أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توماس برنابا - سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 12 – الإيمان بقوى التسبيح والإنشاد الديني!!!















المزيد.....


سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 12 – الإيمان بقوى التسبيح والإنشاد الديني!!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 00:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تمتاز الكنيسة التقليدية ومنها الارثوذكسية والكاثوليكية بطابع فريد وهو ما يسمى بالقداس وهو يعتبر الخدمة الدينية الرئيسية بالكنيسة التي يتوجب على كل مسيحي حضورها ليمارس أي طقس أو نشاط كنسي أخر. والقداس فى العرف الارثوذكسي يشمل كل شئ فى المسيحية وقد كان من العصور الاولى وقد رتب القداس الارثوذكسي ثلاثة هما القديس أغريغوريوس الذي وضع نوع من القداسات و القديس كيرلس الكبير الذي عدل في القداس الذي تم وضعه من قبل مارمرقص الرسول كاروز الديار المصرية، اما النوع الثالث فوضعه القديس باسيليوس الكبير. وقد هدف الثلاثة الى أن يخرج المسيحي من القداس وقد مارس كل الانشطة المسيحية الممكنة. ولكن من الملاحظ غياب التراتيل أو الانشاد الديني عن هذه القداسات لانها لم تكن هناك فى الاساس وكان يكتفى بالالحان القبطية التي تتناول صلوات ومقاطع من الكتاب المقدس باللغة القبطية وكانت ترتل بطريقة مميزة. أما وجود تراتيل وتسابيح وأغاني روحية بلغة المصليين فلم يكن لها وجود في القداس!! ولذلك من أين أتت التراتيل وكيف أقتحمت الكنيسة وتحدد لها وقت أساسي في العبادة ، بل أصبحت عبادة في حد ذاتها ومعتمدين في ذلك على نصوص كتابية كثيرة!! بالرغم من أن القداسات ظلت بلا تغيير، الا أن الكنيسة الارثوذكسية أصبحت تهتم بالانشاد الديني داخل أسوار الكنيسة في الاجتماعات الكنسية الاخرى الخاصة بمراحل عمرية مختلفة لأنها أيقنت أن الناس أصبحت تميل للموسيقي فبدلاً من خسارة قدر كبير من المتعبدين تم إدخل الموسيقى والانشاد الديني لمحاصرة هؤلاء الناس حتى لا يتركوا الكنيسة!


ولكن من أين أتى هذا؟! أتى هذا من قبل الحملات التبشيرية البروتستانية الغربية. وقد كانت الكنيسة الكاثوليكية الغربية تقليدية أيضا فى تحريم الموسيقى والغناء.. ولكن بعد ثورة لوثر على الافكار الكاثوليكية وقد تبعه الكثيرين في جميع أنحاء أوربا وتوالت أعتراضات كالفن وغيرهم من رجال الدين على الكاثوليكية بادئين ما قد تعارف عليه بأسم البروتستانتية. ومما أدخل في العبادة تحت لواء البروتستانتية وأصبح جزء أصيل ولا يتجزء منها هو الموسيقي والترتيل أي الإنشاد الديني. وقد كان يثير العواطف الجياشة وأستخدمت في جذب أكبر قدر ممكن من أتباع الكاثوليكية والتلاعب في عقولهم؛ حيث تعزف مقطوعات وترتل تراتيل معينه عند التقدمة والعطاء مثلاً! أو عند الوعظ عن غضب الله فيرهب السامعين بسماع موسيقى صاخبة غاضبة وهكذا....! وقد دخلت البروتستانتية مصر , وانتشر بالفعل هذا المذهب كإنتشار النار في الهشيم لآن المصريين قد ملوا الرتابة في العبادة الارثوذكسية وترك الكثيرين الارثوذكسية وتبعوا الراية البروتسانتية بما فيها من تنوير واستنارة تناسب وتواكب العصر حينئذ وقت الاستعمار! ومن بين ما أثار أعجاب المصريين هو التراتيل االتي ترتل بالعربية لا بالقبطية التي لا يفهمها الا الاكليروس ( الكهنة) وبعض الشمامسة وتقريبا لا يفقهها اي من جمهور المتعبدين ...!

