أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - وما زال الحديث عن المؤامرة الخارجية مستمرا














المزيد.....

وما زال الحديث عن المؤامرة الخارجية مستمرا


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 18:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شيء أصبح مثيرا للتقزز أكثر من العودة المتكررة لإستخدام نظرية المؤامرة.
في محاولة لتبرير فشل الحكم في التصدي لغزوة السجون التي نفذتها القاعدة على سجن ابي غريب, لم تتأخر الحكومة عن إصدارتصريحات تؤكد على وجود دور لدول إقليمية في التخطيط للهجوم وفي دعمه ماليا, ولكن بدون اي حديث عن الخلل الذاتي الكبير.
لنوافق على أن ذلك قد حصل فعلا. لكن موافقتنا هذه لن تبقى سائبة لأن ما تقوله جماعة الحكومة ليس هو براءة إختراع مسجلة بإسمها, فالمؤامرة ليست مفردة جديدة في القاموس السياسي العراقي, ذلك أن صراع المصالح كان وسيبقى حافزا لإرادات دولية تحاول بسط نفوذها وهيمنتها على المناطق المختلفة, خاصة ذات الأهمية الإستراتيجية. كما أن التوافق التخادمي الإيراني الأمريكي في الحرب التي أدت إلى إحتلال العراق يؤكد من جانبه على أن العراق كان وسيظل, لحين إسترداده لعافيته الوطنية, ساحة لمساومات دولية وإقليمية على حساب مصالح ووحدة شعبه وأراضيه. ولنتذكر أن النظام السياسي الحالي نفسه هو نتاج لصراع المصالح هذه, والتذكير بذلك لا نأتي به هنا لغاية الإنتقاص من الحكومة, وإنما لغرض التذكير بأن هذا النظام, بفعل تجربته الحية في مجال المؤامرة ونظرياتها, هو إفتراضا, أكثر من غيره قدرة على تصور الإحتياجات الوطنية اللازم توفيرها لإسقاط تلك المؤامرة وسد الثغرات التي تتسلل منها. وإذ يقال إسأل مجرب ولا تسأل حكيم, فإن تبرير نقص الحكمة سيتراجع كثيرا جدا أمام وفرة التجربة وكثافتها.
إن واحدة من مصادر قوة المالكي, وضعفه في نفس الوقت, ظلت نتاجا لقدرته على المساومة في ساحة التخادم الأمريكي الإيراني. أما مصدر القوة الحقيقي المتمثل أولا بتحقيق الوحدة الوطنية كخط الدفاع الأول عن البلد فلم يعره أي إهتمام يذكر, لا بل أننا لاحظنا أن هناك توجه ملموس لشق الصفوف بدلا من توحيدها, وقد تجاوزت هذه السياسة طبيعتها التكتيكية كجزء من اللعبة الديمقراطية التقليدية لكي تعمق من التمزق الإجتماعي والسياسي والطائفي وبشكل هيأ لكثير من الأطراف فرص التعامل مع الأجنبي بدون روادع أخلاقية وقانونية وسياسية. فما الذي يمكن أن يردع سياسيا سنيا من التنسيق مع أنقرة في الوقت الذي ينسق فيه السياسي الشيعي مع طهران. إن كلا الأمرين محرم في الدولة الوطنية وإلى الحد الذي يجب ترتيبه في خانة العمالة للأجنبي, غير أن الفقه الإسلاموي السياسي جعل كثيرا من المفاهيم المدانة, ومن ضمنها العمالة للأجنبي, مجرد إختلاف في وجهات النظر .
إن تأكيد الحكومة على وجود مؤامرة خارجية يراد له هنا أن يكون مخرجا لها من الأزمة, لكنه من ناحية أخرى سيجعل الحكومة تبدو وكأنها تدين نفسها بنفسها, فلو أنها كانت غافلة عن حقيقة وجود هذه المؤامرة, وغير مدركة لها لأبعادها وفاعليتها, فربما ستحاسب على خلل التقدير وقلة المعرفة وضيق الإدراك. لكنها وهي التي ما تركت يوما الحديث عن هذه المؤامرة, وما ترددت لحظة عن تعظيم حجمها وسعتها وفاعليتها, نراها قد ساهمت بدور كبير في فرش الساحة العراقية بطريقة تساعد على مرور التآمر وتسهل له أمره.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطبخ لا الطباخ يا دولة الرئيس
- عن مصر والعراق .. وعن شعب بدون شعب
- صندوق الإنتخابات وقرآن معاوية ..
- موالاة مرسي.. خوف من الفتنة أم حرص على الشرعية
- المصريون وصندوق الإنتخابات.. خرجوا له أم خرجوا عليه ؟!.
- حزب الله والموقف من الثورة السورية.. بين الصحيح السياسي والخ ...
- الساحة السورية ..صدام الأخلاق والسياسة
- هل ستأكل جنسيتك الثانية من عراقيتك
- أردوغان .. بين أسلمة العلمنة وعلمنة الإسلام
- الأزمة التركية .. أزمة إسلام سياسي
- الشاطر حسن والرقص مع الذئاب
- نصف الحل ونصفه الآخر
- بعيدا عن عروض العضلات.. هذا رأي بما حدث في الأردن
- القنينة والسدادة والغازات الطائفية السامة
- فن التخويف بالقاعدة
- الدكتاتورية الممكيجة
- إيها أكثر فعلا سياسيا.. البراءة من المذاهب أم البراءة من الم ...
- الحويجة وأخواتها
- الثورة السورية... بين قوانين الطبيعة وقوانين السياسة
- مرة أخرى/ رجل الدين الصحيح .. علماني


المزيد.....




- -محتوى بعيد عن الإسفاف والبلطجة-.. ياسمين عبدالعزيز سعيدة بـ ...
- متحدث باسم المفوضية الأوروبية عن رسوم ترامب الجمركية: ردنا س ...
- متحدث حكومي يعلق لـCNN على ما قاله ترامب لولي عهد البحرين عن ...
- -للسيطرة على مساحات واسعة-.. إسرائيل تعلن توسيع عمليتها العس ...
- قاذفة أمريكية ثانية تصل الشرق الأوسط، وقاعدة دييغو غارسيا في ...
- ما وراء الهجوم الإسرائيلي على رفح قرب الحدود المصرية؟
- فيتسو: أسعار الغاز في أوروبا لن تشهد انخفاضا إلا في حال استئ ...
- موسكو: التهديد بقصف البنية التحتية للطاقة النووية في إيران م ...
- من الفصول الدراسية إلى قفص الاتهام.. فضيحة جنسية لمعلمة في م ...
- تنسيق لضمان انسيابية العبور.. أول اتصال بين الدبيبة وسعيد ب ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - وما زال الحديث عن المؤامرة الخارجية مستمرا