أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - نوري المالكي يستنسخ تجربة نوري السعيد














المزيد.....

نوري المالكي يستنسخ تجربة نوري السعيد


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4173 - 2013 / 8 / 3 - 14:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أجل خوض الانتخابات النيابية العراقية في سنة 1954 شكلت بعض القوى الوطنية تحالفا جبهويا شارك في الانتخابات النيابية آنذاك، على عهد وزارة أرشد العمري، وأطلقت على ذلك التحالف تسمية الجبهة الوطنية المتحدة، وكانت الجبهة خليطا من اليساريين واللبراليين والقوميين العروبيين وبعض المستقلين وقد أسفرت نتائج الانتخابات النيابية عن فوز عدد من أقطاب تلك الجبهة الوطنية رغم التدخل الحكومي السافر والتزوير الكبير الذي أنتابها وقصر مدة التحضير للانتخابات ومنع الجبهة الوطنية وقواها ومرشحيها من القيام بالدعاية الانتخابية أو الاتصال بالجماهير والترويج للقائمة. وبالرغم من قلة عدد من فازوا من مثلي قائمة الجبهة المتحدة وكذلك بعض المستقلين ( عشرة مقاعد ) فقد شكل ذلك الفوز وقتذاك هاجس رعب حقيقي للإدارة البريطانية وسلطة العهد الملكي ممثلة بقطبيها ولي العهد عبد آله ونوري السعيد، فقد أعلنت تلك الإدارة وبكل وقاحة وصلف بأن ذلك العدد على ضآلته سوف يثير لها العديد من المشاكل والتحديات ويمكن له أن يستقطب الجماهير الشعبية ويرفع صوت مطالبها ويمكن لهذه القلة من النواب الوطنيين أن تقف حائلا في وجه مشروع السلطة الذاهب لعقد حلف بغداد الاستعماري، لذا سارعت تلك الأقطاب بمساندة من الإدارة البريطانية بإصدار الأمر الملكي بحل وزارة أرشد العمري وتكليف نوري السعيد بتشكيل وزارة جديدة كان من أولى مهامها حل مجلس النواب وإجراء انتخابات جديدة وفق شروطه وتحت إشرافه وبأيدي أعوانه من المرتزقة، لقد هاب نوري السعيد أصوات النواب العشرة وأدرك أن هؤلاء سوف لن يكونوا أبواقا له لا بل يبقون خصوما يتحدون مسيرته العرجاء وأسلوب عمله وارتزاقه وعمالته لبريطانيا.
اليوم يعيد التأريخ ذات الدور ولكن على يد شخص أخر، من غرائب الصدف أن يحمل ذات الاسم والكثير من ملامح شخصية نوري السعيد . فإن كان للمرحوم نوري السعيد عشق غير طبيعي لا بل شهية لا تمل ولاتكل ولا تشبع لتولي كرسي السلطة ونسج المؤامرات لخصومه ومناوئيه لأبعادهم عن طريقه فإن السيد نوري المالكي يبدو للمتابع أنه يحمل ذات الصفات التي أمتلكها نوري السعيد في هذا السلوك أي الوله بالكرسي ونسج المؤامرات لمخالفيه. فبالرغم من المجازر اليومية التي ترتكبها المليشيات المتحالفة معه أو التابعة لأصدقائه وشركائه أو لخصومه من الأطراف المشاركة في العملية السياسية أو قوى الإرهاب الممثلة بحزب البعث وحلفائه من تنظيمات القاعدة، وبالرغم من الوضع المزري للخدمات والبنى التحتية وارتفاع أصوات الاحتجاجات على سياسته وانتشار التظاهرات في أغلب مناطق العراق نجد المالكي يصم أذنيه ويغلق عينيه عن تلك الوقائع والأحداث متشبث بالكرسي عاشق له حدث الثمالة .
