أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - لا يمكن تبديل الجيران















المزيد.....

لا يمكن تبديل الجيران


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تستطيع التقوقع ضمن الحدود الضيقة ، لمنزلك ؟ ان لاتختلط مع الجيران .. ان لاتشتري من الدكان المجاور .. ان لاتفتح الباب حين يدق الجرس .. ان لاتُعيد الكُرةَ التي يلعب بها الاطفال في الزقاق والتي سقطتْ في حديقتك .. ان لاتُشارك في مناسبات التعازي أو الأفراح .. هل بمقدروك أن تتفادى رؤية الناس من أهل المحلة ، في طريقك ذهاياً وأياباً .. بل هل تقدر على منعهم ، من رؤيتك ؟ . مئات المُشتركات الإجبارية ، تجمعك مع الآخرين المُحيطين بك ، شئت ذلك ام أبَيت . لكن إذا لم يعجبك الوضع ، مثلاً .. ووصلتَ الى قناعةٍ ، بإستحالة العيش المُشترَك مع مُحيط الجيران ، فبإمكانكَ بيع دارك ، والإنتقال الى مكانٍ آخَر أو حتى الى المهجر ، عّلَك تجِد بيئة أخرى تتآلف معها .
لكن هنالك فَرقٌ جوهري ، بين حالة الجيرة أعلاه .. وبين الجيرة بين البُلدان .. ففي الحالة الأخيرة ، ليسَ لديكَ تَرف " الإنتقال " الى مكانٍ آخر ، إذا تفاقمتْ المشاكل بينك وبين أحد جيرانك الأقربين ! .. لاتستطيع " الهَرب " من هذه العلاقة المفروضة عليك فرضاً .. فإذا تأزمَتْ الأمور ووصلَتْ الى طريقٍ مسدود " سواء كُنتَ انتَ السبب أو جاركَ أو رُبما كلاكُما ، أو حتى بتخطيطٍ وتآمرٍ من الدول الكبرى" .. فقد يصلُ الصراع الى حَد الإحتراب .. كما حدثَ في الحرب العراقية / الإيرانية المُدمرة الطويلة .. وبعدها حرب الكويت . فالملايين من البَشر قُتِلوا وأكثر منهم جُرِحوا وتعوَقوا .. وتحطمَ الإقتصاد ولا سيما عندنا في العراق ، ورجعنا الى الخلف عقوداً كثيرة .. ومع كُل ذلك : بقينا جيراناً لِكُلٍ من إيران والكويت ! .. فلا فكاك من ذلك ولا مَفَر .
وبعد 2003 ، خبرنا نحن العراقيين جيداً .. تأثير ( الجيران ) وخصوصاً في جانبه السلبي . فطالما قام " حُكامنا السفهاء " ، بسياساتهم الرعناء الخاطئة ، بالإعتداء على الجيران " كما حصل مع ايران والكويت " .. وأصبحوا أداة طّيعة بيد الغرب ، لتنفيذ أجنداتهم المشبوهة .. فالذي دفع الثمن الباهض دوماً ، هو الشعب وليس الحُكام المجرمون .. ولا زلنا لحد اللحظة ، ندفع فواتير حروب صدام .
واليوم ، تتفاقمُ علينا ، التأثيرات السلبية المُباشرة ، للوضع السوري البالغ التأزُم ، وعلى مستويات متعددة : ففي الوقت الذي كانتْ الحدود السورية ، منافذ رئيسية لدخول الإرهابيين والسيارات المفخخة ، الى العراق ، منذ أواخر 2003 ولغاية 2009 .. في مُحاولةٍ من النظام السوري ، لإبعاد النار عن داخله ، وتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة ، على الأرض العراقية .. وبالفعل .. أطالَ النظام السوري وبالتنسيق والتحالف مع إيران ، أمَد الصراع مع أمريكا .. ولكن ليسَ في دمشق ولا في طهران .. بل في الموصل وبغداد والبصرة .. وكان العراقيون كالعادة ، هُم الذين دفعوا الثمن ! . ولكن في السنتَين الاخيرتَين ، وبعد إندلاع الإنتفاضة السورية .. فأن الحكومة العراقية .. تناسَتْ كُل المواقف المعادية للنظام السوري .. وإصطفتْ معه ، ضد الإنتفاضة المدعومة من " قطر وتركيا والسعودية " .. وتذكرَ رئيس الحكومة العراقية " الشيعي " ، بأن رأس النظام السوري " علوي " ، وينبغي الوقوف معهُ ! .
ورغم الإنكار الرسمي العراقي ، فأن العديد من عناصر الميليشيات الشيعية ، تُشارك في الدفاع عن النظام السوري ، رُبما ليسَ بِدفعٍ من الحكومة ، ولكن على الأقل ، بتواطؤٍ غير مُعلَن . وعمليات تفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة الى سوريا ، عبر الأجواء العراقية .. شكلية وغير حقيقية ، وحتى ان وزير الخارجية العراقي ، أعلن مؤخراً ، ان العراق ليس في مقدوره من الناحية الفنية التقنية ، القيام بتفتيش الطائرات العابرة لأجواءهِ .