وأصبح التسبيح عبادة في حد ذاته وكتبت الكتب اللاهوتية التي تؤيد هذا الفكر وكيف يمكن للتسبيح أن يعمل معجزات على العالم المادي من حولنا كما تم ذكره في سفر يشوع عن سقوط أسوار أريحا من قبل التسبيح :

(( وَكَانَتْ أَرِيحَا مُغَلَّقَةً مُقَفَّلَةً بِسَبَبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. لاَ أَحَدٌ يَخْرُجُ وَلاَ أَحَدٌ يَدْخُلُ. فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «انْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ بِيَدِكَ أَرِيحَا وَمَلِكَهَا جَبَابِرَةَ الْبَأْسِ. تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ, جَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ. حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً. هَكَذَا تَفْعَلُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ. وَسَبْعَةُ كَهَنَةٍ يَحْمِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ التَّابُوتِ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ, وَالْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. وَيَكُونُ عِنْدَ امْتِدَادِ صَوْتِ قَرْنِ الْهُتَافِ عِنْدَ اسْتِمَاعِكُمْ صَوْتَ الْبُوقِ, أَنَّ جَمِيعَ الشَّعْبِ يَهْتِفُ هُتَافاً عَظِيماً, فَيَسْقُطُ سُورُ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانِهِ, وَيَصْعَدُ الشَّعْبُ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ». فَدَعَا يَشُوعُ بْنُ نُونٍ الْكَهَنَةَ وَقَالَ لَهُمُ: «احْمِلُوا تَابُوتَ الْعَهْدِ. وَلْيَحْمِلْ سَبْعَةُ كَهَنَةٍ سَبْعَةَ أَبْوَاقِ هُتَافٍ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ». وَقَالُوا لِلشَّعْبِ اجْتَازُوا وَدُورُوا دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ وَلْيَجْتَزِ الْمُتَجَرِّدُ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ. وَكَانَ كَمَا قَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ. اجْتَازَ السَّبْعَةُ الْكَهَنَةُ حَامِلِينَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ الرَّبِّ, وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَتَابُوتُ عَهْدِ الرَّبِّ سَائِرٌ وَرَاءَهُمْ, وَكُلُّ مُتَجَرِّدٍ سَائِرٌ أَمَامَ الْكَهَنَةِ الضَّارِبِينَ بِالأَبْوَاقِ. وَالْبَقِيَّةُ سَائِرَةٌ وَرَاءَ التَّابُوتِ. كَانُوا يَسِيرُونَ وَيَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. وَأَمَرَ يَشُوعُ الشَّعْبَ: لاَ تَهْتِفُوا وَلاَ تُسَمِّعُوا صَوْتَكُمْ, وَلاَ تَخْرُجْ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ كَلِمَةٌ حَتَّى يَوْمَ أَقُولُ لَكُمُ: اهْتِفُوا. فَتَهْتِفُونَ». فَدَارَ تَابُوتُ الرَّبِّ حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً. ثُمَّ دَخَلُوا الْمَحَلَّةَ وَبَاتُوا فِي الْمَحَلَّةِ. فَبَكَّرَ يَشُوعُ فِي الْغَدِ, وَحَمَلَ الْكَهَنَةُ تَابُوتَ الرَّبِّ, وَالسَّبْعَةُ الْكَهَنَةُ الْحَامِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ سَائِرُونَ سَيْراً وَضَارِبُونَ بِالأَبْوَاقِ, وَالْمُتَجَرِّدُونَ سَائِرُونَ أَمَامَهُمْ, وَالْبَقِيَّةُ سَائِرَةٌ وَرَاءَ تَابُوتِ الرَّبِّ. كَانُوا يَسِيرُونَ وَيَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. وَدَارُوا بِالْمَدِينَةِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مَرَّةً وَاحِدَةً ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْمَحَلَّةِ. هَكَذَا فَعَلُوا سِتَّةَ أَيَّامٍ. وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَنَّهُمْ بَكَّرُوا عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَدَارُوا دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ عَلَى هَذَا الْمِنْوَالِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فَقَطْ دَارُوا دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. وَكَانَ فِي الْمَرَّةِ السَّابِعَةِ عِنْدَمَا ضَرَبَ الْكَهَنَةُ بِالأَبْوَاقِ أَنَّ يَشُوعَ قَالَ لِلشَّعْبِ: «اهْتِفُوا, لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الْمَدِينَةَ. فَتَكُونُ الْمَدِينَةُ وَكُلُّ مَا فِيهَا مُحَرَّماً لِلرَّبِّ. رَاحَابُ الزَّانِيَةُ فَقَطْ تَحْيَا هِيَ وَكُلُّ مَنْ مَعَهَا فِي الْبَيْتِ, لأَنَّهَا قَدْ خَبَّأَتِ الْمُرْسَلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَرْسَلْنَاهُمَا. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَاحْتَرِزُوا مِنَ الْحَرَامِ لِئَلاَّ تُحَرَّمُوا وَتَأْخُذُوا مِنَ الْحَرَامِ وَتَجْعَلُوا مَحَلَّةَ إِسْرَائِيلَ مُحَرَّمَةً وَتُكَدِّرُوهَا. وَكُلُّ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَآنِيَةِ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ تَكُونُ قُدْساً لِلرَّبِّ وَتَدْخُلُ فِي خِزَانَةِ الرَّبِّ». فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. )) ( يشوع 6: 1-20)

