مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 03:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إنها السلطة , و في سبيل السلطة كل شيء مباح , من الديكتاتورية إلى الديمقراطية , من المظاهرات السلمية إلى قمعها الدموي .. لا يقاتل العسكر و لا الإخوان اليوم من أجل الديمقراطية , أو أي شيء آخر , إنهم يقاتلون فقط من أجل السلطة .. ليست الديمقراطية أو غيرها هي القضية الفعلية لأي منهم , هذه تفاصيل ثانوية , تنحصر القضية كلها في الطرق المتاحة و الضرورية للسيطرة على تلك المؤسسة التي تقع فوق المجتمع و التي تدعي حق قمعه و "توجيهه" .. تحصر مقاربة النخب و فلسفتها كل القضية في "الشرعية" , شرعية ممارسة ذلك القمع و التوجيه , هذا أقصى ما تذهب إليه النخب فيما يتعلق بحقها في ممارسة الإكراه و القمع و الهيمنة .. أما وظيفة هذه "الشرعية" فهو أن تبرر للسلطة قيامها بأي فعل ضد خصومها و ضد المجتمع , و توفير حجة "كافية" لاعتبار أفعال و قمع و جرائم تلك السلطة على أنها "شرعية" , و هنا تتوقف حدود النقاش و النقد و الاحتجاج , حدود الديمقراطية و حقوق الإنسان و الإيديولوجيات من كل المشارب .. تؤمن جميع النخب بضرورة "توجيه" المجتمع من فوق , و إدارته بالإكراه من قبل أقلية ما تأمر و تنهى و تفرض السمع و الطاعة على الباقين .. لا يوجد أدنى خلاف بين كل السلطويين على ضرورة فرض كل شيء على المجتمع من فوقه , لكنهم يختلفون على ذلك الذي يجب فرضه على المجتمع .. لذلك تجدهم فوضويين عندما يكونوا في المعارضة و سلطويين أو ديكتاتوريين عندما يكونوا في دست الحكم .. البلتاجي الذي يصرخ اليوم ضد مجازر جنرالات الجيش المصري ضد جماعته كان يبرر في الأمس القريب فقط مجازر نفس جهازي الشرطة و الجيش عندما كانت تجري بأمر "رئيسه" مرسي ضد خصوم جماعته أو الخصوم المشتركين للإخوان و العسكر , و الليبراليين الذين انتقدوا رغبة الإخوان الجامحة في فرض إرادتهم "بشكل شرعي" على ملايين المصريين , يبررون نفس الفعل عندما يمارسه جنرالات الجيش نيابة عنهم أو لصالحهم كما يعتقدون .. ككل المعارضين السلطويين , لا يريد الإخوان اليوم القضاء على منظومة القمع و الإكراه , بل تبديل رأسها , أما الضحايا الفعليين للنظام القائم فمصلحتهم لا تتوقف عند استبدال سيد بآخر , بل بالقضاء على كل مؤسسات و مبررات القمع و الإكراه من جذورها , من أعمق جذورها
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