أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الكعبي - الاعلام والعنف والسبب















المزيد.....

الاعلام والعنف والسبب


عزيز الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4180 - 2013 / 8 / 10 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الاعلام ,, والعنف
والسبب,,,,,,,,,,,,,للكاتب عزيز الكعبي

لابد من مراعاة آداب وأخلاقيات المهنة، والتفهم الجيد أن هذه المادة يتلقاها الآلاف من الناس، بل والملايين الذين تختلف مستوياتهم التعليمة والفكرية، ولابد من الحذر الشديد وتحري الدقة، والموضوعية الشديدة في عرض الحدث، بما يخدم المهمة الإعلامية ويؤدي الرسالة المجتمعية للإعلام بلا تهويل أو تهوين.
العنف الذي يدور في العالم وتنقله وسائل الاعلام مباشرة , ساهم في تنمية نوازع الشر والتطرف لدى المشاهدين والسامعين والقارئين والاجيال الجديدة وبخاصة الشابة منها , فضلا عن تجاوب صغار السن والمراهقين عمرا وفكرا وسياسيا , لكنه تجاوب سلبي ينطوي على نوازع الانتقام كرد فعل طبيعي , وبخاصة في غياب : العدالة والقانون وحقوق الانسان وتكافؤ الفرص . من هنا فان النتيجة غالبا ماتكون بممارسة العنف تفكيرا وتنظيما ورسالة وخطابا وتعبيرا وعملا , تعبيرا عن الذات وتحقيقا للذات
من هنا ظهرت الكثير من الانظمة والتنظيمات المتطرفة وفصائل ماتسمى المقاومة والتمرد على الواقع , في العالم لاسيما تلك التي برزت للوجود في العالم العربي , منها مايتبنى الخطاب التفجيري ومنها مايتبنى الخطاب التكفيري , ومنها مايتبنى الخطاب التخويني لكل من لايتفق معهم في الراي , والفتاوى بهدر الدماء جاهزة من جميع الاطراف . فتحول الجدال الى القتال والحوار الى النار . ليس هذا فحسب , بل ان الاطراف المتصارعة سواء الممثلة للدول او للتنظيمات او فصائل المقاومة كل يريد شطب الاخر ولا يعترف به ,
كما ادى ذلك الى رد فعل قوامه العنف الرسمي والفردي والتنظيمي والحكومي والإعلامي في الخطابات والاجراءات والمواعظ والقوانين وردود الفعل , مما صعد التاثير على الفكر والسلوك لدى العديد من فئات الشعب العربي رغم تباين الدين والعرق والبلدان والمصالح , وصار كل تنظيم ونظام يمارس العنف أو ينادي به يجد له صدى ومؤيدين من شتى الاعراق واللغات والاوطان . وبذلك صارت هوية العنف قولا وعملا وسلوكا هوية عالمية وليست مجرد هوية محلية او اقليمية , وصار العالم كله يتاذى منها سواء اصدرت عن دول او تنظيمات . فالعنف هوالعنف والتطرف هو التطرف والقتل هو القتل والارهاب هو الارهاب سواء اصدر عن دولة او تنظيمات .
فالواعي الذي يدرك مثل هذا العنف قد يتحول الى انتهاج عنف الخطاب للتعبير او الرفض او الدفاع عن النفس او الفكر , وقد يتحول الجاهل الى اداة لتنفيذ العنف والتطرف والارهاب وغيره , على انه الوسيلة الوحيدة لتحقيق الذات .
ولا بد من القول هنا ان هذا العنف المتبادل الذي يقود الى الثار والفعل ورد الفعل قد تجاوز الساحة العالمية , .
ولكن الدول يمكن ان تعالج مثل هذا العنف من خلال الحرية والاحتواء والحوار والمشاركة والانتقال السلمي للسلطة والاعتراف بالآخر وعدم الإقصاء , ونبذ الفساد والمسامحة لمن اراد ان يثوب
