احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4164 - 2013 / 7 / 25 - 03:34
المحور:
الادب والفن
...تناول قطعة من الخبز المجمّد(يابس)،وهو يلوكها بأسنانه الصفراء؛ فإذا بطعم العسل يخالطها،شعر بسعادة جمّة،و هو متكأٌ على جذع نخلة باسقة،ممتدة في كبد السماء ..تهدي سعفاتها نسائم لطيفة للماريّن؛بل تداعب وجوههم برقّة .. و كأنّها آتية من إحدى واحات الجنّة لتحكي لنا تاريخها العريق ..وصداقتها للإنسان في هذه الارض؛من هنا لفّه شال أخضر ذو ذؤابتين جميلتين،ها إنَّه يغوص في سرادقِ عالمٍ مجهولٍ،لكنّه جميلٌ و آمنٌ..و ارتمى في حضن دافئ،بدأت الخلجات تتدافع لتبثَّ شيئاً ما!!محدّثاً نفسه:
- لا يبغي ترك هذا المكان أبداً،ولطالما كان قلبي يبحث عنه في أحلامه الوردية،ما كان يصدّق يوماً أن يكون حقيقة يلمسه و يتحسسه،لا يريد أن يلهي نفسه بتلك المراجعات الذهنية المؤلمة كي لا يحرم من هذه اللحظات الشفّافة ..
إذاً عليَّ أن أُغمض جفنيَّ برفق كي لا أبتعد عن هذا المكان..آهٍ أهكذا طعم الحرية ..و فهمتُ الآن لماذا الطيور تغرد عند الصباح مع إشراقة الشمس،و يقظة الزهور.. إنَّها تنبّهنا بنكهة الحريّة التي لا يعادلها أيُّ شيء في الحياة..بل يحلو كلُّ شيءٍ في فضائها.. شكراً لك يا إلهي .
مندلي/ 2012م
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