محمد مختار قنديل
الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 11:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" البنا مستبد "
" البنا غره متاع الحياة الدنيا وزخرفها "
" البنا كذاب "
" البنا منافق "
" السكري مؤسس الجماعة ولكنه أثر البنا علي ذاته "
لم يكن السكري من المستقيلين من الإخوان حيث ذكر أنه تم فصله من الإخوان المسلمين ولكن في حقيقة الامر يعد أهم من نبدا به تلك الجزئية من الكتاب.
فقد كان أحمد أفندي السكري نائب حسن البنا من المحمودية محافظة البحيرة وهي بلد الإمام حسن البنا, وقد كان السكري صديق حميم للامام حسن البنا منذ جمعية الإخوان الحصافية, ثم اسس السكري فيما بعد جمعية الحصافية الخيرية وكان يتراسها هو وكان البنا آنذاك سكرتير لها.
وتولي السكري منذ انشاء جماعة الإخوان المسلمون منصب الوكيل العام للجماعة عن المحمودية وكان من ضمن المؤسسين الاوائل للجماعة.
ولعل ما يحمله من منصب ومن صداقة بالإمام حسن البنا جعل فؤاد علام يقول أن أحمد السكري هو المؤسس الفعلي لجماعة الإخوان المسلمين في المحمودية عام 1920م وأن الإمام حسن البنا سرق الفكرة منه. ( )
ولكن في المجمل علاقة البنا بالسكري تجلعنا نتسأل لما خرج أو فصل السكري من جماعة الإخوان المسلمين وخصوصا انه خرج في عهد البنا ؟
للاجابة علي هذا السؤال يكون لدينا طرفان يجيبونا وهم الإخوان المسلمون, أحمد السكري نفسه
اولا اسباب فصل السكري من وجهة نظر الجماعة :
في دراسة تحت عنوان " فتنة السكري " ينشر موقع ويكيبديا الإخوان المسلمون علاقة أحمد السكري بالإخوان المسلمين, ولم تكتفي الدراسة بعرض اسباب الفصل بل بدأت تذكر مساؤي السكري وفيما يلي عرض المساؤي والاسباب.
يستهل الموقع دراسته بعرض مساؤي لاحمد السكري كمقدمة للدراسة ويتلخص قولهم في ذلك في صفتين اتعجب واظنك عزيزي القارئ تتعجب عندما يذكرهم الإخوان عن صديق للامام حسن البنا وعمل معه مدة طويله قبل الجماعة تبلغ 8 سنوات وهذه الصفات هي :
• حب الزعامة والظهور :
حيث يستند معدي الدراسة إلى بعض المواقف التي تظهر ذلك ومنها تمرده علي الإمام حسن البنا وذلك لكون هناك شعور بداخله يجعله يتصرف وكانه هو المرشد للجماعة وهو مؤسسها, ومن ذلك ما فعله في حفل تكريم للنواب بسرآى آل لطف الله بالجزيرة فيقولون " ظهر الأستاذ السكري أثناء تقديم الخطباء يتملق بعضهم, , كما كان يؤثر بعض الناس بالتقديم ويحول بين غيرهم وبين المنصة, فظهر بمظهر المتصدر الأمر، فكان مصدر استياء كثير من الضيوف والإخوان الحاضرين لهذا الحفل "( )
• استخدامه للدعوة في اغراض شخصية :
حيث يقولون انه السكري كان يحاول التقرب من رجال السلطة حيث انهم ذكروا انه في وقت ما كان الإخوان جميعهم يهتفون ضد علي ماهر كان السكري يشيد بحياة ماهر ويحلف بها حيث قالوا " ففى عام 1939 وأثناء عودة على ماهر رئيس وزارء مصر من مؤتمر المائدة المستديرة, والذى عقد فى لندن لدراسة القضية الفلسطينية, استقبله الإخوان بهتافاتهم , غير أن الأستاذ السكري هتف بحياة على ماهر, فكان ذلك مصدر استياء بعض الإخوان, وقد أقرهم الإمام البنا على ذلك, بأنه خطأ فردى وليس ذلك منهج ومبادىء الجماعة. وأُخذ عليه تودده وتقربه من بعض الشخصيات المهمة فى الدولة بما يتنافى مع مكانته فى الدعوة, وبما يتعارض مع مبادىء الدعوة كما أن بداية التقارب بين الأستاذ السكري والوفد كانت بعد زيارة فؤاد سراج الدين وبعض الوزارء الوافدين للمركز العام فى 16 مايو 1943,إذ أراد الأستاذ السكري الاندماج فى الوفد لكى يتثنى للإخوان المشاركة فى الانتخابات والحكم بشكل كبير"
ويذكر موقع الإخوان المسلمين اسباب الانفصال فيما يلي : ( )
1. التمرد حيث كانت أكثر تصرفاته سلسلة من التمرد على قرارات مكتب الإرشاد والهيئة.
