|
علاقة القلق بالسلوك الإجرامي لدى المترددين على السجون
عبد الله أبو إياد العلوي
الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 20:31
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
علاقة القلق بالسلوك الإجرامي لدى المترددين على السجون يشكل القلق أهم الصعوبات النفسية التي قد تسهم في إنتاج السلوك المضطرب لدى الفرد وتوثير صياغته للقيم والمعايير الإجتماعية وفي تكوين الإتجاهات نحو الحياة والبيئة والأسرة والعمل والوطن والأخرين . لكن رغم هذا التأثير لم يحظى القلق بالعناية العلمية والعملية من قبل الباحثين القيمين على السياسات العامة والسياسة الجنائية بالخصوص . فحسب التتبع المتخصص في هذا المجال ، لم يأبه بالأعمال العلمية التي تشير إلى التأثيرات الجسيمة للقلق في إنتاج السلوك الإجرامي ، وتدعو إلى العناية بدراسته بمنهجية تسمح بتعميق الإدراك العلمي والمهني والمجتمعي لعوامل وطبيعة القلق والتمكن من الإسهام في صياغة مقاربات لها من مقومات النجاعة ما يؤمن الوقاية والفعالية في العلاج والتأهيل والإدماج . بالعودة إلى الأعمال العلمية التي تمت في مجال المعرفة النفسية يبدو بجلاء التأثير القوي للقلق والإضطراب، فأكثر المشاعر المؤلمة والمكروهة هل القلق الذي يمكن ملامسته في عدم الإرتياح والتشنج والانقباض الداخلي والذي ينعكس على البناء البيولوجي والفزيولوجي والنفسي ، ويبدو بوضوح في الوضعية الجسدية وفي طبيعة الحركات التي يعبر بها الفرد. وفي تقلص العضلات المتوترة ويظهر كذلك من خلال رنة الصوت وفي التصرفات العنيفة الموظفة أو في الهروب كجهد دفاعي أو في الممارسات العدوانية المتوجهة نحو الذات ضد الأخرين . بالإضافة إلى المظاهر العصبية والتي تطال صحة الفرد ومنها الوهن والارتخاء والتقيؤ وغيرها. كثيرا ما تبدو عند بداية الشعور بالقلق ولو دون سبب. لكن القلق المشين والمتين والاضطرابات الكبيرة غالبا ما يتميز بغياب الوعي والتعتيم عليه يصابه هيجان مفرط وتمثلات غامضة ومستفزة وموسوسة وقد ينتج هذا الوضع النفسي حالات مرضية يسودها الخوف والهروب من الأفعال المحظورة قيميا أو إجتماعيا أو قانونيا . في حين هناك الات تم رصدها تتسم بالانضباط والعناد والإصرار وعدم الاكتراث بالقيام والمعايير الإجتماعية حيث لا يقيمون وزنا للإعتداء على الأطفال وإغتصاب النساء أو ضرب أو جرح أي شخص يقابلهم بدون مبرر. ويبدو أن أهم الفرضيات التي يمكن الإنطلاق منها نحو محاولة الإسهام في معالجة علاقة القلق بالسلوك الإجرامي لدى المترددين على السجن هي أن هناك أرضية نفسية داخلية لإستقبال الإضطراب والجنوح لدى الفرد يمكن رصدها من خلال الكشف عن واقع تلك الأرضية النفسية المفتقرة للثقة والإستقلالية والمفعمة بالسلبية والقلق الذي يعرف في الفقه النفسي بكونه نزوع فردي حاد من الإنزعاج في أحوال معيشية متباينة . وقد تبنى على أسباب موضوعية وقفد تكون بلا مبرر وهذا غالبا ما ينتشر لدى الأشخاص الذين يعانون من صعوبات عصبية ونفسية . أما بالنسبة لبقية الأفراد فإن القلق غالبا ما تفرزه الصدمات التي تعرض لها الفرد. فالقلق تعبير ذاتي عن الإحباط والإنهزام ، وقد يرتبط بعوامل خارجية وقد يكون ظرفيا يسهل علاجه وهو ما يسمى القلق بموضوع. لكن هناك القلق المتأمل الذي يسمونه بالقلق الشخصي ، وهو ميزة ثابتة لدى الفرد . يظهر في شكل خوف ، إلا أن الخوف هو رد فعل على تهديد معين ، في حين أن القلق خوف لا يدرك صاحبه مصادر تهديداته وطبيعة المخاطر التي تقلقه . والقلق لا يقف تأثيره في تحذير الفرد من التهديد الذي ينتابه ولكنه يشكل دافعا قويا ومحفزا على محاولة رصد مصادر الخطر الذي قد يبدو له في مشاعر ضعف القدرة والكفاءة الشخصية وضآلة إمكانية مجابهة الحوادث والعوامل الخارجية وتضخيم الصعوبات وهيمنة