من جانبٍ آخر .. فأن الملف الكردي حاضرٌ بقوة ، كجزءٍ من الصراع التركي / العراقي / السوري .. وبالطبع فان تركيا منغمسة في الشأن السوري منذ بدايات إندلاع الإنتفاضة السورية .. فتركيا التي تدعم " جبهة النصرة " بتوجهاتها الإرهابية الواضحة .. تريد الحَد من نفوذ كُرد سوريا ولا سيما " حزب الإتحاد الديمقراطي " .. ولكن المعارك الاخيرة في سري كاني وتل الأبيض .. والتي رجحتْ فيها كفة المقاتلين الكرد ، على حساب جبهة النصرة .. دفعتْ تركيا ، ومن خلال حكومة أقليم كردستان العراق ، بدعوة زعيم حزب الإتحاد الديمقراطي السوري " صالح مسلم " لزيارة اسطنبول .. فتوجه من اربيل الى تركيا ، وإجتمعَ فعلاً مع أوغلو ، وزير الخارجية التركي .. ورُبما كانتْ تلك ، خطوة هامة .. على طريق ، التفاهُم على خارطة طريق ، لحلحلة الملف الكردي في سوريا ! . إذن العراق من خلال أقليم كردستان ، منخرطٌ بالضرورة ، في المستنقع السوري .
...........................
أرى انه .. جميع البلدان السِتة المحيطة بالعراق " عدا سوريا في الوقت الحاضر " .. تمتلك أسباب القوة وفرض الشروط ، أكثر من العراق . بسبب الفوضى والفساد الذي يُسيطر على العراق منذ 2003 ولحد اليوم .. والتشّظي والتشرذُم ، بين القوى السياسية . فإيران ذات تأثيرٍ قوي على الاحزاب الشيعية المتنفذة ، وحتى على أقليم كردستان جزئياً .. تركيا ، لها نفوذ كبير على أقليم كردستان وكذلك على المحافظات السنية في العراق .. السعودية لم تعترف في الواقع ، بالوضع الجديد في العراق ، من الناحية العملية ، وتلعب أدواراً خبيثة منذ سنوات .. حتى الأردن الإنتهازية ، عينها فقط على مصالحها ومكتسباتها المتأتية من اللعب على الحبال .. والكويت الصغيرة ، إنتهزَتْ الفرصة ، وظلتْ تحلب العراق منذ 1991 ولغاية اليوم ، وتستحوذ على أموالنا ونفطنا وأراضينا ، بغير وجه حَق .
.......................
كُل هؤلاء " الجيران " ، لم يُقّصِروا في التسبُب بالأذى للعراق .. ورُبما نحن أنفسنا في أحيانٍ كثيرة ،" بغباء ورعونة حُكامِنا وسلبيتنا وقلة وَعْينا كشعب " ، وّفرنا لهم الأرضية المناسبة ، للتدخل في شؤوننا وإحداث الضرر لنا .
لأننا لانستطيع تبديل " جيراننا " .. فليسَ أمامنا غير طريق واحد ، إذا أردنا النجاة والتطور والتقدُم : توحيد الصفوف ، وحل مشاكلنا الداخلية اولا .. وبناء دولةٍ قوية إقتصادياً .. بتنميةِ بشرية مُستدامة .. ونظامٍ ديمقراطي متين .. حينها ، حتى إذا لم يكُن عندنا جيشٌ كبير .. فأن لاأحد يستطيع التدخُل في شؤوننا أو التسبُب بالأذى لنا .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلُ والنملة
- اللعنةُ .. اللعنةُ !
- السُمعة الجيدة ، والنوايا الطيبة .. ليستْ كافية
- فوضى بغداد .. وإستقرار أربيل
- العقرب السام
- الإتحاد الوطني .. لِصاحِبهِ .. ؟
- بينَ التهّور والإتِزان
- العمل في الشمس .. والتسكع في الفئ
- على هامش إنتخابات مجالس أقليم كردستان
- هل سيصبح البرزاني رئيساً لجمهورية العراق ؟
- أزمَتنا عميقة
- - السيسي - و - سعدون الدليمي - !
- مُفتي العمادية .. وأثيل النُجيفي !
- تأجيل إنتخابات رئاسة أقليم كردستان
- ساعاتٌ حاسمة ، لشعبِ مصر الحَي
- ضوء على نتائج إنتخابات نينوى
- العَمالة المحلية
- إلتِواءات ديمقراطية في أقليم كردستان
- ( خِدرو ) أكثرٌ شُهرةً وشعبية
- متى نتعّلَم من المصريين ؟


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - لا يمكن تبديل الجيران