2. بث الفتنة , حيث عمد إلى صحف الوفد وأذاع أخبار خاطئة كاذبة وحقائق محرفة عن المرشد العام وسياسة الإخوان, وأنه صاحب هذه الدعوة, لكنه آثر الأستاذ البنا بها.
3. الاتصالات الضارة بمن ينوئون الدعوة ويريدون بها السوء, وإعطاؤه معلومات للصحف الوفدية كاذبة كخبر اللجنة السياسية,وهى فكرة عرضت على بعض الشخصيات لتكوين لجنة استشارية فقهية قانونية.
4. ان الأستاذ أحمد السكري كان يتجسس على مخاطبات ومكالمات الأستاذ البنا الخارجية والداخلية, وظهر ذلك أثناء التحقيق حيث قدم عامل التليفون تقريرا عن ذلك أثبت فيه أن الأستاذ السكري كلفه بذلك.
5. أخذه مبالغ من جهات مختلفة باسم جمعية الإخوان المسلمين, ولم يوصلها للجمعية.
اسباب فصل السكري من وجهة نظره :
حيث يلخص السكري اسباب فصله من الإخوان في رسالة ارسالها إلى الإمام حسن البنا فيما يلي :
1. اسند السكري السبب الاول في فصله من الإخوان المسلمين في استبداد الإمام حسن البنا بالأمر وذلك لحصوله في يوليو 1947م علي تفويض من اعضاء الهيئة التأسيسة بالإخوان بحقه في فصل من يشاء وقتما يشاء حيث قال " استبداد: أما أنك تستبد وحدك بالأمر، وتنزع ممن حضر من إخوان الهيئة التأسيسية يوم 9 يوليو الماضى -رغم معارضة ذوى الرأى منهم- تفويضًا بإقصاء من تشاء، وفصل من تشاء هربًا من التحكيم، وفرارًا من مواجهة الموقف، ودون تمكين من تتهمه أو يتهمك من إبداء رأيه والدفاع عن نفسه، فإن هذه ديكتاتورية يأباها الإسلام، وتأباها الشرائع والقوانين، وتتنافى مع المنطق والخلق." ( )
2. اتباع حسن البنا المبدأ البرجماتي مع الاحزاب السياسية القائمة آنذاك حيث عمل علي استعطاف الاحزاب للتشارك مع الإخوان والعمل معهم.
3. البعد عن هدف الجماعة الاساسي وهو الدعوة الدينية والانخراط في العمل السياسي الحزبي وتكوين اللجنة السياسية ومهادنة صدقى باشا, والاخذ بكلام الفئة الانتهازية بالإخوان المسلمين حيث قال " هذان الأمران فهما:
1- دخول بعض العناصر الانتهازية المأجورة فى صفوفنا بإيعاز من رجال السياسة، وتدخل سادتهم فى شئوننا، وتضحيتك بأغلى رجال الدعوة فى سبيل رضاهم.
2- الإغراق فى السياسة الحزبية تبعًا لذلك إغراقًا تامًّا، وتقلبك فى هذه السياسة وتناسى أهدافنا السامية، مما جعلنا موضع مساومة الجميع.
ولا أظننى فى حاجة إلى أن أذكرك -ولو على سبيل الإيجاز- بما وصلت إلىه أسهم الإخوان من الانحطاط عقب تولى صدقى باشا الحكم، بسبب تغلب هذه العناصر النفعية عليك فى مهادنته ومسايرته، وما كان من سخط الناس علينا واشتباكنا بعد ذلك مع الوفديين فى بور سعيد وغيرها، ثم طلبك إلىّ بإلحاح أن أسافر إلى الإسكندرية للتفاهم مع الوفديين، وذهابك بنفسك مع أحد الإخوان إلى منزل أحد أقطابهم ليلاً تعرض عليه التعاون معهم لكف حملاتهم، ثم تغلب العناصر النفعية عليك ثانية لنقض هذا التفاهم وإذكاء نار الفتنة والحرب الأهلية بيننا وبين الوفد إرضاء للحكومة القائمة. "( )
4. اتصال البنا وتعاونة مع بعض الشخصيات الاجنبية ومنهم الجنرال كلايتون والمستر هيوردن حيث التقي بهم فى أغسطس 1940 فى دار الجمعية القديمة.
