أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - جمهورية المستشارين .. !!














المزيد.....


جمهورية المستشارين .. !!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4171 - 2013 / 8 / 1 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جمهورية المستشارين ..!!
بعد عقد ِمن السنين على سقوط الدكتاتورية , لازال مطبخ الأحزاب الحاكمة في العراق يقدم وجبته الوحيدة ( الفوضى ) , يجندون جيوشاً جرارة لتوزيعها , ويتفننون في تلوين أغلفتها , ويختارون المواعيد المناسبة للترويج لها , وقد أصبحوا خبراء في أدارتها , حتى تحولت بأِدارة ( عرابيها ) , منهجاً وفلسفةً للحكم وأِدارة الصراع بينهم لضمان وأِدامة بقاء نفس الحجوم والتوازنات , ولكن باصطفافات متغيرة شكلاً وثابتة مضموناً خلال دورات الانتخاب التي يحرصون على التفاهم حول نتائجها مسبقاً !.
( الفوضى ) التي أنتجتها المحاصصة هي أخطبوط باذرعِ متعدده تلتف حول قامات البناء لتقزمها , والعراق بلدٌ مهشمُ بفعل الحروب التي خاضتها الدكتاتورية , وهو بحاجة الى ثورة في التخطيط والاسترشاد والتصويب والعمل المشترك بعيداً عن التفرد والتهميش والارتجال , بعيداً عن حسابات الغنائم والحزبية الضيقة والبيع والشراء للمناصب .
لقد أعتمدت البلدان الناهضة من هشيم الدكتاتوريات أسلوب الآراء الجماعية لاعادة البناء والتقويم , وهو في مضمونه بديلاً عن الرأي الواحد , فكانت مجاميع المستشارين تقدم أفضل الصيغ للقادة السياسيين لمساعدتهم على اتخاذ القرارات الصائبة , اِن كان لاختصار الزمن أو لضغط التكاليف , وكل ذلك مترافقاً مع تفضيل للأولويات , وهو بالمحصلة النهائية خاضع للمراجعة والتدقيق والتغيير المعتمد على كفاءة صانعيه .
أين نحن من تجربة البلدان التي تخلصت من دكتاتورياتها وأعادت البناء لمجتمعاتها وهي تنعم الآن بنتائج جهود سياسييها ومستشاريهم ؟! , لقد قدمت النخب السياسية في البلدان التي نعنيها نماذج ناجحة وفعالة رغم الأمكانات المتواضعة لاقتصادياتها لانها ليست بلداناً نفطية , وكان حرياً بنا أن نستعين بأساليبها ( مع الفارق ) كي نخفف من الصعوبات التي تواجهنا في بناء العراق الجديد .
لقد اعتمدت النخب الحاكمة في العراق اسلوب ( ذر الرماد ! ) منهجاً في سياساتها , وليس أدل على ذلك من الجيش الجرار من المستشارين الذي يؤكد سياساتها في احترام البناء الديمقراطي بعد سقوط الدكتاتورية ! , لكنها أجهزت عليه من خلال استغلاله لتوفير درجات وظيفية عالية المستوى لاعداد كبيرة من منتسبي الاحزاب لايمتلكون مقومات عناوينهم , والأنكى من ذلك أن وجود المستشار أصبح من مستلزمات المقارنة بين مستويات القيمة للعناويين الوظيفية الادنى , وصولاً الى مدراء دوائر لاتحتاج اختصاصاتها وطبيعة عملها الى اي نوعِ من الاستشارة !!.
السؤال المهم الآن , ماجدوى وجود هذا الجيش الجرار من المستشارين في العراق ؟ , كم هي أعدادهم ؟ , ماهي مستوياتهم الوظيفية ؟ , ماذا قدموا من استشارات ورؤى خلال سنوات عملهم ؟ , هل قدموا ملفاتهم لهيئة النزاهة كي نتأكد من مؤهلاتهم ؟.
والسؤال الأهم , اذا كانت العشرة أعوام المنصرمة تحمل عنواناً رئيسياً هو ( الفوضى ) , فهل كانوا خبراء في صنع الفوضى وادامتها ؟؟.
لقد أضحى جلياً أن ملف المستشارين في العراق هو احد ملفات الفساد وهدر المال العام , وتزامناً مع الحملة الوطنية المتصاعدة والخاصة ب ( الغاء الرواتب التقاعدية للدرجات الوظيفية العليا ) , الرئاسات والنواب والوزراء والمدراء العامون والسفراء ورؤساء الهيئات غير المرتبطة بوزارة ومن على شاكلتهم , فأن من الاجدى أن يضاف لهذه العناوين , المستشارون على اختلاف مستوياتهم , وللامانة نعتقد أن هناك من المستشارين ممن أسهم فعلاً بجهدِ فعال في تصويب خطأ أو اقتراح منهج نتجت عنه منفعة عامة , وهم على قلتهم يستحقون الاحترام والتقدير , لابل يستحقون التكريم , وغيرهم ممن لم يكونوا فاعلين , لايجوز بقائهم في مناصبهم الوظيفية , والمطلوب كفاءات جديدة لايشترط لتعيينها انتمائها لاحزاب السلطة ولاعناوينها القومية والاثنية , بل كفاءاتها العلمية , ليكونوا مستشارين لبناء بلدهم وليس عناوين وظيفية لمنافعهم الشخصية ولفضاءات أحزابهم .

علي فهد ياسين



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدارس الطين .. وزنازين المجرمين ..!!
- النائب الذي يصوت لقانون ولايلتزم به ..!!
- مجالس المحافظات .. ننتخبهم ليتقاسمونا ..!!
- الى الآن .. المندسون هم الفائزون ..!
- مشروع حكومة قطر ( لزواج الحابل بالنابل ) في سوريا .. !!
- مهندس عراقي يروي الأرض بالماء .. والأرهابيون يلوثونها بالدما ...
- شابة عراقية ترد على الارهاب في الدوحة
- القادة الامنيون .. من الانبار الى ذي قار .. !!
- الرئيس وزيارته القصيرة ..!!
- على ماذا نهنئ العمال في الاول من آيار
- اليوم العالمي للمياه .. نحو مشاركة عراقية حيوية !
- المؤتمر التأسيسي للتيار الديمقراطي في هنكاريا .. ملاحظات لاب ...
- برنامج القتل في العراق !!!!
- العراق من دولة المؤسسات الى دولة اللجان التحقيقية !!!!
- السياسيون يفسدون على الشعب بهجة العام الجديد
- ماذا فعل الأطباء الألمان للرئيس ..؟
- مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية .. ليس فضاءاً للعسكر !!
- في مجلس النواب العراقي .. البطالة بلا أقنعة !
- حذاري من أن تُرشي نفسك !!!!
- سياسة الخنادق .. والعقم السياسي في العراق


المزيد.....




- السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته ...
- نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف ...
- -الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر ...
- السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
- نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران ...
- نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب ...
- كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
- تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
- -مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت ...
- مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - جمهورية المستشارين .. !!