الإنطباعات السطحية والمبالغة في تصوير قوة الأرخين. وهذا الشعور كثيرا ما يدفع بالمرء نحو براثين الإضطراب والسلوكات المختلفة والإتجاهات المنحرفة وقد ينتج القلق جراء الإحتياجات والمكالب العادية الضرورية التي أصبح من الصعب الوصول إليها في بعض المجتمعات ذات العلاقات الإنتاجية غير المتكافئة أو بسبب المطالب الكمالية ذات التكلفة المرتفعة والتي يصعب تلبيتها بسهولة . وهذا ما يسقط الفرد حسب " ريبرت ميرتن" في" اللامعيارية وفي السلوكات الإجرامية ذات الطابع النفعي ز أما القلق الأساسي ، حسب " كارين هورني" ، والذي يعني شعور الرفد بأنه وحيد في هذا العالم المملوء بالعدوان والذي تعتبره هذه الباحثة هو نتاج علاقة سيئة بين الطفل وأبويه مما يؤدي إلى إحساسه بالحرمان العاطفي وعدم الأمن النفسي" سعيد بحير ، 2004-80. وهذا القلق ليس فطريا ، بل يتأسس وينمو نتيجة الأحوال التربوية والسوسيوثقافية والإنتاجية التي يعيش الفرد وينمو في ظلها فيتحول إلى ميزة شخصية لا يمكن إرضاؤه من خلال السرقة والإختلاس. وذلك لأن المسألة مسألة أمن نفسي داخلي يتأسس وينمو منذ السنوات الأولى من حياة الشخص ، وذلك نجد أن هذا القلق كثيرا ما يضع صاحبه في موقف دفاع عن نفسه ، حيث إعتمد مجموعة من التصرفات بدافع ما يعبر به من قلق وقد تتحول تلك التصرفات إلى أساليب حياتية التي قد تمثل جزءا من بنائه الشخصي لمواجهة كل التهديدات الخطيرة ومشاعر النبذ والعزلة . وحسب هورني الأمريكية ، قد يصبح الفرد عدوانيا أو مستسلما منهجيا وقد يشكل صورة مثالية غير واقعية لمواجهة التهديدات والمخاطر التي لا يدركها من حيث المصدر والنوع وحدة التأثير ، وقد ينزع نحو التملك وتوظيفه في شراء العواطف أو يستعمل القوة والسلطة ليلزم الغير بتقديره وإحترامه بغية تعويض العجز الذي يشكل لديه قلقا مقرفا ، سعيد بحير ، 2004-81. في قراءاتنا للأعمال العلمية للباحث الروسي " ف ، موركين" حول القلق ، يرى ه>ا الباحث بوجود أمنية عامرة لاشعورية لدى الرفد الذي يعاني من هذا الصنف من القلق في النوم إلى الأبد . رغبة في عدم الحياة ـ حيث أن الملل الذي تسرب لشخصيته بجرعات قاتلة قد أًبح يؤلف لديه قلب وجوده. ويتفق هذا الباحث مع هورني على أن القلق لدى الإنسان يظهر إلى الوجود مع ولادته ويبدوا إحتجاجه منذ الصرخة الطفولية الأولى عند الإنتقال من الرحم البيولوجي إلى الرحم الإجتماعي . هنا يمكن ملاحظة القلق من خلال عدم الوجود الشخصي بين السطور والذي بحاجة بإرادة النظر فيه حيث يظهران كأحاسيس يمثلان وحدة متكاملة تجذب المرء بالرغم عنه وهي مكون من مكوناته الداخلية وجزءا ضروريا من كيانه ينساب ويختلط الهروب من الموت مع الرغبة في الموت. وفي عملنا مع المترددين على السجون يبدو بأن هؤلاء يعانون من غربة نفسية تطال غالبية من تعاملنا ومازلنا نهتم بأحوالهم من المتصارعين مع القانون الجنائي تبدوا وتتطور من خلال ظهور ردود فعل القلق وتكاثر المعاناة وتكدس وإحترام الإنفعالات السلبية اللاشعورية وغير المدركة ، بالإضافة إلى حالة الإنهاك والاستنزاف التي تتمثل في الأفعال القسرية التي تسمى جرائم ، والتي تبدو كرد على تأثريات الوسط المعيش الذي يعتبر لدى المترددين على السجن بمثابة العدو الذي يطاردهم ويرفض تقبلهم. فهم ينظرون إلى الوجود بشكل مختلف ويدكون السجن وممارسة العنف على الذات ويستقبلون التأُثيرات الخارجية بقراءات متناقضة ويردون عليها برسائل مرضية ومضطربة قد تبدو من أعمال العنف والتدمير. وقد تظهر في سلوكات توظف المخدرات والمسكرات وممارسة اللواط والقمار وسلوكات النصب والإحتيال. وقد دل عملنا مع المترددين على السجن بأن واقعهم النفسي يتميز بعدة خصائص منها الإندفاع الشديد والقسوة وعدم التبصر والإكتراث بالأخرين والأشياء والأحداث والأفكار والزمن والميل