أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الهلالي - الشيخ إمام: إمام المثقفين















المزيد.....

الشيخ إمام: إمام المثقفين


محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)


الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 01:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



1

منذ سنوات، وبمداد تسامحه المعهود وانفتاحه على الحوار كتب حسن حنفي مدافعا عن الشيخ إمام وفاضحا انتماءه اليه. ولقد كتب دفاعه ذلك تحت عنوان الشيخ إمام، إمام المثقفين". فكم يبلغ طول المسافة بين كتابة الدفاع وكتابة التشييع؟ وكيف نشيع من نحب؟
ليس الحب هنا إلا ما يقوي حضورنا النرجسي، وما يشهد على أننا لم نخرج من ذاتنا إلا لنعود محملين بثقلها... لذلك ها سنشيع اليوم جثمان الشيخ إمام .. أم سنشيع جزاء من وجودنا في عقيدة تشكله؟

2

تشييع الجثمان.. ها هو الخبر قد شاع بيننا، وها نحن جاثمين فوق أنين خافت لإحساسات لم نتبين بعد طبيعتها، ولا لونها
ولا طعمها... لكننا لا نوجد خارج هذا التشييع بما أننا نشارك فيه ولا داخله بما أنه تشييع لجثمان آخر... لسنا متأكدين بأن الموت قد حل فعلا بيننا.. وأنه قد أفنى جزاء من صيرورة كونية: الرغبة في التغيير، وأن هذا الفناء قد قضى على كل أمل في عودة المشيع إلى الحياة... لسنا ممتلئين بما فيه الكفاية باستقرار الموت النهائي في هذا "الموجود".

3

يأتون من شرايين الفقر.. نعالهم صرخات في أودية الحزن... يأتون بدون أغاني ولا رقصات.. لم يترك لهم الجوع خيارا.. الجسد مقوس.. العقل مكبل.. والرغبات منفية.. تقهرهم المدن الكبيرة.. ومراكز القرار المدمرة.. يبحثون عن من يفتح لهم بعض اللحظات ليسكنوا إليها.. حتى وإن كان الوهم أساس الراحة.. لا يهم.. فيعثرون بالصدفة عن طريق رفيق أو رفيقة على صوت وعود وتمجيد للشعب: إنه الشيخ إمام.

4

الواحد اثنان

الشيخ إمام مكان التقاء التعدد.. مكان نفي الواحد... ودفعه إلى فراغ... أول درس اختياري (حتى وإن كان الاختيار هنا
ضرورة شعبية) في نفي الواحدية المتربعة بثقل على فكر العربي المسلم.. ذلك لأنه لا وجود له إلا بوجود آخره _في حضوره وفي غيابه_ : الشاعر.. الدرس تجريبي.. والتعدد خام.. لكن من ينفي قوة وغنى الحياة؟

5

من القرآن إلى الغناء.. أو زواج الضدين

قوة المقدس إرادة حيوية لتحقيق الطهارة. أي البقاء في عمق بساطة التكوين، وماهية المكون، وتعظيم لدور المفارقة...
لكن الإنساني هو في عمقه ما ليس طاهرا... هو المختلط... المتعدد الأوجه والوجوه والانبساط... عبور بين تعددية الجذور وتفرع الأغصان... احتفال بالعين الآثمة التي تدعو الآلهة إلى فقئها.. مباركة لليد الملامسة للذة وحمايتها من القطع... لذلك.. كان الصوت المقرئ هو الصوت المغني.. وكانت آثار الترتيل تتراقص في ثنايا القصائد/ الاحتجاجات... هو درس آخر في الحياة.. إن مسكن الآلهة هو العالم... لذلك لن تكون الآلهة ضد مسكنها.

6

إيحاءات الشيخ

للشيخ مريدوه.. وعليهم طاعته.. وقد يفرض الفداء.. لكن ضمان حقيقة الطاعة هنا هو "سر" يربط السماء بالأرض.. لذلك
فاسم الشيخ نسيج رهبة وهبة وآمال في الخلاص... ومراتب سلطة الاسم تتركب من رموز وخلاصات زمنية: السن- الوقار- الصواب- النفعية الروحية (التي ليست إلا معبرا لتوازن زمني)
هكذا تجرع المناضلون السياسيون سلطة شيخهم "فهو قطعة آثار... وحاضر متمرد... ووقار يعبث بالوقار.. وزواج الحسي بالتأملي... واحتفال الحواس في حدود ما تمليه أخلاقيات الجسد المتمرد... لكن الشيخ الذي يقبل عليه المريدون.. يمتلك حظوة من نوع خاص... تشبه الحادث الخارق... قد يكون الأمر جزءا من سيكولوجيا الشفقة ... أو من نتائج تدخل الإله ضد نبيه لصالح الأعمى... ذلك أن الشيخ لا يبصر.

