أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كمال يلدو - خلل في البوصلة مابين موتين!














المزيد.....

خلل في البوصلة مابين موتين!


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 4170 - 2013 / 7 / 31 - 07:47
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في تموز 2013 اغتال الظلاميون المناضل التونسي محمد البراهمي، فأنتفضت تونس ليس للمطالبة بالأقتصاص من القتلة وتقديمهم للمحاكم، بل للأقتصاص من الحكومة والذي يقف خلفها، تلك التي اوصلت البلاد الى اعتاب الأنهيار والأغتيالات السياسية. فدماء الشهيد شكري بالعيد الذي اغتيل قبل البراهمي بحوالي خمسة شهور ما كادت تجف، وحينها طالب المتظاهرون، ومازالوا لليوم ، عبر التظاهرات والأحتجاجات والوقفات، بكشف القتلة، وتصحيح مسار البلد بغية سد الأبواب على التطرف والفساد ووضع تونس على طريق اهداف ثورتها.
اذن انتفضت تونس، ومازالت لليوم تجرب العصيان والأعتصامات ، رغم المقاومة التي تلقاها من حكومة حزب النهضة الأسلامية (الحاكم) وحلفائه، فبدأت تتوالى الأستقالات من البرلمان ولجانه، وربما مؤسسات حكومية اخرى. المطالبة صارت واضحة. فبعد عام على تولي حكومة الترويكا قيادة البلد، فشلت في تلبية اهداف الثورة التونسية الأصلية المتمثلة في القضاء على الفساد الأداري ومعالجة البطالة وتطوير التنمية الأقتصادية وحماية الحريات الشخصية للمواطن.

اغتيال المناضلين المعارضين شكري بالعيد ومحمد البراهمي، اعادا للأذهان مأثرة الأنسان، الشهيد( محمد البو عزيزي) الذي اشـــعل بموته فتيل الربيع العربي، حيث بقت نيرانه مستعرة ، وأن هدأت هنا او هناك، فمازالت تحت الرماد متوقدة ومتأهبة للأنفلات مرة اخرى لتصحيح المسارات، كما حدث مع محمد مرسي في مصر، ومرشـــح ان تحصل في عواصم اخرى لتحصد المفسدين ، وأعداء الحريات المدنية والديمقراطية المعشعشين في هذه البلدان.

مثل بالعيد والبراهمي، قتل الشخصية الوطنية العراقية كامل شياع على طريق الخط السريع بالأسلحة الكاتمة للصوت وهو في طريقه لزيارة امه، في وضح النهار يوم 23/8/2008، وبعده قتل الناشط والأعلامي البارز هادي المهدي في شقته وبمسدس كاتم للصوت يوم 8/9/2011وفي وضح النهار ايضا. قتل هاذان المناضلان، وجرت لهما مراسيم تشيع لائقة بهم من قبل رفاقهم وأحبتهم وأهاليهم، فيما تعهدت الدولة بالبحث عن الجناة وتقديمهم للعدالة ، وما زالت لليوم تبحث.

في تونس، يؤرخ الزمن لهذا الشعب مأثرته التي ستبقى درسا لشعوب كثيرة. فالموت بالنسبة لهم يعني البحث عن مسببات الحياة، الموت يعني اجتثات العصابات والقتلة والمفسدين، الموت يعني، التأسيس لحكومة مدنية تعالج مشاكل المجتمع وتقضي على التطرف والأنفلات والعصابات الأجرامية. هذا هو الموت بنظر "التوانسة"، الذين هبوا لمواجهته بصدور عارية غير مبالين لتهديدات العصابات والأرهابيين ايا كان لونهم او دينهم، فهؤلاء سيهزمون مثلما هزم (بن علي) قبلهم!