نحو إستفزاز الأخرين والعدوان عليهم ولومهم وتحمليهم ما يعانيه المتردد على السجن من صعوبات. بالإضافة إلى إتسام إتصالاتهم وعلاقاتهم بالحساسية المفرطة والإنغلاق الذاتي والسعي بإستمرار لتعميق هوة المسافات الحميمية وتعويقها والهروب المستمر من الذات بالركون للغربة والعزلة. إنها خصائص يتميز بها كافة الأشخاص الين طالتهم هذه الدراسة وإن تفاوتت في الحدة ، وفي الماهر والأساليب ، فهي المؤطرة لسلوكاتهم وهي مؤشر من المؤشرات القوية على حدة القلق المعيق للتوافق النفسي والتكيف الإجتماعي والمعرقل لبناء العلاقات الشخصية المتزنة . فهم في صراع مركب د الذات وفي حرب تدميرية ضد الواقع والبيئة المعيشة. وقوة القلق وما يفرزه من توترات داخلية وإنعدام الإحساس بالتقاة والتقدير وسيطرة مشاعر الإحتقار والتشاؤم والنظرة السوداوية للحاضر والمستقبل والرغبة في الإنتقام من ألام الماضي. وقد سجل الباحث أن من أهم معاناة العاملين مع المترددين على السجن صعوبة الوصول إلى الواقع النفسي لهذا الصنف من الناس الذين يظهرون وكأنهم شخصيات موصدة تتهرب من أي إتصال أو حوار. وهو واقع داخلي مؤلم ومعذب سبب إنقطاع الأواصر والقرابات والعلاقات. يبدو لكل المترددين على السجن بمثابة أفة إجتماعية ومصيبة عظمى مما ينتج لديهم تدهورات في الصحة النفسية تختلف حدتها. فالقلق لدى هؤلاء ينمو ويتكاثر بسبب هشاشة الأحاسيس وسرعة الإحتراج وهي أمور تبدو في المعاناة اليومية وفي ما يعتمدونه منن أليات دفاعية للحماية وتحقيق الراحة . لدى فإن القلق لدى المتردد على السجن حسب هذا العمل يتسع يتطور وفق تمثلاته الذاتية وليس جراء الأحوال البيئية السائدة و المفاجأة ، لكن من أهم سلوكات المترددين على السجن يفرزها العناد الناتج من الجمود وهيمنة الإنطباعية ولو نحو الأشياء والأحداث التي مرت عنها كثرة زمنية بعيدة. وعلى هذا يتبين ذلك الإنطباع المهيمن على الماضي الدفين والذي لم تستطع مؤسسات المجتمع الأسرية والتربوية والإجتماعية والصحية علاجه وتحرير الفرد منه هو أساس القلق الموجود والمؤطر لحياة المتردد على السجن والذي يعود أصله إلى مرحلة الطفولة. وعليه يتبين بأن المتردد على السجن في هذا العمل شخصي يعاني من قلق متراكم ومتجدد يعمق إحساسه بالتهديد لكيانه والإستعداد للقيام بأي فعل أو إمتناع مضاد للقانون الجنائي لأنه يعتقد فيه الحماية والوقاية من الخطر الذي يهدده والذي يعتبرها القانون جرائم وإنحرافات ، فالأساس هو أن القلق الذي ينتاب هؤلاء يوفر يشكل دائم الإستعداد لانخفاض والعدوان على الأخر وليس التصرف الذي إخترقه المعتدى عليه. في حالة " منصف " ، وسنه 43 عاما . والذي عاش في ضل وسط قوي ماديا وفقير ثقافيا ومعرفيا وتواصليا. تردد على السجن أكثر من ست مرات بسبب سلوكات العنف ضد الأشخاص بناءا على إعتقاد منه بأن ضحاياه يهددونه فيجب محاربتهم بشكل إستباقي وعليه يحكي منصف بأن السكين المثني وشفرة الحلاقة المزدوجة لم يفارقان جيبيه منذ أن كان في سن الثالثة عشر من عمره . وقد إعتدى وهو في القسم الخامس من التعليم الإبتدائي على مدرسه بعد الخروج من المدرسة ، حيث ضربه على رأسه بقطيب حديدي ألزمه خياطة جرحه بعشر غزر وإختطف وإغتصب طفلة لا يتعدى سنها الثانية عش سنة وسنه آنذاك 26 سنة بدعوى أنها كانت مجموعة من صدقاتها يضحكن عليه ويتحدثن عنه بسوء . أما أخر إحالة لمنصف سببها الضرب والجرح المفضي للموت دون نية إحداث القتل فدعوى أن القتيل وجدو داخل مجموعة من الأشخاص الذين يمارسون الإهانة والتحقير في حق منصف. ويرى هذا الأخير بأنه لم يقتل من أهانوه بل قتل شخصا كان يمر بجانبهم ، وهذا ما يؤكد الإفتراض القائل بأن الإهانة مجرد ذريعة أو مخرج يتم عبره تمرير النزعة الهجومية ونسيان حقيقة القلق الداخلي الذي يشكل تهديدا حقيقيا