أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - مشاهدات بغدادية المجلس الاعلى وتقاعد البرلمانيين














المزيد.....

مشاهدات بغدادية المجلس الاعلى وتقاعد البرلمانيين


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4169 - 2013 / 7 / 30 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



شغلت مسألة تقاعد البرلمانيين مدى الحياة الرأي العام العراقي على مدار الاسابيع الماضية ، ويبدو انه وجد له آذاناً صاغية لدى المجلس الاعلى ، اذ بادرت كتلته في البرلمان الى الاعلان عن تنازلها عن امتياز التقاعد لاعضائها مدى الحياة . لست عضواً من اعضاء هذا التنظيم بل ولا من اي تنظيم آخر ليبرالي او اسلاموي ، ولكنني أرى بان التنويه بهذه المبادرة والاشادة بها هو من صميم واجبي ككاتب زاوية من الضروري لتحليلي عدم الانطلاق مما احمله من مسبقات فكرية ونظرية . أميل الى الظن بان المجلس الاعلى يمر بانعطافة سياسية ينتصر فيها لمجرى الحياة على ثبات بعض مقولاته وقوالب مرجعياته الفكرية . فهذه هي المبادرة الوطنية له في اسابيع ( بعد مبادرتيه الوطنيتين المتمثلتين بعقد لقاء ودي بين رؤساء الكتل السياسية ، وعقد مؤتمر عشائري عابر للطائفية ) وهذا يدل على حسن الاستماع الى الناس في الحياة ، وتسميد الفكر السياسي بملاحظاتهم . وهذا ما يدفعني الى افتراض ان المجلس او كتلته النيابية بنت قرارها على جملة من الوقائع الموضوعية في اداء النواب ، وقارنت بينها وبين استحقاق النواب لتقاعد مدى الحياة ، فمالت الى حرمانهم من هذا الحق ( الذي منحوه لانفسهم من غير ان يستفتوا ناخبيهم فيه ) بناءً على المعطيات التالية : 1 ــ فشل النواب في تثبيت صورة البرلمان لدى المواطن كمؤسسة تمارس بشكل طبيعي مهامها كسلطة تشريع : بعد ان عجزت عن تشريع القوانين الاساسية كقانون النفط والغاز وقانون الاحزاب والانتخابات والتقاعد . 2 ــ وتجسد فشلهم الرقابي في الرفض القاطع من قبل بعض اعضاء السلطة التنفيذية والامنية لاستجوابهم . 3 ــ تجميد المشاكل بطريقة سهلة من خلال تشكيل لجان لم ينتج عملها غير توصيات نائمة في هرم من الملفات . 4 ــ تردد البرلمانيون امام ازالة قوانين وتشريعات مجلس قيادة الثورة المنحل واستبدالها بتشريعات تناسب مرحلة الانفتاح الاقتصادي والاستثماري وبما يتناسب مع دستور فيدرالي لامركزي . 5 ــ الطبقية الواضحة في تشريعات البرلمان التي لم يناصر فيها الاغلبية التي تسمى خطأ بالصامتة وانحاز بشكل صارخ الى تشريع امتيازات اعضائه . وهذه النقاط كافية لاقناعنا بفشل برلمانيو العراق في بناء المؤسسة الام التي يتوقف على بنائها بناء باقي مؤسسات الدولة . وهذا الفشل يعني انه لم يتم بناء اي مؤسسة من مؤسسات الحكم في العراق . وبفقدان البرلمان لهذا الدور الحيوي فقد تعريفه في ان يكون ممثلاً للامة في الاداء .. اقدم برلمان في العالم وهو البرلمان البريطاني لم يجرؤ اعضاؤه رغم مرور خمسة قرون على وجوده على تشريع هذا القانون الفريد من نوعه في العالم وهو قانون تقاعد اعضاء البرلمان مدى الحياة . ذلك لأن التحسب للمستقبل نزعة متأصلة لدى السياسي البريطاني ، وهو ما يفتقد اليه السياسي العراقي الذي لا يفكر الا بلحظته المعيوشة ، فرغم تعدد واردات الاقتصاد البريطاني وعدم اعتماده فقط على بيع ثرواته الطبيعية ، لم يصوت برلمانيوه على هكذا قانون ، لمعرفتهم بان التداول السلمي للسلطة ، وتكاثر اعداد النواب كل أربع سنوات سيجعل من الميزانية في سنة ما عاجزة عن سداد رواتب المتقاعديين من البرلمانييبن . فكيف يمكن ادارة شؤون البلاد مع خزينة لا يوجد فيها من المال غير واردات النفط الخاضعة اصلاً لتقلبات السوق العالمي : تسعيراً وشراء . ثم ان المسألة تتعدى المعايير الدولية ، فمن وجهة نظر عراقية يشكل تشريع قانون تقاعد البرلمانيين اختباراً حقيقياً لمدى ما تحمله شعارات الهوية والاصالة والعروبة والطريق الثالث من مضامين .. ان قرار كتلة المواطن خطوة في طريق وضع مصلحة الوطن فوق المصلحة الحزبية ، وخطوة جريئة في وضع اقتصاد الوطن فوق المكاسب الشخصية .. كتلة المواطن بتنازلها عن هذا الامتياز ذي المردود المالي الضخم تكون قد أرخت لمرحلة جديدة من العمل السياسي في العراق يمكن توصيفها بالقول : انها مرحلة اعطِ وخذ ، لا : خذ وخذ : أي انهب وانهب من غير عطاء ، كما كان الحال في المرحلة السابقة ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسي والمصير المحتوم
- الاخوان وشرعية الانجاز
- لماذا انتفض الشعب ضد الاخوان
- درس الثورة المصرية الجديد
- نداء من العامة الى الخاصة
- مشاهدات بغدادية / 12
- مشاهدات بغدادية / 11 خطة القبض على الاوهام
- مشاهدات بغدادية / 10 / 1 الزعيم قاسم 2 جمعة الخيارات المفت ...
- مشاهدات بغدادية 9 عن الحدث في الحويجة
- مشاهدات بغدادية / 8 شهادة عن الانتخابات
- مشاهدات بغدادية / 7 قانون المرور
- في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي
- مشاهدات بغدادية / 5 الكرد والوعي الامبراطوري
- مشاهدات بغدادية / 6 أفكار حول الاقتصاد العراقي
- الانتخابات المحلية
- لقاء سياسي
- هل ذهبتم الى هناك ؟
- مشاهدات بغدادية 4 قناة حوار التونسية وبيع البقدونس
- النائب الذي كسر مألوف البرلمان العراقي


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - مشاهدات بغدادية المجلس الاعلى وتقاعد البرلمانيين