5. تستر البنا علي صهرة عابدين حيث قال في مقاله كيف انزلق الشيخ حسن البنا نصيا " وهاهي البراهين الدامغة التى تثبت ما إرتكبه من آثام إعترف بها وأدان نفسه, وإعترفت أنت بها وأدنته, وواجب مكتب الإرشاد فصله, وبعد ذلك أبقيته - لسر لا نعلمه – وضحيت برجال الدعوة الأخير. "( )
وبعد عرض اسباب فصل السكري من وجهة نظر الإخوان ومن وجهة نظر السكري نفسه يتوجب علينا ان نعطي تحليل لذلك ولكن قبل هذا سنقوم بعرض اراء البعض حول فصل السكري ومنها :
رأي فؤاد علام :
أخذ فؤاد علام يذكر ان سبب انفصال أو فصل السكري عن جماعة الإخوان المسلمين يتمثل في كون فكرة الإخوان وتأسيسها هو من قبل السكري وانه انكر ذاته وجعل من حسن البنا مؤسسها حيث قال نصيا " وما لا يعرفه الناس أن السكري أسس الجماعة في المحمودية مسقط رأسه عام 1920م هو وكل من علي أحمد عبيد وحامد عسكرية, وبحكم زمالة حسن البنا لعلي عبيد دعاة الاخير لمشاركتهم اجتماعات الشعبة التي ضمت كثيرا من ابناء المحمودية. وكان السكري رئيسا الجمعية والبنا مساعدا له حيث لم يتجاوز عمره في ذلك الوقت 14سنة والسكري 20 سنة.". ( ).
قول علي عشماوي :
قال علي عشماوي القيادي السابق في الإخوان والمفصول ايضا في كتابة التاريخ السري للاخوان المسلمين ان سبب فصل السكري انه_ الاخير _ كان يطمع في القيادة " وأدت إلى فصل أصحابها كما حدث مع أحمد السكرى فى أولى مراحل قيام الجماعة حيث كان السكرى يطمع فى قيادة الجماعة ووصل الأمر إلى فصله من الجماعة ".
لعل ما سبق ذكره حول السكري وفصله من الجماعة يجعلنا امام امران
ام ان نصدق السكري
وام ان نصدق الإخوان
اولا التعليق علي ما ذكر من الإخوان :
أتذكر الأن قول رسول الله محمد " ص" "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" رواه الترمذي, فقد كان البنا تجمعه صداقه عالية باحمد السكري والبنا أكثر الناس كما يذكر العديد بالعلم وبالدين ومنطقي جدا انه كان يعلم ان هذا الحديث فان كان السكري كما ذكر الإخوان محب للزعامة وحب الظهور فاننا هنا سنتحدث عن البنا بان هناك احتمالان :
الاحتمال الاول : بان البنا لم يعلم السكري جيدا وان هذا مرفوض منطقيا وذلك لكون البنا كان صديق للسكري مدة حوالي 30 عام حتي ان انفصل السكري عن الجماعة.
الاحتمال الثاني : أن حسن البنا مثل السكري محب للزعامة والظهور وكان يستغل دعوته لاغراض شخصية وهذا ما رفضه الكثير من الإخوان ونقدوا فؤاد علام عندما قال ذلك في كتابه الإخوان وأنا من المنشية والمنصة.
وبناء علي ذلك نجد انفسنا امام اختيار وحيد يقبله العقل والمنطق وهو أن السكري لم يكن هكذا وان ما ذكره الإخوان عنه هو افتراء وانه لم يكن محب للظهور ولم يستغل الدعوة لاغراض شخصية فان كان استغلها كما تقولون لاغراض شخصية فليأتي احد من الإخوان ويذكر لي ما الفوائد التي لحقت بالسكري من الانخراط بالدعوة, وخصوصا انكم تقولون ان الدعوة كانت تتعرض للعديد من المشاكل والعواقب فكيف علي شخص محب لمصلحته الشخصية ان يدخل في اطار دعوة مثل تلك فالافضل له ان لايتنمي لمثل هذه الدعوة ويسخر مجهوده للتحالف مع النظام القائم .
