أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فهد المضحكي - رحل العفيف الأخضر ولم يرحل!














المزيد.....

رحل العفيف الأخضر ولم يرحل!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4173 - 2013 / 8 / 3 - 11:30
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في رؤيته الفكرية والسياسية كان واضحا وهو يؤكد على السلطة المدنية والحداثة كمقدمتين اسايتيين للدولة الحديثة التي ما لم يتوافق جوهرها مع الحريات والديمقراطية والانفتاح الانساني فان هذه الدولة يسودها الاستغلال والقهر والعبودية، ومن هنا كان نقده للسلطة الدينية الغيبية لاذعا خاصة فيما يتعلق بالحريات الفكرية والمدنية والديمقراطية وحقوق المرأة والتعددية.
هكذا كانت اطروحات وقناعات المفكر التونسي المثير للجدل عفيف الاخضر الذي غيبه الموت منذ ايام ولكنه لم يرحل فافكاره التي تدعم شعور الانتماء للتحرر والمدنية والتنوير والانسانية باقية شامخة كشجرة الحياة الممتدة جذورها في اعماق باطن الارض.
بعد حياة مليئة بالابداع الفكري والغربة والالم والمرض مات الاخضر وفي قلبه هموم واحلام الفقراء والمهمشين.. مات الاخضر ولم ينهزم في مواجهة العنف والارهاب والحركات الاصولية الاسلاموية التي تتخذ من الدين قناعا وستارا للوصول الى السلطة.. مات الاخضر وهو يناضل نضالا لا هوادة فيه من اجل فصل الدين عن الدولة وفصل السياسة عن الدين فهو كان اكثر وضوحا وصلابة في دفاعه عن الدولة العلمانية الديمقراطية التي يذوب فيها تقريبا الاضطهاد الديني واضطهاد الاقليات الدينية والاستبداد.
وعن هذا المثقف والمناضل اليساري يقول الكاتب شاكر فريد حسن: العفيف الاخضر هو قامة فكرية شامخة، ومن رواد الفكر التنويري العقلاني الحداثوي، امتاز بالحدة والصرامة والشجاعة الفكرية المتناهية، وعرف كأحد اشرس الاصوات والاقلام اليسارية التي لا تهادن، اشتهر بسجالاته ومشاكساته وراديكاليته وتمرده على الشائع المألوف، ولم تنفصل عنده المعرفة عن الحياة والسياسة، انتمى للجيل الاول من الماركسيين العرب، وكان مقاتلا ومنافحا عنيدا في الدفاع عن العقلانية والعلمانية والحداثة السياسية والاجتهاد العلمي والاصلاح الديني بروح عصرية خلاقة مبدعة. انشغل بالقضايا الفكرية والايديولوجية وبهموم الواقع العربي الرديء والبحث عن سبيل اصلاحه، رافعا رايات وشعارات الحرية والعدالة والمساواة والتوزيع العادل للثروات، داعيا الى الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتربوي في المجتمعات العربية.
عن حياة هذا الانسان المناضل الشرس كتب عبدالخالق حسين لقد عاش العفيف حياة صعبة في جميع مراحلها بدءا من طفولته في الريف التونسي الفقير الى ساعة رحيله في باريس يقول الاخضر عن نفسه توفي ابي وعمري 13 عاما وكانت صدمة مروعة لم انجح في اقامة الحداد عليه ربما حتى الان، مات ابي في كوخنا المعزول وعندما عدت الى العاصمة تونس لمواصلة سنتي الثانية في التعليم الزيتوني كنت اذهب كل مساء الى «سوق العصر» الذي يأتيه الفلاحون من أحد الاحياء الفقيرة جدا «الملاسين» التي يسكنها الريفيون النازحون، وكلما رأيت فلاحا يرتدي برنوسا ركضت اليه من امام عسى ان يكون هو ابي الذي دفنته بنفسي في مقبرة القرية يعني ذلك انني لم اصدق موته وهي حالة تقود عادة الى الجنون».
ويضيف «حسين» وعى العفيف الشاب خطورة التعليم الديني العتيق فكتب مقالات في جريدة «العمل» في صحة الشباب مطالبا بغلق جامع الزيتونة ودمج التعليم الزيتوني العتيق في التعليم الحديث الذي ورثته تونس المستقلة عن فرنسا، وفعلا بعد بضعة شهور اصدر بورقيبة قراراً بتوحيد التعليم وغلق الزيتونة.
وعن موقف العفيف من الاسلام السياسي يقول «حسين» يرى العفيف «ان اسلام القرون الوسطى يشكل عائقا دينيا هائلا يعتقل عقول المسلمين فلا تعود قادرة على التفكير الواقعي فضلا عن العقلاني في امور دينها ودنياها.. فالمرأة المسلمة وغير المسلمين يعاملون في بداية الالفية الثالثة معاملة أكثر ضراوة بما لا يقاس من معاملة الرأسمالية المتوحشة في القرن التاسع عشر للنساء والاطفال».
فالحل في نظره لإشكالية الاسلام السياسي الارهابي الذي يقود الى الازمنة الماضية السحيقة يكمن في التخلص من التعليم الجهادي التكفيري والمطالبة بدين متصالح مع العلم ومع المرأة ومع غير المسلم ومع الديمقراطية وحقوق الانسان ومع علوم الحداثة العقلانية والانسانية.
رحل العفيف الأخضر المفكر المستنير الليبرالي العلماني الحداثي الذي ومنذ كان على مقاعد الدراسة ادرك ان نظم الحياة تستمد اشراقتها في التغيير والتجديد في صراعها الحضاري من مرجعيتها العلمانية العقلانية لا من مرجعيات وفتاوى التفكير والوصاية ومع رحيله لم ترحل افكاره ومبادئه فهي باقية خالدة من اجل مجتمعات حديثة منفتحة تسودها الحرية والديمقراطية وحقوق المرأة والمساواة والعدالة الاجتماعية.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدانة الإرهاب مسؤولية وطنية
- الاسلام السياسي والديمقراطية!
- الطائفية واحدة من أخطر الآفات!
- المدينة العربية «صورة لانتكاسة الحداثة»
- احتجاجات تركيا من منظور ماركسي
- حول الأزمة السياسية
- مفهوم الدولة والدولة الحديثة
- مصالح مشتركة
- مستقبل النظام السياسي في إيران.. إلى أين؟
- شهر العسل بين الأمريكان والأخوان لماذا؟ وإلى متى؟
- محمد جابر الصباح قامة وطنية كبيرة
- قانون الجمعيات الأهلية الجديد والقيود الإدارية!
- حول الأزمة الاقتصادية الإيرانية
- يوم المرأة العالمي 2013
- شكري بلعيد.. ضحية قدر المتأسلمين
- أوسكار نيماير
- تسييس الدين وتديين السياسة!
- رسالة من امرأة إلى رجل متأسلم
- الربيع العربي: الاتجاه نحو ردة فعل رجعية
- كيف السبيل؟


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فهد المضحكي - رحل العفيف الأخضر ولم يرحل!