وتم التأكيد على أن هذا التسبيح نابع من الأيمان ويستمد قوته منه ومن خلاله يمكن أن تسقط أسوار في العهد الجديد في سفلر العبرانيين (بالايمان سقطت اسوار اريحا بعدما طيف حولها سبعة ايام (عب 11 : 30)!! وأيضا في تاريخ الكنيسة هناك قصة أسطورية عن نقل جبل المقطم في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي عن طريق تسبيح الأقباط وإنتقل الجبل من مكانه! ( يمكنك قراءة نقد للقصة من هذا الرابط: http://dvd4arab.maktoob.com/f402/680573.html ) هكذا يؤمن المسيحيون بأن التسبيح المحمل بالأيمان قادر على نقل الجبال (قال لهم يسوع لعدم ايمانكم فالحق اقول لكم لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل و لا يكون شيء غير ممكن لديكم (مت 17 : 20) ) وإنطلاقاً من هذا الإيمان يمكن للتسبيح أن يهدم حصون إبليس الشيطانية في الأذهان من عقائد ومن مفاهيم خاطئة قد يبثها الشيطان ضد المسيح أو المسيحية!!


فكأن التسبيح وحلقات التسبيح الكنسية تشبه ( حلقة الزار) في طرد الأرواح الشريرة من الأبدان والأفكار والعقائد الشريرة من الأذهان! هكذا يفكر المسيحيين في قوة أثر التسبيح وعن طريق هذا الأيمان والتوقع والأيحاء ينالون ما يتمنون- لا بسبب التسبيح ولكن بسبب قوة الأيحاء على اللاشعور الذي سيفعل ما في وسعه حتى يعيد التوازن للجسم البشري!!


وهذا يشبه إيمان المسلمين بأن قراءة القراءن لها تأثير على الجبال (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [الحشر : 21] ) وكذلك له القدرة في طرد الجان من أبدان البشر إذا قرأ على مسامع من تم إلتباسه بالجان أو الشياطين! وهذا يشبه المسيحيين لأن التسبيح في عرف المسيحيين هو ذكر صفات الله وأعماله مستشهدين من كلمة الله وهي الكتاب المقدس؛ لذلك فالأمر واحد تقريباً في الدينيين، ولا أستبعد أبدأً أن يظهر الإنشاد الديني في الإسلام بقوة تماثل ظهوره في المسيحية ومستدلين بذلك بنصوص قرأنية ونبوية!!!