لشخصية الفرد ولمحيطه على السواء. منصف ، شخص لم يستطع الإستقرار في الدراسة ولم يتوقف في العمل ، رغم أن والديه قد فتحا له دكانا تجاريا متميزا في أحد الأحياء الراقية بفاس. إلا أن القلق ال-ي يعانيه لم يسمح له بالإستمرار فترك الدكان في أحد الأحياء الشعبية بفاس ، إلا أن القلق الي يعانيه لم يسمح له بالإتمرار فترك الدكان ولجأ إلى حياة الهامش متصارعا مع التهديدات الداخلية التي تجابهه ولذلك من خلال أعمال العنف والإعتداءات على الأخرين . وقد فشلت أسرته في إمكانية تزويجه برغبة إستثمار الزواج في تكوين أسرة تضمن له الإستقرار ، حيث كان يعتدى على من قبلتن الزواج به جسديا بدعوى أنها تهينه. فهو لا يطيق الناس ويرفض تكوين صداقات ، ويميل كثيرا إلى الحس الإنفرادي . فالقلق هو أحد المقومات الأساسية لشخصية منصف ، وفي عملنا معه إعتمادا على البحث التشخيصي النفسي المسماة بإختبار تفهم الموضوع للكبار TAT ، يتبين بأن القلق لدى هذا الشخص يشكل أمامه عائقا يحول نظرته إلى العالم كظلام دامس لا يبصر فيه حتى ذاته ولا يعرف أين يتجه. بل ولم يعد يميز بين الراحة والعياء وبين الحزن والفرح وبين النظافة والوسخ وبين الوقوف والمشي. وفي حكايات منصف المروعة عن طفولته أكد على أنه كان يتعرض للإعتداء الجنسي منذ طفولته ، أكد على انه كان يتعرض للإعتداء الجنسي منذ طفولته الأولى من قبل والده الذي كان يمارس عليه الجنس من فمه ومن بين فخديه بالترهيب وأخرى بالترغيب. وقد أدركت والدته هذا الامر بعد مدة ، لكنها لمك تحرك ساكنا حفاظا على علاقتها بالأب . ويرى هذا الشخص بأن والده كان لا يبالي بما يعانيه إبنه. ولا يعتبر ذلك حراما أو ممنوعا. وهذا يمكن أن يجعلنا أمام شخص في حالة قلق بعد صدمة . وهو عامل مكمل ومدعم للقلق الأساسي الذي تمت الإشارة له سلفا . لكن طبيعة هذا القلق هي أشد ثقلا على نفسية منصف لأنها ناتج عن شخص محل إتمان من المستوى الرفيع . إنه الأب الذي هشم الشخصية وهدم منظومة الأنا لديه ووضعه في حالة من الإحساس المتزايد والمستمر بالخطر الذي كثيرا ما يذلل أهمية القيم والمعايير الإجتماعية ويحفز على إقتراف السلوكات الإجرامية . وهنا نكون أمام حالة من القلق المتجدر والثابت في شخصية هذا الرجل الذي لا يعتبر القلق عنده من الأمور العابرة التي توجد لدى كافة الناس . فهؤلاء غالبا ما ينتج القلق لديهم جراء الخلل العلائقي وما ينتجه من عداوة وحقد وعنف. بالإضافة إلى ما يخلفه من أثار سلبية على فكرة الذات والمكانة الإجتماعية والنظرة للمستقبل بالنسبة للفرد إلى درجة تحسيسيه بالغربة داخل محيطه العائلي أو المدرسي أو المهني أو الإجتماعي . وهذا كله يحتوي على سلبيات في التكيف الإجتماعي الفردي والعام. والجدير بالذكر هو أن هذه الأفة الصعبة جدا ليست وليد الحياة المعصرة أو ضريبة لها . بل تعود جدورها إلى مئات السنين ، وأساسها هو مكانة القيم الإنسانية والروحية والإجتماعية لدى الناس وما يطالها من تحطيم وبشتى الأساليب وأشدها بالإضافة إلى المشاكل الإقتصادية والمالية والسياسية وتدني الخدمات التربوية والإجتماعية والصحية والإختلالات البيئية إلى درجة أصبح معها الإنسان مجردا من أي رداء مادي أو أخلاقي أو إجتماعي تحت تيار المآسي المتنوعة التي لا قدرة له على الصمود في مجابهتها. وهذا يبدو تأثيره بشكل قوي لدى المترددين على السجن بسبب السلوكات الإجرامية ذات الأغراض النفعية مثل السرقة والنصب والإحتيال والإختلاس والتي يعاني أصحابها من إنعدام الثقة وتضخم المشاعر المضطربة المفعمة بالإحتقار والظلم والمنتمية لإتجاهات الرفض والحقد والحسد . وهذا عكس بقية الناس الذين يعانون من نفس الإحتياجات ، لكنهم يوظفون في الوصل إليها الأساليب المشروعة بسبب ما يتوفرون عليه من إمكانيات نفسية تحصينية ضد هيمنة القلق