الارض المحروقة و-صيد الساحرات -...

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 4184 - 2013 / 8 / 14 - 22:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الارض المحروقة و"صيد الساحرات "..
سيكون على عاتق مؤرخي المستقبل ، أن يحددوا أو يجيبوا على السؤال ، الذي اشغل الكثيرين ، حول ما جرى ويجري على ارض مصر ، وسواء كانت الاجابة بأن ما جرى كان انقلابا أو ثورة شعبية جماهيرية ضد التسلط والاقصاء . فأن مصر تدخل مرحلة جديدة من حياتها المعاصرة .
اكتب هذه الخواطر وانا مشتت ما بين التلفاز ولوحة الحروف ... اتابع ما يجري على ارض مصر و"ايدي على قلبي " خوفا على مصر ..خوفا عليها من الولوج الى النفق " السوري " .. ومع ذلك ...
فحاجز الخوف من المستبد قد تهاوى في ثورة يناير تحت اقدام الشباب الثائر ، والارادة الشعبية تتسيد الموقف . ووصل الوعي الشعبي الى مرحلة يستطيع فيها تمييز الزيف من الحقيقة ، التدين الزائف الباحث عن السلطة باسم الدين وبين التدين الذي هو شأن شخصي وليس للتظاهر والتباهي به .
وعي يستطيع ان يفرز الثائر الحقيقي من الانتهازي الراكب على موجة الثورة .
خرج الوعي من مرحلة الصمت القاتل الى مرحلة الفعل الثائر .
ومع هذا ..فالمخاطر تتساوي في قوتها مع الامل الطالع من بين الحطام والدخان ، دخان الحرائق المفتعلة ودخان قنابل الغاز .
فمن ينتهج نهج "يا بلعب يا بخرب " ، أو " انا وبعدي بصرى خراب " فلن يتوقف عن استعمال كل الوسائل للانتقام !! ولو اتبع سياسة الارض المحروقة وليذهب الوطن وأهله الى الجحيم ...
وهناك على الحافة الاخرى من يتهيأ للبدء بعملية " صيد الساحرات "!! وملاحقة كل من لا يعجبه شكلا أو مضمونا !!
وحسنا فعلت الحكومة حينما اتاحت خروجا امنا "لمعتصمي رابعة " وتعهدها بعدم الملاحقة !!
كل قطرة دم غالية ولا تُقدر بثمن !!
فلا الارض المحروقة لا، .. ولا "صيد الساحرات " ستمنع الشعب من تحقيق حلمه بدولة مدنية ، حرة ، ديموقراطية وتسعى لتحقيق العدالة والمساواة ..
المطلوب حاليا ، هو محاربة الارهاب بكافة اشكاله !! مع الحفاظ بحزم على سيادة القانون ، دون اي تنازل عنه ..
والمطلوب ايضا ...عودة اسرع الى حياة سياسية تعددية !! تكفل اعادة بناء مؤسسات الدولة ذات المرجعية المدنية ...
اذن .. فقد انتهت حقبة الارهاب الفكري ..!!
لكن حقبة حرية الفكر والمعتقد ما زالت على الابواب ...
فأدعوها للدخول !!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات