أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أخوان مصر.. نجاح في الفشل














المزيد.....

أخوان مصر.. نجاح في الفشل


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفشل نوعان.. فشل في النجاح, ونجاح في الفشل
وقد كان فشل الأخوان من النوع الثاني. وأجزم انه أسوء أنواع الفشل
يوم زار أردوغان مصر خرج في إستقباله الألوف من الأخوان المسلمين, وحين غادرها لم يخرج في وداعه سوئ مئات منهم. زعلوا عليه لأنه طلب منهم أن يهدئوا ويبطئوا لعبة الحسم الأيديولوجي, ويلطفوا غلواءهم السياسي, ويطبخونها على نار هادئة. لكنهم لم يقبلوا حتى تلك النصيحة البيضاء والصادرة من رجل قريب منهم وحريص عليهم. وبعدها ظهر سريعا أن الأخوان ربما يصلحون لإدارة مطعم للوجبات السريعة ولكن ليس تلك التي تحتاج إلى فن ومهارة وخبرة وتجربة ونار أردوغانية هادئة. حتى إذا ما تسلموا إدارة المطبخ فقد صار بمقدور الجالس بعيدا عن مصر أن يشم رائحة الطعام المحترق حتى ولو كان يبعد آلاف الأميال عن القاهرة.
أمامنا الآن تجربتان كان من المهم جدا لإخوان مصر أن يعتبروا بها.. أولهما هي تجربة الأخوان المسلمين في تركيا بقيادة أردوغان, والثانية تجربة البعث في العراق بقيادة صدام حسين.
فيما يخص الأتراك. جاء أردوغان إلى الحكم مستفيدا من فشل سلفه أربكان الذي كان سبقه إلى رئاسة الأخوان حينما كانوا يعملون تحت إسم حزب الفضيلة, وبما أن أربكان كان دخل في مواجهة سريعة مع الدولة التركية الأتاتوركية العلمانية ومع حراسها العسكر فإن هؤلاء الأخيرين لم يجدوا صعوبة تذكر لإزاحته عن رئاسة الوزارة. أما أردوغان الذي كان نصيبه السجن آنذاك لكونه أحد العناصر القيادية في الحزب فلم تشغل باله قصة عدوان العسكر على الشرعية وصناديق الإنتخابات أكثر مما شغله البحث عن إجابة مقنعة لسؤاله لماذا فشلنا. ولم يطل الوقت بأردوغان لكي يعثر على جواب تسائله. لقد فشلنا لأنا أردنا أخونة تركيا العلمانية بأسرع مما يجب وفي ظل غياب إنجازات حقيقية على الأرض قادرة على أن ترفدنا بالجماهيرية الكافية لحمايتنا حال المواجهة.
وبهدوء راح أردوغان يخطط لغده الأفضل تحت عناوين توفيقية من شأنها أن تناغم ما بين الإنجاز الإقتصادي والمطلبي وما بين الإنجاز الفكري والسلوكي, وحينما فاز برئاسة الوزارة فقد جاء وجيوبه ملأى بأوراق تجربته الناجحة كعمدة لمدينة إسطمبول, ولم تأتي به لحيته أو جاءت به صلاة التراويح, فبهاتين الملكتين يكون بإمكانك أن تنجح كإمام جامع ولكن ليس كقائد بلد.
وبعدها حينما قرر أردوغان أن يجعل من الدستور حارسا على العسكر بعد أن كان العسكر حراسا على الدستور, فقد فعل ذلك بعد أن وضع في جيبه ورقة تقول أنه أنقذ تركيا من مديونية هائلة وجعل لديها فائضا نقديا تجاوز أكثر من ثلاثمائة وخمسين مليار دولار, وأوراق أخرى تتحدث عن سياسة تصفير الأزمات قبل أن يورط نفسه وتجربته في مستنقعات سوريا.
كذلك فإن صدام حسين لم يكن في عجلة كبيرة من أمره, فهو لم يبدأ عمليا (بعثنة) الدولة و(صدمنة) الحزب إلا بعد أكثر من عقد إستغرقه لبناء منجزات على الأرض كانت أعانته كثيرا في تكريس كاريزماه, وحتى تقدمه لإزاحة البكر نهائيا فإنه لم يتعجل به أو يفعله إلا بعد أن تأكد أن مشروع الوحدة مع سوريا سوف يهدد كل ما بناه من مجد شخصي ومنافع ذاتية في العشرة سنوات التي سبقت الإتفاق.
