محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)
الحوار المتمدن-العدد: 4177 - 2013 / 8 / 7 - 10:21
المحور:
الادب والفن
يا ضوءَ النهارِ و رَوْعةَ الغروبِ واحمرار الشفقِ. أنتِ وجه الحياة الذي لا يعلم الأنسان شيئاً
عنه حتى يتقرَّبَ منه. أنتِ حقلٌ من الورد وخرير ساقية الماء، و طعم الفاكهة حين تنضج .
أن الشمس ما تزال في مشرقها تتألّقُ والأنهارُ متباطئة كعادتها شفّافة وبدلالٍ تنحدر ، والليل كجناح نسرٍ .
حين تنطفئُ فوانيس ُالليلِ وتُطبقُ العتمةُ على الروح، يظلُّ وجهك دليلَ السائرين في ظلمته .
وجهك دليلُ النوارسَ في الليل ، و روحك أغنية تخترق ستار الليل كمزامير الرعاةِ .
أنت غابةُ ضوءٍ وشلاّل نور. لك الغدُ.
أنتِ نجمةُ صُبحٍ أعشقُ طلعَتها . و شفَقٌ ورديٌّ مُحْمرُّ الوريد .
انتِ ليلٌ مبهمُ الأسرار ُمُتْخم بها. ولكن عالمكِ متفرِّدٌ و جميل.
انت باقة وردٍ تنطقُ .
اجمل ما في الربيع دفئه و الوانه وعذوبة نسائمه ، فيه تخلع الطبيعة حمولتها من شتاء ممل و متعب .
وأنت ربيع الدنيا بحق . لك قلب طيب و روح تحب الجميع . شمس نهارك لن تغيب !!!.
في العيد تلتقي القلوب كسواقي الماء فتغسل ما علق بها من وصب ، وانت خرير الماء في السواقي
و شمس النهار و نجمة الصبح توقظ النائمين بعد ليل من الراحة .
ليست الكلمات حطبا للتدفئة ولا لصناعة الخبز في تانّور الأمهات ، فهي شريان الدم المتدفّق من القلب رغما .
انت الوريد الذي يمد أجسادنا بالدم كي تستمرّ فينا الحياة ، و أطفأت رياح الثلج كلّ بريق و لمعان في وجهي ...
حفرت الأيام خنادق حرب على صفحة الوجه الذي عرفتيه . ...
أنت تدقين بكل وجع القلب و شهقة الروح باب العزلة عليّ و تحنّين بالدمعة و باللهفة نهاراتي .
في عينيك ألوان , ها أنت تلوّنين صباحاتي .
رغم أوجاع الليل الذي لفّ العمر بأشرعته لم تبتلّ عيناي بقطرة دمع ، لقد تحجّرت و تيبّس الدمع فيها .
رحل الذين أحببتهم ومن أجلهم سكنت ما عندي من دموع . كلماتك استدرّت الدمع قهرا ،
كيف لا يتسلل الحزن الى قلبي وقد خسرت أعز ما في الدنيا ، وها أنا أطبق يديّ على هواء .
يا قطعة من القلب ودم الوريد سلاما لك ايتها النبع الرقراق والمواسم كلها يباس و جفاف ...
-- خواطر من آخر الليل ---
كلمات الى ندى الفجر
-- محمود كلّم --
#محمود_كلّم (هاشتاغ)
Mahmoud_Kallam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