الذي يعتبر خاصية شخصية عندمكا يكون حضوره لدى الفرد متكررا بشكل قوي لا ينحصر في الأحوال الروتينية للواقع ومتطلبات مواجهته. فإعتلال الصحة النفسية للفرد من الزاوية القيمية أفرزت خيارات سببها تراجع قدرات القيم في تأمين النوم النفسي والمعرفي والإجتماعي والأخلاقي لدى الفرد والمقصود بهذه الزاوية التي تعاني من التضييق والإهمال كما يتضح من حالات المترددين على السجن ليس تدني المستويات الإيمانية بالخالق عزوجل والدار الأخرة بل هو تدمير الوازع الأخلاقي ولنوامس الحياة الإنسانية المتوازنة التي مكنن البشرية عبر العصور من معالجة الصعوبات وتمكينهم من الإطمئنان النفسي والتخلف من التوترات والإضطرابات السلوكية .فعدم إدراك القيم بشكل سليك كثيرا ما يدفع بأجحد معتقديها إلى إقتراف سلوكات إجرامية بإسم القيم أو بإعتقاد الدفاع عنها. وهذا هو نتاج أساليب التسلط والأمية في التربية على القيم. حيث أصبحنا نجد دماءا تهرق وأرواحا تزهق في العالم بإسم الدين. بالإضافة إلى إعتلال الوازع القيمي وأثاره في تنشيط القلق وإحتدام التوترات . هناك الإعتلال الإقتصادي والتمييز الطبقي الذي ينتج العديد من الصعوبات أمام الناس نحو تأمين إحتياجاتهم المعيشية الضرورية. ويدعم تكاثر عوامل التوترات الإجتماعية ويوسع دائرة الناس غير المهيكلين كأساس لهيمنة علاقات الإنتاج غير المهيكلة في مقدمتها التواصل غير المهيكل والإقتصاد غير المهيكل والتدين غير المهيكل والساسية غير المهيكلة، فيتعطل القانون والمعرف والعلوم لتسود العلاقات الخفية التي تحذرت قيمها السلبية في ثقافة وسلوك السواد الأعظم من الناس مثل الرشوة والإستفزاز والمحسوبية وحماية الأقلية دون الأغلبية التي تعاني من فقر كبير في التعويض النفسي مما يحفز وينشط رواسب القلق لدى أفرادها. في غالب المقابلات واللقاءات التنشيطية التي تجمعنا مع العديد من المترددين على السجن في الوسط العادي تهمين أحاسيس ومعاناة رفض المجتمع لهم . حيث لا أحد في الواقع البيئي يرغب ويفرح لعودتهم إلى الحياة العادية فلا أحد يشارك أو يتقبل فكرة المشاركة في احتضانهم وإدماجهم وتمكينهم من من الثقة في أنفسهم وفي مستقبلهم ويدعم إقتدراتهم في المشاركة في خدمة بيئتهم. وعليه ، يكون الخارجون من السجون غير مرغوب في عودتهم لأهليهم وإلى الحياة العادية . ويعتبرون مصدر خطر وتهديد للأمن . وهذا حافز خطير وسائد في الثقافة السائدة داخل المجتمع . والذي يدعم مخقومات القلق الذي يعود إلى الفقر العاطفي والفكري والثقافي والمادي للأسر. ويقلل من مكانة الفرد ويكرس إحتقاره لذاته ويعمق ويوسع اضطراباته. وعليه ، يكون من مهام العلاج والتأهيل والإدماج الملقاة على المؤسسة الإصلاحية والعقابية التركيز على معالجة القلق ولكن ، يجب الإعتراف بأن منشأ هذه المعضلة النفسية ليس هو المؤسسة الإصلاحية أو العقابية التي قد تسهم في إرتفاعه بسبب نوعية الأداء الإصلاحي أو العقابي الذي يتقدمه إزائها ، ولكن هو منتوجا أسريا يعود إلى عدم الثبات وعدم التوازن وتصدع العلاقات داخل الأسرة وما أفرزته من مظاهر القلق المرتفع . لم يعد بالإمكان تحمله هو حال يتطلب جهودا متكاتفة داخل مؤسسات المجتمع لتمكين الأسرة من الإسهام في إنتاج التوافق النفسي والتكيف الإجتماعي بدل الإسهام بشكل كبير في إنتاج القلق لذى أفرادها الذين يعانون من ضعف القدرات الذاتية في ضل مشاعر عدم الثقة وإنعدام الأمن النفسي الداخلي وغياب السند الأسري والإجتماعي. فتتسع الشكوك ويحتدم الصراع وتتأكل القيم وتضمحل قوة المعايير الإجتماعية لتحل محلها معايير القوة والتسلط فتضيع الحقوق ويهرع كل فرد إلى البحث عن الأليات الدفاعية التي تناسبه في تجاهله اليومي على العيش ولو كانت غير مشروعة وهو سلوك في تزايد مستمر داخل المجتمع يصعب محاصرته عبر