وأما عن اسباب الانفصال فاننا نجد ان ما ذكره السكري عن اسباب انفصاله عن الإخوان المسلمين لم يكن بالغريب خصوصا بان البنا بالفعل حول الدعوة من كونها دعوة دينية تهدف إلى نشر الفضائل إلى دعوة تدخل معترك السياسية وتنشغل بامور الوصول إلى السلطة والدخول إلى البرلمان وانه عمل علي مولاة الحكام فنذكر ما فعله البنا مع الملك فاروق, فيذكر لنا المرشد الثالث اللاخوان المسلمين عمر التلمسانى ان البنا وجماعة الإخوان كانت ترفض المنكرات التي يرتكبها وفي نفس الوقت كان الإخوان وقت الملك فاروق يهتفون له " عاش الملك " " الله مع الملك " ولقبوه بالفاروق أمير المؤمنين, ولكن التلمساني برر تلك الهتافات حيث قال " كانت الجوالة لها مظهرها المحترم الرهيب، وأراد الأستاذ البنا أن يشعر الملك فاروق بقوة هذه الجماعة، كما أراد أن يفهمه من طريق خفي أن عليه أن ينصرف عن المنكرات التي يرتكبها والاستهتارات التي يقوم بها، وأن في مصر شبابا مستعدا لحماية هذا الدين حماية فعليه، ففي أعقاب عودته (فاروق) من الخارج عام 1937 استقبلته جوالة الإخوان استقبالا رائعا أدهشه هو نفسه، وما كان الاستقبال احتراما للملك أو ترحيبا به، وإنما كانت الفكرة من وراء هذا الاستقبال أن يشعر الملك وعن رؤية واقعية بمدي قوة هذه الجماعة، وانها تستطيع أن تفعل الكثير"( ), ولكني أري كما رأي العديد من الباحثين ان هذا دليل علي نفاق الإخوان ومولاة للحكام وتحولهم من دعوة دينيه إلى كيان سياسي يهدف إلى مصلحته وممن قالوا ذلك السيد يوسف حيث قال " ولا أدري إن كان هذا الدفاع تبرئة للإخوان أم إدانة لهم، فهو أقرب إلى الإدانة منه إلى الدفاع، لأنه يعترف بارتكاب الملك للمنكرات في نفس الوقت الذي تحتفل به الجوالة ويناديه الإخوان بأمير المؤمنين ويؤيدون طموحه لاعتلاء منصب الخلافة، ثم هو يعترف أيضا بأن تأييدهم للملك كان وسيلة لتحقيق أهدافهم السياسية وانه لم يكن تأييدا مخلصا بل كان نفاقا وخداعا وفي أحسن الأحوال تهديدا وإرهابا وابتزازا سياسيا "( ).
عرض لكتابات السكري عن الإخوان بعد انفصاله واهم ما جاء بها :
بعد أن تم فصل السكري عن جماعة الإخوان المسلمين أخذ السكري يكتب سلسلة مقالات تحت عنوان " كيف انزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان " _ وعددها 24 مقاله تم نشره في الفترة من 12/11 / 1947م إلى 7 / 5 / 1948م _ نعرض اهم ما كشفه السكري عن الجماعة وتنظيمها :
1. السكري هو مؤسس الجماعة ولكنه بعد تخرج البنا من دار العلوم وعزموا علي انشاء فرع للجماعة بالاسماعيليه أثر السكري البنا علي ذاته وبايعه.
2. نفاق حسن البنا للوفدين وتغير موقفه تجاههم فكان ينظر لهم علي انهم اعداء في البداية الا انه فيما بعد بدا يمدح فيهم حيث قال " أنتم صفوة رجال هذا البلد, الأمناء على حُقوقه المسؤلون عن مُستقبله "
3. القول بان حسن البنا كذاب ويتبع سياسية الافتراء عليه وجاء ذلك في مقاله تحت عنوان الشيخ الكذاب حيث قال السكري " (صاحب المقام الرفيع مصطفى النحاس باشا, أمر بتعيين احمد السكرى محررا بجريدة صوت الأمة براتب شهرى قدره ستون جنيها تدفع من خزانة الوفد لا من مال الجريدة...!!.).
ولست أريد أن أفيض فى الرد على هذه الفرية المضحكة, غير أنى أحب أن ألفت نظر الشيخ حسن البنا أنه قد أسدى إلى – بنشره هذا الخبر الكاذب – جميلا أشكره عليه كل الشكر, ذلك أنه قد كشف " رسميا " للملأ عن نوع السلاح الذى يرد به على هجماتى له, ودمغى إياه بالحقائق الواقعية الثايته, فلم يجد أمامه غير سلاح الكذب السافر, والبهتان الواضح ".
في النهاية استطيع ان اقول انه ليس في امكان احد ان يقدم لنا دليل يثبت لنا عدم صحة كلام السكري وخصوصا ان ما كتبه السكري من مقالات تظهر حقائق كانت في عهد ازدهار جماعة الإخوان المسلمين.
#محمد_مختار_قنديل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