في واحدة من تجليات ذلك التشابه أو الاستنساخ السلوكي من قبل رئيس وزراء العراق الحالي نوري المالكي والمشابه لموقف رئيس وزراء العهد الملكي نوري السعيد. ذلك الموقف من نتائج انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، فالهواجس المربكة المتطيرة والخوف على الكرسي والرعب من الشارع بات يسيطر على نوري المالكي ويثير فيه عوامل قلق وفزع حقيقيين لم يعد يستطيع إخفائها ومثله يفعل رئيس البرلمان النجيفي لا بل جميع الذين يشاركون في إدارة السلطة في العراق. فما أسفرت عنه انتخابات مجالس المحافظات وبالرغم من العدد الضئيل الذي لا يتجاوز الأحد عشر نائبا من أعضاء التيار الديمقراطي من الذين فازوا بمقاعد منفردة في بعض محافظات العراق فأن هذا الملح على بساطته هز بقوة عقول السادة من رجال السلطة وقض مضاجعهم وآرق نومهم وفي المقدمة منهم نوري المالكي الذي أدرك بأن الدورات الانتخابية القادمة سوف تجلب له صداعا شديدا لا بل رعبا مؤكدا لو استمرت العملية الانتخابية تجري وفق ما يسمى بنظام الدائرة المفتوحة والتمثيل النسبي واعتماد نظام سانت ليغو. هذا الموقف المتطير المتشنج جعل السيد المالكي يرغي ويزبد داعيا لتغيير قواعد الانتخابات بما يضمن سرقة الأصوات لصالح حزبه وحلفائه الذين أصبحوا جوقا موسيقيا واحدا يردد ذات النغمة التي يصر السيد نوري المالكي وزملاؤه على أن تكون هي النشيد الأوحد للجوقة المسؤولة عن إدارة العملية الانتخابية وللقوائم المنتقاة وفق مشاريع سرقة خيارات الشعب مثلما تسرق أمواله وتقتل أمانيه في دولة ديمقراطية وحياة حرة كريمة .
نوري المالكي يستنسخ شخصية شبيهه المرحوم نوري السعيد فهو اليوم مستفز وخائف يرتجف هلعا إن أستمر حساب الأصوات وفق نظام سانت ليغو فخسائره الأخيرة هزت عرشه وبات قاب قوسين وأدنى من خسارة الكثير من الأصوات والمقاعد ليس لصالح خصومه فقط وإنما لصالح الفرق الأخرى المنافسة له من حلفائه في العملية السياسية، وربما فوز شخصيات وطنية ديمقراطية وحصولها على مقاعد في البرلمان خلال الانتخابات القادمة سوف يكون كارثة حقيقية لنوري المالكي ورفاقه.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو قاسم ينال عضوية منظمة لوكَية بلا حدود
- رئاسة الجمهورية العراقية إلى أين
- أين تختفي نتائج التحقيقات
- رأي .. درءاً للخطر القادم ودفاعا عن شعب سوريا
- مدحت المحمود وقرار تدجين المؤسسة القضائية
- سلموهم للقضاء في الانبار وليس لغيره
- الأحزاب السياسية العراقية ومهام إجهاض الهوية الوطنية
- التدمير الذاتي مشروع الشرق أوسط الجديد
- أنهم يقتلون الجياد
- ليلة من ألف ليلة وليلة حكتها طيور دجلة
- الاخوان المسلمون ومشروع إحياء دولة الخلافة الإسلامية
- كل ما عرف عن تأريخ شارع اسمه المتنبي
- وداعا حمارنا الحبيب أبو صابر
- من دروس الأخلاق في أعراف السياسة
- من يستحي من ما حل بتمثال معروف الرصافي
- ما آل أليه حزب الدعوة
- مكرمة السيد القائد
- المالكي وطارق الهاشمي وبينهما مشعان الجبوري
- الإيمو.. حقد الدشداشة على أناقة الأزياء الأخرى
- لعيد الحب أحزانه أيضا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - نوري المالكي يستنسخ تجربة نوري السعيد