سلام عبود
الحوار المتمدن-العدد: 4186 - 2013 / 8 / 16 - 02:11
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لا فضيلة لقائد القوات المسلحة العراقيّة سوى أنه جلب الأمن والأمان للناس؛ هكذا اعتاد هو ومريدوه القول.
لكنّ الواقع اليوميّ، والقنابل اليوميّة، والدم المسفوح يوميّا، تقول لهم: كذابون أنتم، وأبناء ستين ألف كذابين!
فضيلتكم الوحيدة، التي تتباهون بها، هي أكبر جرائم التاريخ السياسي العراقي.
حينما لا تتمكن قوات القائد الأعلى من حماية أكبر وأشهر سجن في تاريخ البشرية، السجن الذي مسح - لشهرته - اسم سجن الباستيل بكل رمزيته التاريخية، حينما لا يقدر القائد الأعلى أن يعاقب أو يحفظ عتاة المجرمين وهم في عهدته، وبدلا من ذلك يمنحهم فرصة إعادة مسلسلات القتل- سهوا أو جهلا أو تواطؤا، أو لأي سبب آخر- فإنه ينتزع، بكل جدارة، فضيلته الوحيدة التي يتباهى بها أمام خصومه: الأمن والأمان.
الإرهابيون الهاربون، وإخوتهم اللابدون، ورعاتهم الذين ينامون نومة العوافي في ملفاتك الابتزازيّة، يضربون الشعب بكلّ ما يستطيعون. يصلون اليه بكلّ سلاسة ومرونة، ويضربونه بكلّ قسوة وحقد.
شعبك المغلوب على أمره تفتـّق وعيه، فاجترح معجزة " ألهية سخيفة" اسمها إلغاء رواتب التقاعد للنواب. كان المفترض به، بعد هذا العذاب الأسطوري، في الأقل، أن يلغي هؤلاء الفاسدين الحمقى، هم ورواتبهم، عن بكرة أبيهم.
لا بأس! ربما لا يستطيع أبناء الشعب أن يفعلوا أكثر من هذا في ظل غياب القوى السياسيّة الرائدة واستحالة وجود متنور يملك حتّى نصف ضمير. لا بأس! هذا ما يقدر المواطن عليه، لأنه يفكر وهو موضوع بين مطرقة النواب والسياسيين المرعبة وبين صواعق الإرهابيين الفتاكة.
ماذا يفعل!
لهذا السبب، أنا أطالب الشعب أن لا يفعل شيئا، وأن يكفّ حتى عن مطالبة النواب بالتخلي عن رواتبهم التقاعديّة. على العكس، أرجو من الشعب أن يطالب بزيادة هذه الرواتب الى الضعف، ولكن بشرط واحد: أن يتمّ تجريد هؤلاء النواب والسياسيين الأوغاد من حماياتهم.
سيقول قائل منهم: سنكون هدفا مباشرا للإرهابيين.
وأنا أرد عليهم جميعا: ولماذا يكون عامل المسطرة هدفا؟ ولماذا يكون الباعة البسطاء ورواد المقاهي الشعبيّة هدفا ثابتا ومفضلا للارهابيين؟ هل أرواحكم أغلى من أرواحهم؟ هل مواطنتكم الوضيعة أعلى من مواطنتهم؟
احرسوا أنفسكم بأنفسكم!
دعوا الجيش والشرطة تحرسكم، بالطريقة نفسها التي تحرس بها الشعب، وتحرس بها سجن أبو غريب.
بخلاف ذلك، أقول لكم: لقد صنعتم "توازن الموت" في الشارع العراقي، صنعتم توازنا للقتل، يقوم على الذبح اليومي للعراقيين البسطاء، مقابل عدم المساس بكم.
توازن الموت هذا، سواء نشأ بحكم المصادفة، أو أنه مرتب على ضوء حسابات خاصة، يرغمنا لو اختل الميزان سهوا، ولو مات أحدكم سهوا بدلا من مواطن غير حكومي، يرغمنا على أن نقول لكم بوقاحة مطلقة: موتوا، موتة الجلاب السود!
مع الاحترام الشديد للكلاب، سواء كانت سودا أو بيضا.
#سلام_عبود (هاشتاغ)