ثم كان هناك أيضا صعود الخميني إلى الحكم في إيران وتصاعد شكيمة وتهديد حزب الدعوة في الداخل العراقي. صحيح أنه كان قبل ذلك قد قطع شوطا طويلا على طريق بناء مملكته الخاصة, سواء على صعيد الحزب أو الدولة, وصحيح أيضا أنه جعل من البكر مجرد (شايب) خائفا على نفسه, إلا أنه لم يجرأ على دخول معركته الحاسمة لتطويع المؤسسة العسكرية إلا في ظل الحرب مع إيران. وكما هي بعض قصة أردوغان فإن صدام لم يهيمن على المركز الأول إلا بعد ان وضع في جيبه كثيرا من الإنجازات الكبيرة وفي المقدمة منها تأميم النفط والحكم الذاتي لكردستان والقضاء على الأمية في العراق وبناء بنية تحتية لصناعات كان من المقدر أن يكون لها شأنا كبيرا.
لقد كان بإمكان مستشار من الدرجة العاشرة أن يقدم تقريرا لمرسي يشرح له قصة الطبخ على نار هادئة تلك التي أوصى بها أردوغان, أو دروس التجربة العراقية التي هيأت لرجل من العوجة أن يعوج العراق. لكن أخوان مصر أرادوا في سنة واحدة أن يفعلوا ما كان يجب أن يفعلوه خلال فترة ربما كان من المفترض لها ان تمتد إلى عقد وحتى إلى عقدين, ففي مصر كانت ممكنا الدخول إلى الإسلام من خلال المنجز وليس من خلال اللحية والحجاب وبيتنجانة الجبهة. لكن عيب مرسي الأول أنه لم يكن محاطا بمستشارين, وإنما كان معاقا بمستشارين, ومن النوع المعوق أيضا, وما كان بإمكانه, فيما لو أراد, وعلى فرض أنه كان سيريد, أن يخرج من جيب المرشد.
وأن يكون في جيب المرشد فتلك هي أزمته هو, لكنه حينما ترأس مصر أراد أن يسحب مصر لكي تدخل معه في جيب المرشد جاعلا أزمته أزمتها. وهكذا وجدت مصر نفسها فجأة أن عليها أن تُحَّجُب تمثال أم كلثوم وأن تتعامل مع أبي الهول ومعبد أبي سنبل كأصنام مشمولة بالتفليش, ثم صار عليها أن تشغل بالها في البحث عن حل في مجابهة فتوى قد تصدر للتعامل مع الأهرام بذات الطريقة التي يتعامل بها الوهابيون مع القبور.
أما مصر فكانت أكبر وأعظم من أن يحتويها جيب زعيم, وكانت أكبر وأعظم من أن تأتيها تعليمات التنظيم العالمي للإخوان تلك التي صارت تخرج من المطبخ القطري ومن مفتي الإخوان القرضاوي نفسه, أو من هنية حماس.
وهذا هو أخطر ما يحمله الفقه الإسلاموي السياسي من أزمات حينما يبدا بالتقدم على فقه الساحات الوطنية مؤسسا بذلك لإشكالية الصدام ما بين الوطني من جهة والإقليمي والأممي من جهة أخرى, واضعا الأول في خدمة الإثنين الأخيرين بدلا من العكس.
مشكلة الأخوان أنهم وهم في المعارضة كانوا ضد الدولة, وحينما أصبحوا قيادة لتلك الدولة ظلوا ضدها, وهذه المشكلة ليست خاصة بإخوان مصر فقط, وإنما هي ذاتها التي تتجسد حينما يتصدر حزب إسلاموي لقيادة دولة وطنية, فهو يصبح حاكما للدولة وخصما لها في ذات اللجظة..
وإن لدينا في العراق واحدة منها.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوامل ساعدت الأخوان على الفوز في إنتخابات الرئاسة المصرية
- كيف صارت الخيانة مجرد إختلاف في وجهات النظر
- وما زال الحديث عن المؤامرة الخارجية مستمرا
- المطبخ لا الطباخ يا دولة الرئيس
- عن مصر والعراق .. وعن شعب بدون شعب
- صندوق الإنتخابات وقرآن معاوية ..
- موالاة مرسي.. خوف من الفتنة أم حرص على الشرعية
- المصريون وصندوق الإنتخابات.. خرجوا له أم خرجوا عليه ؟!.
- حزب الله والموقف من الثورة السورية.. بين الصحيح السياسي والخ ...
- الساحة السورية ..صدام الأخلاق والسياسة
- هل ستأكل جنسيتك الثانية من عراقيتك
- أردوغان .. بين أسلمة العلمنة وعلمنة الإسلام
- الأزمة التركية .. أزمة إسلام سياسي
- الشاطر حسن والرقص مع الذئاب
- نصف الحل ونصفه الآخر
- بعيدا عن عروض العضلات.. هذا رأي بما حدث في الأردن
- القنينة والسدادة والغازات الطائفية السامة
- فن التخويف بالقاعدة
- الدكتاتورية الممكيجة
- إيها أكثر فعلا سياسيا.. البراءة من المذاهب أم البراءة من الم ...


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أخوان مصر.. نجاح في الفشل