القوانين مهما كانت ألياتها في ضل القلق العميق وتلاشي الأداء التربوي والسوسيوثقافي الجاد . وهو واقع لا نستطيع محاصرته من خلال أجهزة الردع بل بدراسة جدوره ومكوناته بشكل علمي ومن تخصصات معرفية متعددة. فمثلا لم يستطع ما يسمى يقانون مكافحة الشغب في الملاعب الرياضية الحد من هذا السلوك المضطرب لأن القانون وألياته لهما دور ردعي مهما كانت إيجابياته. لكن المشكل يكمن في عدم تطور منظومات التربية والتكوين والتنمية الذاتية في البلد والتي لم تسطع تمكين الأفراد من الإقتدار الذاتي ومهارات التواصل الفعال. أما بالنسبة للسجون ، والتي تحتضن أعتى درجات القل لدى نزلائها ، وهو قلق لا يعود إلى ظروف الإعتقال فقط ، بل يعود في أصله إلى عوامل بالأساس منها سوء ظروف الإنعتاق من الرحم البيولوجي إلى الرحم الإجتماعي المفعم بسوء الظروف المعيشية والتربوية والنفسية التي كرست بشكل مرضي القلق من الماضي المؤلم والقلق من الحاضر المظلم ، والقلق من المستقبل الغامض . فغالبية المترددين على السجون يتكاثر ويتعمق القلق لديهم بشدة ، لبكنه قلق لا يأبه من قبل السياسة الجنائية وما تقرره من نظم وضوابط تقول بالانضباط والتأديب والتفتيش والأمن ، ولا تكترث بحقيقة التوترات الإنفعالية لدى نزلاء السجون مع القيمين عليهم أو مع بعضهم البعض . هذا القلق الحاد الذي لا يدرك في التقارير الحقوقية الوطنية والدولية وغير الحكومية هو أساس السلوك الإجرامي مهما كانت تفاهة أسا=ليبه ، فأصحاب هذه السلوكات يتميزون بردود أفعال صاعقة وعنيفة ، لكن عند إقترابنا ميدانيا من هؤلاء يتبين بأن أغلبهم لا يقترف سلوكاته الإجرامية بناءا على هدف واضح المعالم الغرض هو الوصول إلى تنفيس عن أحاسيس التوتر الداخلي ولفظه إلى حارج الذات. وهو إضطراب يؤدي عدم علاجه من مرور الوقت إلى القلق الإعتيادي لدى الفرد ويؤطر حياته الشخصية وعلاقاته الإجتماعية بإستمرار داخل السجن وخارجه . وهذا يدفع إلى التساؤل عن قيمة السياسة الجنائية والعقوبة والقواعد الدولية والوطنية الدنيا أو القصوى لمعاملة نزلاء السجون إدمان مجرد دعم لعوامل تنمية القلق الذاتي يشكل القاعدة الأساسية لإنتاج السلوك الإجرامي؟ نعم ، أن العقاب بالحبس أو السجن هو إبعاد عن الحياة العادية وحرمان من كل الحرية ، ويتحلى في تقييد التصرفات وتحديد فترات التنقل والإشتغال والاختلاط وإختيار صنف العمل ووقت النوم والفسحة وفق نظام يحدده القانون لكن هذا الحرمان من الحرية وتقييد التصرفات لا نقول عنه بأنه لا يتطابق مع واقع تنفيد العقوبة جراء صعوبات مادية وتأطيرية. ولكنه عقاب ينشد الإيمان الذي يعمق القلق ولا يتيح فرص الحوار مع الذات وفق مناهج وبرامج علمية وبتدبير من الكفاءات المهنية العالية التخصص بغاية رصد القلق ومعالجته من جدوره عبر المصالحة مع الذات والتمكن من إمتلاك مهارات تواصلية فعالة وتكوين إتجاهات إيجابية سليمة. فالدخول بالقلق إلى السجن والعودة به إلى المجتمع مفعما بالمزيد من المأساة والتجارب السلبية يعني أننا نسهم وبشكل منظم في تنمية القلق كمصدر أساسي من مصادر السلوك الإجرامي. فالعقوبة الحبسية أو السجنية التي لا تمكن الفرد من الإنفراد بذاته محاورتها والتفكير بماضيها وحاضرها ومستقبلها ورصد حاجياتها ونطاق مسؤوليتها نحو نفسها وأمام الأسرة والمجتمع والأخرين من خلال تأطير علمي متخصص تجعل الباحث المتخصص يدعو إلى وجوب إعادة النظر في كل السياسات والقواعد الخاصة بمعاملة السجناء لأنها لم تستطع فك العزلة النفسية التي يعانيها صاحب السلوك الإجرامي من خلال العقوبة التي تكرس غربته داخل حشد من النزلاء الذي يعتبر كل واحد نفسه في عالم منغلق لا يرى فيه الأخر ولا يقيم له وزنا . فليس هناك من السجناء م يجد شخصا ينصت له بشكل علمي ويتحدث معه وفق مقاربة علاجية تركز على