7

مساكن الشيخ

هذه الأصوات المسافرة بطرق خاصة، والتي تخرق كل قوانين التنقل لتستقر في أماكن خاصة.. من يستطيع اجتثاثها؟ فمساكن الشيخ ليست إلا رغبات المتمردين... أصوات تسكن الرغبة: "صوت الشاعر/ صوت المغني/ الأصوات النغمية/ الأصوات الأخرى التي نسمعها و لا نسمعها لاحتلالها موقعا خلفيا.. هل كان الشيخ فنانا كبيرا... هل كان فؤاد نجم شاعرا كبيرا... هل كان محمد علي رساما كبيرا... هل كانت عزة بلبع مبدعة جيدة...؟ قد لا تكون هذه الأسئلة مصيرية. ذلك أن مساكن الشيخ لا محدودة وأوطانه غير معروفة.. ومريدوه يرتبطون به بقو عنيفة... لقد كان تعليما بدون مدرسة... ومعلما بدون أجرة... رغبة في الحرية... وعنفا ضد السلطة... كان الشيخ دعامة للوعي السياسي.. ودرسا من دروس الاستقطاب.. وبديلا في يد المناضل ضد ما ينبذه... وكان نارا تؤجج التظاهر والتمرد... وبلسما في فم المعتقل للتخفيف من الجراح والتعذيب... وذاكرة لرفاق عصفت بهم الأحزان.

8

الشيخ.. السياسة والحب

إذا لم تذكره المعاجم والكتب المتخصصة، وإذا كان المتخصصون لا يعرفون حتى اسمه.. فهذا لصالحه، لأنه ينتمي بدء للتمرد.. كان الشيخ (بالتعدد) رمحا مصوبا نحو سياسة بداية ارتبطت تاريخيا بالشعوب واليسار.. إن ذاكرة ملح في عدد كبير من تجارب الحب والعشق والجنس التي عرفها المتمردون المنتمون لليسار... لقد كان شاهدا على أول كلمة ذاتية –داخل تضخم الموضوعي- مرورا بدعوة لشرب كأس قهوة في مقصف وقبلة في ركن مظلم وانتهاء بعناق أو فراق.

9

توقيت الموت

سقط الجدار... فكم من المتمردين كانو ينتظرون سقوطه..؟ وهل كانوا يتوقعون سقوطهم أيضا بسقوطه؟ وبدأت أحلام كبيرة تفسح المجال لخيبات أمل ولانكسارات.. وأحيانا لتعفنات.. كان السقوط الوجه الخارجي للموت.. موتا يظل يعلن نفسه لضحاياه.. كأنه إله قديم يختار موته ليرتاح من مسؤوليته دون أن ينمحي من العالم.. هو الموت إذن يزحف بثقل ووثوق.. هي فرصة تاريخية لمن يريد الانسحاب بدون ضجيج.. ووسط إحساسات تحتفل بالموت... لم يختر الموت الشيخ إمام عيسى.. بل لقد اختار هو الموت.. ليخلد في الحياة.

10

عيسى الشيخ والإمام

هو إمام إذن.. إمام "طريقة" تعلن هويتها الشعبية.. هل كانت قوتها ضاربة في جذور الشعب.. هل كانت آثارها جحيما على خصوم الشعب.. هل كان الشعب في حاجة إلى هذا الإمام؟... هذه دروب لا زالت موصدة. لكن صدفة –لم تخطئ هدفها- جعلت من المغني شيخا، وإماما، وإنسانا ذا حظوة.. أليس اسمه عيسى.. ليس ذا حظوة فقط.. وإنما إنسان سيظل يعود..ضد موته.

11

من يغني للإمام

في سنة 1967 أعدم "تشي غيفارا"... ذلك المتمرد الإرادوي الذي كان مليئا بحب الحياة إلى حد جعله يرفض الموت... لكن الوجود هو امتداد كلي ولكون التمييز بين الموت والحياة ليس إلا بلادة من بلادات العقل المسي
طلر... فدوى صوت الإمام في الدنيا.. مغنيا "غيفارا مات... غيفارا مات"... أكيد أن هذه الأغنية لن يكون لها معنى لو لم تكن موجهة لغيفارا بالذات... الذي ارتفع في سماء الحياة بموته... لكن من سيغني عن موت الشيخ إمام... إمام المثقفين
(لوضوح رؤياه ولتحمله مسؤولية تفكيره حتى النهاية) من سيغني لهذا الموت يا د. حسن حنفي؟؟



#محمد_الهلالي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Hilali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سميح القاسم أسرار الشاعر وأشعاره
- المفهوم الفلسفي
- النظرية العلمية
- من الربيع العربي إلى الثورة
- الحُبُّ عِبَادَهْ
- يَا أَنْتِ
- قالت انتظر
- في البدء كانت النساء
- صرخة عشاق
- هَكَذا أَنْتِ الآنَ
- أنا وأنتِ
- فرح عاشقين
- أعنف اللذات
- حين أحبك
- يوم بدون ضجر
- زيارة
- اشتهاء
- تأويل
- استراحة التعب
- ربيع دموي


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الهلالي - الشيخ إمام: إمام المثقفين