في العراق، يقتل كامل شياع وهادي المهدي، ويقتل الآلاف قبلهم، والآلاف بعدهم، لابل يقتل العراقيون كل يوم، ويبقى هذا الشعب يمارس طقوسـه في التشييع وأقامة سرادق العزاء وأستقبال المعزين. في العراق، يقتل الناس ليس على الهوية فحسب، بل انهم مستهدفون كونهم اجسام متحركة في هذه الرقعة الجغرافية من العالم. يقتلون، ويرفع العراقيون اياديهم للسماء، تماما كما كانوا يرفعوها ايام حروب صدام وبطش عصاباته، ولكن، ما من مجيب!
في العراق يذبح الناس يوميا، ومازالوا يقولون (حسبي الله ونعم الوكيل)، ويستمر الذبح، ويستمر الدعاء!
في العراق يخرج علينا الحاكم ويلومنا لأننا تواجدنا في مناطق يقوم الأرهابيون بعملياتهم فيها، ويحذرنا من التمرد والتململ، لأن التفجيرات لم تحصد الآلاف، بل فقط العشرات، وأن الأنتحارين قد قتلوا في هذه التفجيرات ايضا.
في العراق، لاتوجد استقالات للمسؤلين احتجاجا على سوء الأوضاع، بل بالحقيقة هناك سلة من القوانين يراد الموافقة عليها تخص حقوق اعضاء وعضوات مجلس النواب، كما يجري التأكيد على عطلهم وأستراحاتهم وأجازاتهم السنوية من اجل الحج او حضور مراسيم العزاء التي تقام سنويا في كربلاء.

في العراق، قتل كامل شياع وقتل هادي المهدي ويقتل الآلاف، ومازال الحاكم مطمئنا على كرسيه هو وحاشيته وكل حلفائه، فقد تمكن لهذه السنوات من حمايتنا من سيطرة القاعدة او عودة البعث، هاتان القوتان التي ما عاد شهدائنا يهتمون بها كثيرا، فقد ماتوا وأرتاحوا من كل هذا الضجيج الأعلامي حول القاعدة والبعث الصدامي والموت المجاني.وبعد كل تفجير ، وكل اهتزاز للبنايات والمدن المتهالكة، يسأل البعض عن شعب العراق، ويقظته، وسباته، ونومه ومماته، يسأل الناس ويلحون بالسؤال!

في العراق يموت الناس حتى يدفنون، اما في تونس فيموت الناس حتى يحيا الآخرون ويتحررون من الخوف والأرهاب والفساد.

تموز 2013



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما يفتح الوطن أذرعه للشبيبة
- تجليات البطل الوطني في شخصية الزعيم عبد الكريم قاسم
- بعد 50 عاما على الجريمة:انصافا لشهداء -تلكيف- وعوائلهم
- سؤال المليون: أين تقع ساحة الوثبة؟
- بشار رشيد، الدالّة في طريق العراق الجديد
- لمدوني اليوتوب:وردة، وألف مرة شكرا
- -حق العمل- قانون رجعي، يسلب العمال حقوقهم المشروعة
- -سيدة الباص- ...سيرة مشرفة لمناضلة عنيدة
- الشهادة من اجل الوطن لا تعّوض بالمال
- رحمة بالذائقة العامة من فوضى ال - دي جي-
- الغاء - الحصة التموينية- ورطة لم يحسب حسابها !
- المرحومة -شيماء العوادي- ومحنة العقل!
- بعد عامان، ايّ منجز تحقق؟
- في العراق الجديد: محنة المسيحيين.. محنة وطن
- ما حاجتنا للقوانين!
- ما كشفته دعوة قناة - الفيحاء- الغراء ؟
- لماذا يتحول عمل الدولة لهبات ومكرمات شخصية !؟
- تعقيبا على مقترح فضائية - الفيحاء - الغراء ، حان وقت التغيير ...
- هذا ما حدث يوم 4 آيار 1886
- شارع الرشيد أم شارع المطار؟


المزيد.....




- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كمال يلدو - خلل في البوصلة مابين موتين!