جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 11:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ربيعات التغير اطول
عندما يتكلم شخص عن فشل الربيع العربي يبرهن بانه لا يستطيع ان يفكر الا على المدى القصير و ان ذاكرته قصيرة جدا و لا يعرف التأريخ. نظرة بسيطة الى الوراء تبين السنوات التي رضخت الشعوب الشرقية تحت اشكال و الوان من الانظمة التعسفية ابتداء بالخلافات الاسلامية و حروبها التوسعية و امبراطورياتها و سلاطينها و امرائها المؤمنين و اخيرا الى السيطرة الانجليزية و الفرنسية و الملكيات و الشيوخ و المشايخ و خوادم الحرمات و جمهوريات الرجل الواحد و ابنه الاكبر و الحزب الواحد. سنوات عديدة قضت الشعوب المسكينة في خوف و رعب و فقر و سجون و حروب و الشعارات البعثية القومية التقدمية و القيادات القومية و القطرية و دائرة الامن (الارهاب) العامة و العسكر و الانقلابات و الاعتقالات و القضية المركزية الاولى (فلسطين) و بن لادن و قمع حركات شعوب الدول الاصلية ... برمجت العقل الشرقي ببرامج فكرية لا يمكن تغيرها لانها دخلت في جيناته.
لذا لم ينتهي الربيع العربي بل بدأ توا لان من الان فصاعدا لا تستطيع حكومات الرجل الواحد ان تعود مرة اخرى. ليست الشعوب الشرقية بحاجة الى الديموقراطية و وحدة عربية و حكومات قومية و التغني بالتاريخ المجيد المزيف بقدر حاجتها الى الخبز و حياة كريمة تتوفر فيها على الاقل ابسط وسائل الراحة. اما اليوم فهي في حاجة الى اقتصاد و سيارات و تلفزيون و موبايل و شهادات و بيوت من الاسمنت و سلع اكثر من فوز الحزب الفلاني بالانتخابات.
قارن الدول الاوربية الغربية التي تدعي الديموقراطية و حقوق الانسان ماذا تغير نتيجة الديموقراطية السياسية و رفع شعار كرامة الانسان؟ الا تبيع الاسلحة الفتاكة للشعوب المنكوبة و تتجسس على الكل؟ الا يتناوب على الحكم حزبان لا يختلفان الا في الاسم على السلطة و كانما السلطة ليست الا لعبة؟ ماذا يتغير في المانيا سواء ذهبت الى صناديق الانتخابات او بقيت في البيت؟ لاشيء سواء جاء حزب الديموقراطي المسيحي للحكم ام الحزب الديموقراطي الاشتراكي. ماذا ذا يتغير في انجلترا سواء كان حزب المحافظين في الحكم ام حزب العمال؟ لا شيء. هذه هي الديموقراطية السياسية فهي ليست الا مسألة تناوب و ائتلافات و حيل و غش و صيد الاصوات و اعطاء العهود المزيفة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