ورجوعاً لحديثنا: لم تسكت الكنيسة الاثوذكسية على ذلك ، فقد كانت تفقد رعاياها ولذلك ضربت عصفورين بحجر واحد حافظت على القداسات الثلاث المستخدمة في العبادة سليمة intact وأدخلت الموسيقى والتراتيل بكثرة فى الاجتماعات الفرعية؛ والخاصة بالاطفال والشباب والنساء وغيرها! وبذلك حاصرت الارثوذكسين حتى لا يضلوا للخارج! ولكني أتسائل اليس ذلك تجديد وتحديث ديني في العبادة، وربما حدث تجديدات لا حصر لها شبيهة بذلك الأمر أُدخلت على المسيحية عبر العصور حتى كادت المسيحية الأصلية أن تختفي!!


ومن ناحية أخرى، يلاحظ المسلم من عشرات السنيين كيف يتم تحريم الموسيقى والاغاني من قبل الشيوخ المتشددين وكيف كان ينبذهم الشباب. وأنقسم الشعب الاسلامي الى من يحرم الاغاني والموسيقى في البيت، و الى من لا يرى فيها غضاضة! ولكن بمرور الزمن تزايد أعداد من يؤيدون عدم تحريم الموسيقى ويرون في تحريمها تشدداً وتطرفاً! ولذلك ولكي لا يخسر الدعاة والشيوخ شبابهم أدخلوا الموسيقي فيما يسمى بالإنشاد الديني ( ولقد كان في القديم على هيئة مدائح للرسول) بالرغم من معاداته في البداية! وهذا الإنشاد أصبح يعالج كل المشاكل النفسية والاجتماعية والروحية والسياسية التي تجتاح المسلم! ولذلك تم تعويض المسلم عن الموسيقى الدنيوية بموسيقى روحية دينية!


ونحن نرى ذلك الان فى القنوات الفضائية الحديثة المخصصة للشباب والاطفال، حيث يكثر الانشاد الديني الذي يحاصر الاطفال والشباب حتى لا يجدوا مبتغاهم خارج إطار الدين! ولكن أليس هذا تجديد لم يكن يفعله السلف الصالح! ولماذا التجديد في العبادة؟! أبسبب أن الدين أصبح لا يناسب هذا العصر؟!


وكما دخلت التراتيل الكنيسة وأصبحت جزء لا يتجزء ولا ينفصم عن العبادة بل هي عبادة في حد ذاتها، فلك أن تنتظر أيها المسلم حتى يغزو الإنشاد الديني المسجد، وربما يصبح جزء من صلاة الجمعة، في طائفة إسلامية جديدة! واللبيب يفطن لذلك الامر، فلقد تم البدأ فى الامر! فأنا أرى الان المسلم يردد في أوقات الفراغ أغاني دينية وقد كنت أرى المسلمين في أوقات الفراغ يرددون إستغفار وحمد وأيات قرأنية! ألم يتغير الزمن؟! وكذلك تغير المسلمون؟! وأيضا يا عزيزي تغير الاسلام!! وتغيرت المسيحية وتغيرت اليهودية وتغيرت باقي الاديان! فهكذا وأبداً أذا تغير الزمن والانسان، حتى الايدولوجيات التى من المفترض أنها ثابته نجدها تتغير بقدرة قادر!!!


