحملة الانتخابية للأرندي، صراع الأجنحة يهدد بنسف أي محاولة للملمة تيارات الحزب ممثلة أساسا في تيار الوزير الأول السابق أحمد أويحيى، وتيار الرئيس الحال للمجلس الشعبي الوطني عبد القادر بن صالح.
ولا نرى اليوم على الساحة، سوى من أطلق عليهم "الأرانب" وهم شخصيات وطنية معروفة لكن ترشحها لن يؤثر ولن يغير الكثير حتى وفقا لتصريحاتها الرسمية عن أسباب إعلان الترشح، وهناك شخصيات أخرى لا يعرفها أحد وقد أعلنت ترشحها أصلا من وراء البحار، بينما تعزف شخصيات أخرى فاعلة وذات وزن عن الخوض في رئاسيات 2014 رغم إلحاح الرأي العام عليها ورغم أنها قادرة على إدخال نكهة خاصة على الطبخة التي تجهزها السلطة في الخفاء والعلن، إلى حد ما.
#زرواطي_اليمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