أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم محمد السيد - تصحيح ما بعد التغيير














المزيد.....


تصحيح ما بعد التغيير


كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصحيح ما بعد التغيير

هل يختلف معي احد لو قلت ان الدولة العراقية الحديثة بنيت بعشوائية وعلى أسس هشّة؟ من ينكر ان الدولة العراقية الحديثة قد بنيت على دمار سابقتها بتكرار، اقل ما يقال عنه انه صورة طبق الأصل لنظام يمنح رخص بقائه بما يريده هو لا شعبه؟ هل نجح الصندوق الانتخابي بأن يجعل من الفرد العراقي المُغيب والمتأثر بكل هذا الإرث، بأن يقدم له طبقة سياسية ناضجة بمستوى ما حدث لتلبي رغباته في استثمار أولى رياح التغيير؟ هل الوقت كاف لان تصحح أوضاع البلاد؟ أم أن للشعب ثقة كبيرة بممثليه في تغير واقع الحال المزري هذا؟ هل نجحت الدولة العراقية الحديثة في تعويض المواطن العراقي عمّا لحقه من ماض جرّ البلاد للموت والخراب؟ هل ان منظومة التشريع القانوني سليمة في البلاد؟ هل هناك طريق سالك لمبدأ الفصل بين السلطات؟ هل نجح الدستور الحالي في قيادة البلاد لاستقرار سياسي ام انه كان نقطة الخلاف الجوهرية؟ ما أخبار الصحافة والقضاء، هل هي بخير؟ ما المعالجة الحقيقة لمرض الطائفية الذي يجتاح البلاد، هل نجحت المصالحة بكتم صوته ام ان أصوات الكواتم كشرت عن صوت الموت بهدوء مرتكبيها؟ هل نجحت المؤسسة الأمنية في اداء واجبها ام انها بقيت تراوح في مكانها بلعبة السلم والأفعى؟ هل يملك العراق نظاما تأديبيا جزائيا له اثر بالغ في ردع الجريمة والقضاء على كم الموت الذي يحيط للبلاد، ام ان فضائح هروب السجناء باتت العنوان الأكثر إثارة بعد عناوين المفخخات والخلافات السياسية؟ هل الدولة العراقية بخير؟ هل أوصلت العراق لنافذة الأمل من خلال وعي الشعب وهمة سياسييه؟ هل الوضع الحالي يستدعي بقاء الحال كما هو عليه ام لابد من المطالبة بالتغيير الواعي؟
أسئلة كثيرة، لكن مخاطرها أكثر وأكبر. ان السنوات العشر التي خَلت كفيلة بأن تجعلنا ننادي بالإصلاح بعد التغيير. اما الأدوار السلبية التي تؤديها مختلف شرائح المجتمع، ما هي إلا تعبير واضح عن حجم قلة الحلول في سبل الخلاص وجديته ايضا، اذ لا سبيل للوصول الى نهوض الوطن إلا عن طريق سلسلة مطالب واعية تعد من افضل ممارسات الديمقراطية الحديثة ملائمة مع المجتمع العراقي المتعدد المنشق والمبعثر. ان الغاية الأهم والأسمى هي ان تناط أمور البلاد برجل يسمى "قائد" يُحكم بمدة دستورية ومجلس نيابي منتخب من قبل الشعب عن طريق تعديل دستوري يكون ملائما لواقع هذا الشعب الذي ينظر للحاكم على انه ولي أمره وسبيل خلاصه، وهذا ما لا يحققه النظام البرلماني الذي نجح في تشتيت مسؤولية الكتل السياسية، وفشل في ان يخرج بقرار سياسي واحد له القول الفصل فيما يجري. قائد للجميع لا لكتلة ولا لحزب.
إن النظام الرئاسي لكفيل بان يجعل الشعب يدلي بدلوه لرئيس منتخب يختار حكومته وفق ثقة الشعب لا وفق محاصصة الكتل التي جعلت من الوزارات والمؤسسات املاكا تدار لصالح الأحزاب والمنتفعين. ان كان النظام الرئاسي قد فشل في الزمن السابق فهذا لا يعني فشله كمنظومة عمل، انما يعني فشل القائمين عليه بعد ان غاب دور المجلس التشريعي الرقابي بتسلط الدكتاتور على جميع مفاصل الدولة وزمام امورها (اي ان الخلل في القاعدة لا في التطبيق)، وحين يكون الرئيس منتخبا لولاية يحدد امدها في التعديل الدستوري فأن هذا كفيل بأن يجعل الشعب يعرف اين مكمن الخلل بدقة وتشخيص ويعرف اين يرمي بمسؤوليته بعيدا عن تشتتها بين الكتل والاحزاب، لا كما اليوم حيث يشخص الجميع بعشوائية نظرا لضمور ارادة الشعب في الكتل التي تمارس الدورين (الحكم والمعارضة) والتي تضع للمصالح والمنافه الخاصة اسسا للحوار لا يدخل للشعب فيه رأي ولا ارادة.
ان التقييم الحقيقي لهذه السنوات التي جلبت الويل والبأس والثبور لكفيل بنا ان نعيد الحساب بما فاتنا، وما يمكن ان نعمله لما هو آت. وانطلاقا من رؤيتنا هذه نرى ان من الضروري تصحيح ما بعد التغيير من خلال القيام بعدة اصلاحات على مستوى نظام الدولة برمته لا يستهدف حزبا ولا شريحة ولا طائفة ولا لونا، انما هو اعادة تقييم لمرحلة خسرنا فيها الكثير وننتظر من قادمها بصيص أمل لحياة افضل تليق بالعراق وثقافته وعمقه الاقليمي وتاريخه الخالد، بدل ان نعيش فوضى مشرعنة بنظام حكم لا يلائم العراق بعد ان ثبت ذلك بالتجربة.



#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة والنشأة الافلاطونية
- عن صراع العلم والايمان
- الكاريزما الثقافيه
- الادلجه الفكرية للمثقف
- صراع المعتقد في دائرة الاقناع البشري
- القاصد والقصيده الاعلاميه
- اين المفكر؟
- رفقا ببغداد
- التطاول على المقدس ظاهره مُدانه
- التفاؤل يدحض الخوف من الاتي
- في عيد المرأه
- المثقف قائدا
- ثقافة السب واللفظ المعيب
- الانظمه الجوفاء , حل ام مشكلة؟
- امير الفقراء فاسد
- هل يمكن ان يكون الاختلاف افيون الانسانيه؟
- انفلونزا طائفيه
- ابجدية الديمقراطية
- التضييق الاقليمي
- ذهب الزعيم, ابتشروا!!


المزيد.....




- السجن 11 عاما لسيناتور أمريكي سابق لتلقيه رشاوى من رجال أعما ...
- مبعوث ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل لرفض استقبال الفلسطي ...
- المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم محمد السيد - تصحيح ما بعد التغيير