أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عيسى نور - الخائن














المزيد.....


الخائن


احمد عيسى نور

الحوار المتمدن-العدد: 4178 - 2013 / 8 / 8 - 01:55
المحور: الادب والفن
    



قالت وهي تحاوره:
كيف أتخلص من ذاكرتي ومن هذا الحنين الذي يسيطر على صبري ويدمر صمودي؟
فقد عشت متفانية الى حد ما ,قدمت اكثر ما تستطيعه أمرأه للاحتفاظ بحبيبها.. لكنه قطف وردتي وسلب مني أعز ما أملك ومضى.
قال وهو يتظاهر بالحكمة:

عندما يغادر الحبيب وتبقى حالة الحب يجب ان نتخلص من كل شيء بقي عالقاً لدينا منه, في الأماكن التي جمعتنا معه.
كانت في قمة الإحباط والذهول، فيما هي تواصل المعركة باندفاع وكأنها في الجولة الأخيرة من معركة حسمت لصالح العشيق والعشيقة مخذولة.
يجب التخلص من الكتب التي ترك عليها بصماته, ومن سجادة حريرية مشى مئات المرات على رسومها البديعة, ومن مشجب اعتاد تعليق شاله عليه, ومن الكرسي الذي مازال يبكي غيابه, ومن مجسم حصان عربي شديد الجموح كان شديد الاعجاب به , وحتى الفساتين التي لبستها نرميها ونحرقها وننساها, يجب ان ننسى عصافير القلب التي كانت تزقزق فرحاً بقدومه ,ولو استطعنا ان نغير القلب الذي كان ينبض بحبه وينتظر فرحة لقاءه ...
وحين يغادرنا الحبيب يجب ان نمسحه من الذاكرة بل ونحرق الصور التي جمعتنا معه ..في لحظات هيام وعشق توارى عن الأنظار بل يجب أن نغير البيت ونبدل الأثاث ونكسر اسطوانات الحب وننسى الأغاني الهائمة ولا نمشي بشارع كنا قد مشينا به من قبل وقال فيه أحبك أحبك... ونحرق كل رسائل الحب التي تحمل تواقيعه ,ونرمي زجاجات العطر التي كنا نتعطر بها لأجله لأنه كان يحبها ,بل نغير حتى أسمائنا لكي لا تعود وتنتسب إليه بعد اليوم.
كانت مطرقة برأسها تخفي هزيمتها وتلوك الخيانة.. لم تعلق.. نهضت متثاقلة.. حدقت مليا.. أغلقت رموشها على عينيها..: وما هو الحل.. التفتت فلم تجده.

مرت الأيام ووجدت نفسها وحيدة على رصيف الانتظار مع انكساراتها..تحاصرها لمساته ونظراته وصوته السحري الذي طالما سلبها الصمود أمام اجتياحاته.. صوته يرن في أذنيها كرنين الجرس ..
- أنت زوجتي بشريعة ووعد قلبي لا تكترثي.. سوف نعلن زوجنا
يأخذها إلى جنون اللذة ويحلق بها في عالم وردي متوحش يفترسها..ثم يغادرها وفي كل مرة يطمئنها:
- أمهليني بعض الوقت وستكونين أجمل عروس في المنطقة.
واختفى وتركها على رصيف الخيبة في أحشائها طفل، تواجه المجتمع المفترس.. يطل عليها ذلك الخيال الروحي الذي رمم ما انهار منها بعد تجربة عشق فاشلةبل زادها ألماً
وكأنها كانت مسحورة، وكأن صوته يدك كل دفاعاتها........ وجدت نفسها تتصل بصديقها الذي كان ينصحها في كل مره..
-ما وضع المرأة الحامل قبل الزواج؟
-القانون لا يحمي مثل هذه الأفعال وقد يترك الأمر للشر يعه أو لأهلها في حرية التصرف فأما الزواج أو يعتبر ابن زنا لأنه لا ينسب لأب
لقد تركها حبيبها فكيف تثبت أنه تزوجها بشريعة الحب, وقال لها امنحيني نفسك فمنحته راضية مختارة... لقد أطالت التفكير بالأمر وأتخذت القرار...اتصلت بطبيب لتتفق معه على إجهاض الجنين قبل أن يتشكل.. فخرجت من بوابة العشق إلى بوابة القتل, من دون أن يرفّ لها جفن, وتمت ألعمليه وبعد أن شفيت تم ترقيع غشاء البكارة .
مرت الأيام وحاولت نسيان ما حدث.. سافرت اصطادت شابا وسيما لم يدخل عالم الخديعة من قبل, اختارته من مدينة بعيدة.. ودخلت به عالم البراءة وكأنها عذراء .. وها هي اليوم تحبك خطتها, بأجمل فستان زفاف تبدو فيه فراشة طاهرة تستعد لدخول جنة حبيبها, بعد أن دربت نفسها على خجل الصبايا ليلة الدخلة.
ولسان حالها يقول
الخديعة سهلة, والحقيقة في مجتمع مصاصي الدماء، ترمي بك وحيدا منبوذا
تجتر الخيبة ويلتصق بك العار..عروس منافقة، أفضل من امرأة صريحة واضحة
هكذا تنمو المخالب والأنياب تحت جلد الفراشات، ويقطر السم من رقة الياسمين ..


فلا ضمير بعد اليوم


انه
....خائن
انتهى

اخوكم
احمد عيسى نور



#احمد_عيسى_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يا حبيبي


المزيد.....




- مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي ...
- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...
- اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
- عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
- موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن ...
- زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
- أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي ...
- الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
- عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عيسى نور - الخائن