|
الجمعية العمومية للشعب المصري ونضج الوعي السياسي
هيام محى الدين
الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 08:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمثلت العبقرية الحضارية للشعب المصري في ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013 في أساليبه المبتكرة والمتجددة في تحقيق أهداف ثورته وقدرتة هذه الأساليب غير المسبوقة على تصحيح المسار ، وكشف السلبيات وتقويم الانحراف عن مطالب الشعب والأمة وتأديب الطغاة ورفض المساومة على الثوابت الوطنية والقومية ، فقد استطاع الشعب إسقاط نظام مبارك بعمل شعبي عبقري غير مسبوق ، كما اكتشف بسرعة طغيان التيار المتأسلم المتاجر بالدين الفاقد للوطنية وخطره فابتكر وسائل جديدة تشهد له بالفكر المتجدد والعراقة التاريخية مستعيداً دوره الحضاري في تعليم البشرية فجمع اثنين وعشرين مليون توقيع من خلال حملة تمرد وحشد أكثر من ثلاثين مليونا في ميادين التحرير بكل أنحاء مصر في 30 يونيو 2013 ليعطي لجيشه شرعية التدخل لتحقيق مطالب الشعب في الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية ، وإذا كان التيار المتأسلم بغبائه التاريخي وعناده الأحمق قد ساعد على تنيفر الناس منه فإن الشعب المصري بوعي متميز وذكاء واضح استغل سقطاتهم السياسية وغباءهم ليضعهم في مأزق تاريخي لم يسبق لنظام حاكم أن وجد نفسه فيه ، فقد استعاد الناس من خلال غباء نظام الإخوان وحماقاته انحياز كل مؤسسات الدولة التي طالما استخدمتها الأنظمة الحاكمة لترويض وإرهاب الشعوب ، بدءاً بالقضاء فالإعلام فالشرطة ثم الجيش ، ووجد النظام الإخواني الغبي نفسه في عداء مع القضاء والقضاة وكان حصار أتباعه للمحكمة الدستورية العليا الضربة القاضية التي وضعت القضاء بكل درجاته في خصومة مع النظام دفاعا عن كرامته واستقلاله ثم كان الإعلان الدستوري الأكثر غباء ورعونة في التاريخ الإنساني كله مشعلاً لثورة إعلامية وشعبية ضد النظام زاد أداءها النظام الحاكم بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي ، كما كان هجوم الإخوان وحلفاؤهم على الفن والفنانين والفنانات والثقافة والمثقفين دافعا لانحياز هذا القطاع المؤثر تأثيراً حاكماً وشاملاً في الرأي العام إلى مطالب الشعب بقوة طاغية ، ثم كان الذكاء الشعبي المصري حاسماً في استعادة ولاء أجهزة الأمن بكل درجاتها للوقوف إلى جانب الشعب ، ورفضها أن تكون أداة إرهاب في يد النظام الحاكم ضد مطالب شعب صمم على استعادة ثورته وتحقيق أهدافها ، وبالطبيعة فإن الجيش الوطني لم يكن أمامه غير الانحياز لشعبه ومطالب ثورته مهما كانت المحاذير التي تقيد حركته خوفاً من أن يعتبر تدخله انقلاباً عسكرياً وقد أعطاه الشعب باحتشاده الرائع بالملايين في 30 يونيو المبرر القوي للتدخل منحازاً لمطالب الشعب والأمة لتتخلص مصر من كابوس غريب غبي مدمر دمر اقتصادياً البلاد وهدد أمنها القومي وأهان الوطنية المصرية وتفردها معتنقاً فكرا أمميا يجعل مصر ولاية تابعة لتنظيم دولي ، وقد كان الجيش العظيم يعي كل هذه المخاطر ويرفضها. ولا يمكن أن نغفل الدور الرائع الوطني الذي قام به الفريق أول عبد الفتاح السيسي كقائد لهذا الجيش ، فالرجل يتمتع بفكر استراتيجي متميز ، وقدرة عالية على الإنجاز ، وعمق في فهم التاريخ وتحديد دور القوات المسلحة في دعم مطالب الشعب دون مطمع في الحكم فهو يعرف بوعي المرحلة التاريخية التي تعيشها مصر والعالم من حولها لذا ابتكر بنفس العبقرية المصرية أسلوباً يجمع الشعب المصري كله فيما يمكن أن نطلق عليه " الجمعية العمومية للشعب المصري " صاحب السيادة والقرار في ميادين التحرير في كل مدن وقرى مصر وبدأ بأن طلب من هذه الجمعية تفويضه لمحاربة الإرهاب في سيناء وفي بعض مناطق القاهرة والإسكندرية فاحتشد الناس في السادس والعشرين من يوليو بملايين قدرت بتسعة وعشرين مليونا من شعب مصر على الأقل تؤيده وتعطيه تفويضاً شعبيا أقوى من أي برلمان منتخب هذا الابتكار العبقري للعمل خلال المرحلة الانتقالية التي تخلو من المجالس التشريعية والبرلمانية المنتخبة تعطي شرعية شعبية بأسلوب غير مسبوق في التاريخ يؤكد أن الرجل يتمنع بعقلية سياسية تؤمن بالديمقراطية الحقة وتؤمن بسيادة الشعب وتؤدي إلى زيادة إحساس كل مصري بالمسئولية الوطنية فهو صاحب القرار وهو الذي سيتحمل نتائجه لتحقيق الأمن والاستقرار ، وسيكون عليه كمواطن اتخذ قراره أن يدعم هذا القرار ويسانده ويقف وراء جيشه بل أمامه لتحقيق إرادته وتنفيذ قراره في محاربة الإرهاب والقضاء عليه. واعتقد أن عبد الفتاح السيسي والرئيس المؤقت والحكومة الجديدة سيتبعون نفس الأسلوب في طلب رأي الشعب عبرميادين التحرير فى كل قرر سيتخذه خلال الفترة الإنتقالية حتى تتم صياغة وإقرار الدستور وانتخابات البرلمان والرئاسة ، وبذلك يكون الفريق أول عبد الفتاح السيسي قد وضع قاعدة جديدة مبهرة لتحقيق مطالب الشعب وتنفيذ قراراته ، وأعطى الشعب وعياً سياسياً وإحساساً بالمسئولية سوف تظهر آثاره المميزة في أي انتخابات قادمة. وفي رأيي الشخصي أن المحتشدين في ميداني النهضة ورابعة العدوية الذين جمعوا كل أنصارهم في مصر كلها ، وعرفوا أنهم أصبحوا أقلية شاذة وسط ملايين الرافضين لتجارتهم بالدين ولفكرهم الغبي المتخلف ، عليهم أن يتبينوا هذه الحقيقة ويسلموا بها ويفكرون بواقعية مرة واحدة في تاريخهم حتى لا يصل بهم عنادهم إلى الانتحار السياسي الكامل ، فلا يمكن لقوة مهما بلغت أن تواجه الجمعية العمومية للشعب المصري في ميادين التحرير في كل أنحاء مصر. هيام محيي الدين
#هيام_محى_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإعلام والمجتمع
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|