أما عن خبرتي بخصوص التسبيح : فقد نشأت في أسرة غير متدينة ... وكان الأب يحب سماع أم كلثوم وفريد الأطرش والمواوايل المختلفة؛ وبالطبع كنت لا أفقه شيئاً من الكلمات التي تُقال! وكنت في ذلك العمر أواظب على التربية الكنسية بأقرب كنيسة بروتستانتية في القرية، وتعودت على الترانيم التي تُصاحب بحركات بدنية كالقفز في المكان أو التمايل أو التصفيق مما يسعد ويُفرح الأطفال الصغار...! وارتبطت في عقلي محبة الموسيقى المحملة بكلمات ترتيل وترنيم مسيحية! وكبرت على ذلك ، لا أستطيع أن أُطرب الا من خلال ترانيم وموسيقى مسيحية، وكرهت كل ما هو غير مسيحي من أغاني دنيوية عالمية لا تمجد المسيح! تلك الموسيقى الشيطانية التي يستخدمها إبليس في إستعباد النفوس والعباد وإبعادهم عن روح الحق المُعزي الذي تلمسه عند سماع التراتيل والموسيقى المسيحية ( هكذا كنت أفكر... ولكن الأن بالطبع لم يعد هذا يقيني)!!!

يمكنني أن أقول أنه قد تم إغتيال مقدرتي على سماع الموسيقى بهذه الأدلجة الدينية؛ هذا التمسحن الذي كنت أجتاز فيه صغيراً! لدرجة أنه قد تم قتل أذني الموسيقية تجاه كل ما هو غير مسيحي !!! فأنا الى الأن لا أستطيع أن أُطرب من تلقاء أغاني مغنيين مشهورين يطرب لهم الجميع... وفي نفس الوقت لم أعد أؤمن بالكلمات المحملة على موسيقى وترانيم دينية بسبب إلحادي الذي قارب الأحدى عشر عاماً الأن!!! أرى الجميع يستمعون الى عبد الحليم حافظ وأم كلثوم ونانسي عجرم ومحمد منير ... هؤلاء المطربين المحبوبين من الأغلبية... وتراني لا أهتز ولا أطرب أبداً من أصواتهم وموسيقاهم! لقد أصبحت حجراً صلداً لا تؤثر فيه الموسيقى... التى تُعتبر غذاء النفس الأنسانية! كم أحسد هؤلاء الناس على مقدرتهم على الطرب! وكم أحقد على من جعلوني أنغمس حتى النخاع في الأصولية المسيحية البروتستانتية التي جعلتني أرى أي موسيقى عالمية دنيوية هي من الشيطان ولا يجب الاستماع لها أبداً ؛ فمرت مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة التي تنغرز في خلالها محبة الموسيقى والطرب دون أن أشعر بأي طرب لأي موسيقى غير مسيحية !!!

ربما يصيب الكثير من المسيحيين دهشة عارمة من هذا الكلام... لأن هذه الأصولية والتشدد الموسيقي لن تجده في كنائس الأرثوذكس والكاثوليك المنفتحيين على الفن... ولكن الكنائس البروتستانتية كانت تمنع منعاً باتاً هذه الأمور موعزة لأعضائها أن الموسيقى الدنيوية العالمية هي أداة شريرة من إبليس للتحكم في أرواح الناس... فكنا نتجنبها ونُجنبها لأطفالنا وبيوتنا... نعم كنا نعيش الأصولية من كافة جوانبها... وصدقاً أقول أن السلفيين المسلمين في أقصى تشدد لهم لن يصلوا الى نصف أصوليتنا التي كنا نعيشها نحن البروتستانت !!!

بل أتجرأ وأقول أن الأصولية المسيحية تمادت لدرجة أن هناك طائفة من الطوائف (المجامع) البروتستانتية الذين يقاربون العشرين في مصر الأن ... وهي الأخوة البلاميث Belmouth Brethern وهم طائفة نخبوية من المسيحيين نبذوا فكرة الكهنوت وأيضا القسوسية ( حيث لا يعترفون بأن يرأسهم قس ... رئيسهم واحد وهو المسيح) ومن ضمن عقائدهم منع الموسيقى والالات الموسيقية داخل الكنيسة ... لأنها تؤثر على النفس بدل الروح القدس وتخدع الناس في تأثيرها بأن اثر التعزية هو الروح القدس وفي الحقيقة الأثر يرجع الى الموسيقى!!! بعكس كافة طوائف البروتستانت الأخرين الذين أكدوا على وجود الموسيقى والالات الموسيقية في الكنيسة مستشهدين من الكتاب المقدس (سبحوه بدف و رقص سبحوه باوتار و مزمار (مز 150 : 4) ) وغيرها من الأيات التي تؤكد على إستخدام الالات الموسيقية في العبادة في العهد القديم عند ترتيل المزامير في الهيكل !!!