التحرر من القلق كمدخل لكل تأهيل أو إدماج . وهذا عامل من عوامل تكريس الإنطباعات اللاشعورية لدى المترددين على السجن نحو المجتمع بأنه مجتمع لا يرحم يسرده الظلم والعدوان. ويجب على كل من يريد العيش فيه أن يحمي مشاعره ورغباته وقناعاته ، وهذا يعني مدى معاناة السجناء عامة والمترددين على السجن في غربة قاسية تتدنى معها قيمة الذات ويتزايد عجزها النفسي والفكري ويهيمن الجفاف اللإنساني على العلاقات بين السجناء يعطهم مع بعض وبينهم وبين القيمين على السجن حيث يسود العنف وبالخشونة والظلم . وقد يكون من سلامة القول أن هؤلاء أشخاص ما صارعوه مع القوانين والقيم الإجتماعية ويشكلون خطورة على أمن المجتمع وسلامة أفراده يكون من شأن سجنهم في ظل ظروف صعبة إمكانية تأطريهم بأفعالهم التي يجب عليهم عدم العودة |إليها إذا أرادوا العيش في المستقبل بسلام ، لكن العمل العلمي الميداني الواحد للسلوكات الإجرامية بصفة عامة لشخصية ذويها المترددين على السجون يؤكد بأن القسوة في إستعمال العقوبة مهما بلغت صرامتها لن تستطع تحصين المجتمع ضد الإجرام . ولكن تمنكن الشخص المعاقب من إمتلاك قدرات التفكير بالذات والمستقبل والناس وبالمسؤولية في صناعة الحياة . لكن بإمكانها أن تسطيع إنهاكه جسديا وذهنيا وتحوله إلى متشرد أو متسول بعد الخروج من السجن . فهل نستطيع وضع سياسة عامة تستثمر التربية والتكوين والتنمية الذاتية في تحرير الإنسان من القلق وتمكينه من مقومات المواطن المهيكل القوي على الإستقلال بالحياة من الطابع العشوائي المنتج للفساد والريع والظلم وأساليب التحايل على العيش ضد الفقر وضد القهر إلى مجتمع مهيكل سياسيا وإجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وحضاريا على قواعد العدالة والكرامة والنهوض الإنساني المبدع؟ هل بالإمكان سن سياسة جنائية تدرك بأن العقوبة السجنية تعني تحمل المؤسسة السجنية مسؤولية رفع تحديات العلاج والتأهيل والإدماج بالنسبة للأفراد الذين إستعصى على الأسر والمدارس والإعلام ومؤسسات الخدمة الإجتماعية والرعاية التربوية إدراك معاناتهم والتوفق في احتضانهم . وهذا ما يعني بأن السجن ليس مكانا للأيتام لأن الألم بعمق من القلق ولا يحد من الجريمة ولا يسهم في الوقاية منها. فداخل السجون يشتد السلوك الإجرامي ويحتدم عندما ينظر النزلاء من خلال أسباب الإحالة وليس لذواتهم بكل مقوماتها . فالجريمة هناك تنتج عن العلاقات السلبية التي يحكمها منطق الغلبة للأقوى الذي يستعبد الضعيف في غياب أية حماية تربوية واجتماعية وعلاجية . وفي ذل ذلك لا يقف الأمر عن هذا الحد بل هناك العديد من المؤشرات القوية التي تفيد بأن القلق الداخلي كسبب رئيسي في مأساة نزلاء السجون كثيرا ما يتسع نطاقه من خلال تغذية البناء النفسي للنزيل عبر التلاقحات السلبية الشعورية والشعورية للأفكار والتجارب الإجتماعية الميسرة لإخراج القلق وإستعادة بعض الهدوء الوهمي ولو بوسائل سلبية. وهي صعوبات الا تستطيع الأليات المدبرة للسجن التحكم فيها وحماية النزلاء من خطورتها . فهي تلاقحات تنمي سلوكات التقمص العدواني بكيفية مرضية ما يجعل العامة ترى في السجن مكانا لتعلم الإجرام. لكن الذي يجب إدراكه بشكل صحيح هو أن الجريمة إفراز لعلاقات إنتاجية يهيمن عليها التوتر وصعوبات العيش بكرامة. وهي علاقات لا تنتج سوى القلق والتهديد والخوف وإنعدام ثقة الفرد في ذاته وفي وضعه الإجتماعي والإقتصادي والسياسي الحاضر والمنتظر. فهل من إمكانية للتكوين والبحث والعمل من أجل سجون قوية على علاج القلق وتأهيل وإدماج على مقومات سلبياته بإمتلاك قدرات الإبداع والتواصل والمبادرة الإيجابية وفق مناهج وبرامج تركز على إرادة المستهدف والعمل معه وليس العمل من أجله. إن العلم الميداني مع المترددين على السجون يبين وبشكل متكرر أنم