كما ان السعي من اجل السلطة غالبا مايؤدي الى العنف في الخطاب والتصرف معا والفعل ورد الفعل , فمن يسعى الى السلطة قد يلجأ الى الانقلاب او المذابح في محاولة لالغاء الاخر واثبات نفسه , مما يشحن العنيف لاقناع الناس بان الطرف الاخر هو الاسوا وانه فاقد الشرعية ومن الطرف الثاني , وان هو الافضل في المعادلة , وكل يريد القضاء على الاخر في غياب التداول السلمي للسلطة وغياب التعددية السياسية والحزبية والفكرية والحرية والديموقراطية والفرص المتكافئة , وحضور الثأرات والانتقام وحكم القهر والغلبة وقد يغيب خطاب التسامح والتاخي لان كل طرف يريد الغاء الاخر وشطبه بكل وسيلة كما قلنا , رغم ان وجود هذه العناصر انما تحفظ توازن المجتمع , ومن حقهم جميعا ان يعيشوا ولكن الا يعيثوا في الارض فسادا ( من سائر الاطراف ) .
إن التعبئة المشحونة بالكراهية والتخوين , وهذه بدورها التي تكفر الانظمة وتخونها , انما تهيئ الأجواء لصراع كالح ودم وعنف لايعرف الرحمة ولا الاخوة الانسانية او الدينية او الوطنية او القومية , ذلك ان عنف التفكير مقدمة لعنف االخطاب وهو بدوره مقدمة لعنف الممارسة أو التعبير عنها، فالتخوين والعمل على الغاء الاخر انما هما كالتكفير , مما يعني استباحة الدم والتبرير للتصفيات الجسدية، خصوصاً عندما تصدر من يجلس على كرسي الافتاء سواء من التنظيمات او السلطات الرسمية
وعلى اية حال فقد ادى العنف بكل اشكاله الى بحث الانسان منذ القدم عن الامن والحماية / الامن النفسي والروحي والسياسي والاجتماعي والغذائي والاسري والمعيشي / الاقتصادي , والحماية من عنف الطبيعة والانسان والوحوش والكوارث , وتصدى لكل جانب من هذه بطريقة تهدف الى البقاء وتحققه ماامكن , وتناسب الحالة او الظاهرة , وبالتالي كان صراع الافراد والجماعات معا متكاتفين من اجل البقاء اولا ثم الاستقرار والاستمرار ثانيا ثم البناء ثالثا وبالتالي بناء المجتمع والحضارة , .
, هنا اقول,,ان التوقع اكثر شرآ احيانا من الوقوع. ولأن الناس تنظر للدولة انها الاب والراعي وبالتالي ترجو أن تسمع خطاباً منها يعدها بالمعالجة لمعاناتهم وأوضاعهم المزرية وليس سماع خطاب العنف الذي يهرب منه الناس. فالناس تصبح بين قطبي رحى من تبادل عنف الخطاب وعنف السلوك وعنف التكفير وعنف التفجير وعنف الوعيد وعنف التهديد , ويدفعون الثمن غاليا بالفعل , ويحتكم الناس في النهاية الى استخدام القوة لحل المعضلات مما يدخلهم في دوامة مع السلطة والطرف المعادي , لذا تظهر تيارات اخرى عادة قد تكون اشد عنفا او تدعو الى الحوار , ولكن العداء بين الاطراف يكون قد وصل الى كسر العظم بحيث تغيب العقلانية عن الجميع
فالشعوب المطحونة بالفقر والقهر والذل الى حد المجاعة , او بالأوبئة الى حد الكارثة والفساد من المسؤلين الى حد افلاس البلاد , واعتبار تكديس السلاح ثقافة وضرورة , فانها لا تحتاج إلى خطاب يصب الزيت على نار متوقدة أصلاً , وانما هو مجتمع من القش اليابس المشرب بالبنزين اذا مااشتعل لايقتصر حرقه على طرف واحد
وبالتالي فان عنف الخطاب والكلام يؤدي الى الصراع , وبالتالي انتاج عنف فكري وعنف سلوكي وعنف انتقامي وعنف تكفيري وعنف تفجيري والكل يقول عن ضحاياه انهم شهداء , وان الاخرين قتلى ليس الا



#عزيز_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات المفبلة وتغيير الوجوه الكالحة
- المالكي والماء والدم والكل يفتح
- سرقات بعلم الدولة
- هل المعلم رسولا في هذة الزمن
- الكذب , لايبني , وطن
- العراق بين النار والحوار
- متى ينتهي المسلسل


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الكعبي - الاعلام والعنف والسبب