يا أعزائي من وجهة نظري الفيروسات الدينية التي تقتحم عقل الانسان وهو طفل...للأسف لا تغادره فيما بعد سليماً! بل تترك فيه دماراً يصعب شفاؤه وإصلاحه... ولذلك لا أنصح أي أحد من أخواني وأخواتي الملحدين سواء من خلفيات مسيحية ام اسلامية تعريض أطفالهم وأعزائهم لهذه التعصبات الاصولية... فقد قضت هذه التعصبات على مقدرتي الطربية وأذني الموسيقية لدرجة أني لا أستطيع أن أستمتع بأي أغنية الأن يا قوم !!! قد أستمتع بموسيقى جرداء غير محملة بكلمات أغاني ... ولكن طالما سمعت أي أغنية... تصبح مثل الضوضاء على أذني... أقول الحق والصدق وقد أعذر من أنذر !! فأنقذوا أطفالكم وأعزائكم من براثن الأصولية والسلفية وعودوهم أن يسمعوا كافة أنواع الموسيقى في البداية... دينية ودنيوية... وهم سيقررون لأنفسهم فيما بعد !!!


وستتناول في المقالة التالية كيفية إيمان بعض الناس من بعض الأديان بفعالية وببركات دعوات يقدمها بعض الناس أو حتى حيوانات أو طيور لهم!!


13- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 13 – الإيمان بفعالية دعوات البعض!!!




مقالات سابقة في السلسلة:

1- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 1 – الإيمان بالجن والعفاريت !!!....... الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=371574 )
2- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 2 – الإيمان بالعين والحسد !!!...... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=371836 )
3- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 3 – الإيمان بالسحر والشعوذة !!!...... الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=371984 )
4- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 4 – الإيمان بالتفاؤل والتشاؤم !!! ..... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372083 )
5- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 5 – الإيمان بالتنجيم!!! ...... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372099 )
6- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 6 – الإيمان بكرامات الأولياء والقديسين !!! ..... الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372245 )
7- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 7 – الإيمان بشفاعة القديسين !!! ....... الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372261 )
8- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 8 – الإيمان بالظهورات النورانية!!! ...... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372395 )
9- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 9 – الإيمان بروحانية التعزية والنشوة الدينية!!! ..... ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372471 )
10- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 10 – الإيمان بالتكلم بالألسنة Glossolalia !!! ..... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372523 )
11- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 11 – الإيمان بالهداية أو التحول الديني!!! ...... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372606 )



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 11 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 10 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 9 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 8 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 7 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 6 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 5 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 4 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 3 – الإيمان ...
- دعوة علمانية خالصة لإفشاء إطلاق اللحية بين الجميع !!!
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 2 – الإيمان ...
- إستراتيجية التفريغ النفسي كعلاج نفسي ومعرفي لادوائي للكثير م ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 1 – الإيمان ...
- خسئ كل من قال أن أجدادي الفراعنة كانوا من عابدي الحجر والشجر ...
- حورس ( المعبود المصري الفرعوني) متخفياً في عقيدة وعبادة المس ...
- هل يوجد فعلاً إله يتحكم في مصائر ومقادير البشر ؟!!
- كتابات أرسطو هي مصدر محمد لقضية مراحل تكون الجنين ونوع الجني ...
- هل هناك علاقة دالة إحصائياً بين الضعف الجنسي والتدين ؟!!
- تقويض تاريخية قصة يونان النبي ( يونس) وبقائه حياً في جوف الح ...
- هل هناك علاقة دالة إحصائياً بين التدين والفصام العقلي Schizo ...


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توماس برنابا - سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 12 – الإيمان بقوى التسبيح والإنشاد الديني!!!