علي عبد الرحيم صالح
الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 21:43
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أعني بالتأليه عند العرب هو أعطاء شخص ما قدرات وصفات لا يتمتع بها سوى الله تعالى أو أنبيائه ، إذ يعمد العقل العربي إلى أعطاء بعض الاشخاص منزلة أو قدرات خارقة وخارجه عن الطبيعة مثل الشفاء ، والرزق ، أو الانتقال عبر الزمان والمكان أو الاختفاء والعبور عبر الجدران ، أو المشي على الماء .. وغيرها
ومنذ القدم والى حتى الآن ما زال العقل العربي المتخلف يؤمن بوجود أشخاص أحياء أو أموات يمتلكون هذه المقدرات ، فالبعض يدعي المقدرة على شفاء الامراض من العجز الجنسي وإلى السرطان !! (بركاتك يا سيدي العريان) والبعض يؤمن أن السيد المتوفي هو الذي شفاه من خلال تقديم الاضحية متناسيا وجود الله وكرمه ، ومن الغريب أن الشفاء الذي يتم على يد المتألهين يتم عبر بصاقهم أو رشة ماء منهم أو طلاسم يكتبونها في أوراق لتعمل عملها السحري !!! في حين ذهب البعض الى لصق صفات الانبياء والاوصياء لأشخاص أخرين ومدمرين لا يستحقون معنى الوجود في الحياة على سبيل المثال قبل أيام شاهدت مقطع فديو لشيخ سلفي يقول أمام حشود من الناس يصل عددهم فوق 5000 شخصا أن جبرائيل نزل على جامع رابعة العدوية ليؤيد دعمه للرئيس مرسي ، وقد ذهب بعض الشيوخ الى القول أن الرئيس مرسي بمنزلة الرسول محمد الاكرم عند الله فمن نكره فقد نكر وجود الله ، في حين ذهبت جماعة من الناس أن فلان هو المنتظر وظهر لينقذ الأمة التي لا تستطيع التحرك ولو قليلا كي تنقذ نفسها !!! وما كان استجابة الناس في كل المواقف السابقة سوى السلبية والخضوع والهتاف والصلاة على النبي الاكرم !!!!
لذا نجد أن التأليه عملية نفسية – اجتماعية يصنعها العقل الفارغ والجاهل والخالي من قدرات النقد والمنطق ، فضلا عن مشاعر العجز والقهر المكتسبة ، والتي تدفع بهذا العقل إلى التمني والتمسك بأي خيط أمل يمكن أن ينقذها مما هي عليه من ظلم وقهر على الرغم من أن الحل بيدها لا غير !!! ولهذا السبب نجد أن هذه العملية أو الحادثة تتكرر على مر الفترات والعصور في تاريخ العقل العربي ، وما زال هذا العقل متمسكا بهذه الرؤية المتخلفة بقوة ، وخاضعا لأي شخص يمكن أن يعطيه بصيص أمل بوصفه الشخص الذي سيخلصه من العذاب الذي هو فيه .
#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