غالبية هؤلاء يفتقدون للمناعة الواجبة لمواجهة ضغوط الحياة وما تحمله نمن إحراجات والتي تعتبر لدى الشخص المؤهل نفسيا أمرا عاديا في طبيعة الوجود الإنساني ومقوما أساسيا من مقوماتها وما تفرزه من عوامل سلبية وإيجابية. كما إتسع نطاقها وإشتدت حدتها كلما كان الفرد أقوى على مجابهتها بلياقة نفسية مستميتة وقدرات حياتية مبدعة ، لكن العكس هو الحاصل لدى المتردد على السجن . الضعيف أمام التعقيد المتواصل لواقع الحياة. وسرعة إيقاعها وتحدياتها التي تؤثر بالسلب على كيانه النفسي والجسدي والذهني ، ويؤدي به إلى إنفجارات نفسية وإضطرابات سلوكية وفزيولوجية حادة تتجلى في إنخفاض القدر ات على التحمل والعجز عن الأداء مهما كانت بساطته. وهيمنة المظاهر السبية المتمثلة في الغضب والعدوان والعنف . فهو يفتقد للصلابة النفسية وإلى الإستماتة الذهنية والعصبية في مواجهة المواقف الضاغطة وللحلول المناسبة لها بشكل حضاري جراء غياب الحيز المعرفي المكون للسلوكات بشكل تام لو بسبب ما يطاله من تخلف وإعتلال . ولعل ما يحتاجه المترددون على السجون حسب هذا العمل هو إمتلاك اللياقة النفسية السليمة والمتمثلة في القدرة على التحمل والإلتزام والضبط الإجتماعي والتحدي الإيجابي وهي تحديات إيجابية تدل على إقتدار من يمتلكها على مقاومة القلق كمنتج للضغوط والأزمات والإحباطات. فالتركيز على اللياقة النفسية بأسلوب علاجي تحليلي أو معرفي يركز على الذات قد يؤممن الفرد من الإعتقاد بأن ما يطاله في حياته هو أمر ضروري للنمو الأكثر توزنا ولنضج الأفضل سلامة وليس مجرد تهديد بخطورة أو مصيبة . وهذا بهدف تحفيز له على المبادرة وإستكشاف الذات وإدراك الدعامات النفسية والمعرفية والإجتماعية التي عليه توظيفها في موجهة القلق وكافة الضغوط بفاعلية والتعامل مع المحيط بإيجابية . وإمتلاك مهارات التحدي في معالجة الصعوبات التي تواجهه بالصبر والإجتهاد والدفع بالتي هي أحسن وهذا ما يعرف لفدى الباحث النفسي "كويازا " بالصلابة النفسية أو ما يسمى " بافدورا " بالفاعلية الذاتية وينعت من قبل الباحث " أنتوفسكي" بالتماسك والإقدام. هذه الحاجة النفسية بغض النظر على تسمياتها هي التي يجب أن نركز على إشباعها لدى الفرد داخل كافة المؤسسات التربوية والتنشئوية العادية عامة. وهي المؤسسات والإصلاحيات التي تتحمل التحديات الأفظع والتي لم يقدر عليها المجتمع بكل مرافقه ومؤسساته وأجهزته. فهل يستطيع السجن تأمين اللياقة النفسية المتوازنة لكلل النزلاء ليستطيعوا استثمارها في إمتلاك المشروع الشخصي والإقتدار على الإسهام في تصنيع الحياة . نعم بإمكاننا ذلك ، ولكن الأرم يحتاج إلى المزيد من الحوارات العلمية بأنفاس سياسية إنسانية.
عبد الله أبو إياد العلوي باحث في علم النفس
#عبد_الله_أبو_إياد_العلوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نوعية الحياة وواقع الصحة النفسية لدى المترددين على السجون وا
...
المزيد.....
-
أم سجنت رضيعتها 3 سنوات بدرج تحت السرير بحادثة تقشعر لها الأ
...
-
لحظات حاسمة قبل مغادرة بايدن لمنصبه.. هل يصل لـ -سلام في غزة
...
-
فصائل المعارضة السورية تطلق عملية -ردع العدوان- العسكرية
-
رياح عاتية في مطار هيثرو وطائرات تكافح للهبوط وسط العاصفة بي
...
-
الحرب في يومها الـ419: إسرائيل تكثف قصفها على غزة ولبنان يتر
...
-
مبعوث أوروبي إلى سوريا.. دعم للشعب السوري أم تطبيع مع الأسد؟
...
-
خريطة لمئات آلاف الخلايا تساعد على علاج أمراض الجهاز الهضمي
...
-
وسائل إعلام: على خلفية -أوريشنيك- فرنسا تناقش خطط تطوير صارو
...
-
مصدر: عمليات استسلام جماعية في صفوف القوات الأوكرانية بمقاطع
...
-
مصادر تتحدث عن تفاصيل اشتباكات الجيش السوري مع إرهابي -جبهة
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|