ادريس الواغيش
الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 20:15
المحور:
الادب والفن
أقاصيص:
1- ترويض :
وجدته يفتح فمه ويغلقه من حين لآخر، ويحرك شفتيه فيما يشبه الضحك.
بالتأكيد وكما أعرفه ، لم يكن مخبولا أو مجنونا.
- ما يضحكك ؟
- ما هو بضحك يا صاحبي ، فقط أقوم ببعض التمارين لفمي ترويضا على الضحك ، حتى لا أنكسر أمام أول لحظة فرح عابرة قد تصادفني !!
2- شماتة الملوحة :
مثل نهري متدفق يجري
تعيش في عوالمه الكثير من الكائنات الحية
تقتات منه الطيور والأسماك ، والطفيليات المنتصبة على طول مجراه
يرفع منه الفلاحون السواقي ، فتنتعش حقولهم ومواشيهم
تعترضه السدود ، فيملأ جنباتها
يستمر التدفق على امتداد الفصول . وعلى بعد خطوات قليلة من المصب ، تستوي المسافات ، لكن مع ذلك يجد نفسه منهكا ، وقد أعياه السفر
تأخذه العزة بالنفس وقد تنكر له الجميع ، فتدمع عيناه من شماتة الملوحة !
3- قطعة سكر :
لم يعد يقول لها كلما اجتاحته موجة عشق عارمة :
- أحبك ...
أو....
- حبيبتي ...، أنت أحلى من قطعة سكر!
حين وضعت أمامه فنجان قهوة بنكهة القرنفل والفلفل الأسود ، وأعشابا برية أخرى يستطب رائحتها
قال لها :
الظاهر أنك نسيت وضع السكر... !
قالت :
- عذرا حبيبي ، كم يلزمك من قطعة ، أتكفيك واحدة كما دائما ؟
قال : أجل...، صح لسانك
قالت :
- ضعني فيه إذن ، وانتظرني حتى أذوب!
4- كحمرة مساء صيفي
وكان أن حدث ذات جلسة دافئة كحمرة مساء صيفي ، نظر إلى عينيها ، فإذا بهما زرقة مخيفة كالعمق ، مرعبتان كالكبرياء.
- لم تعد تشعر بحلاوتي كما من قبل حبيبتي
كتم انزعاجه من ضيق السؤال ، وإحساسه بالمرارة.
كان طيف آخر يراوده كلما حلق خارج الزمن الذي يعيشه. أما هي ، فلم تعد الآن سنديانا ولا ريما كما كانت . شاخت وتدلت أردافها ، وتسوست أسنانها ، فاستبدلتهم بطاقم أضاع عليها ابتسامتها الصافية الرقراقة ، وكثر حديثها عن آلام المفاصل.
هل أصبحت عجوزا في محطة الستين ؟
نعم...، هي كذلك.
لكنهما معا يهربان من الإقرار بواقع لا يرضيهما معا.
#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