ماجد مطرود
الحوار المتمدن-العدد: 4163 - 2013 / 7 / 24 - 19:44
المحور:
الادب والفن
قصة
تحفة
بالرغمِ من قدمِها وشكلِها الذي يوحي بأنّها بلا قيمةٍ وبالرغمِ من إنَّ الكثير من الأصدقاءِ كانوا يسخرونَ منها والكثير من العابرين نصحوني أن أرميها في أقرب مزبلةٍ , غير أنّي أعتزُّ بها كثيراً
مرةً رأها سائحٌ أمريكي ثعلبيُّ العيون تفحّصها وأندهشَ للتاريخ المنقوش عليها 1921, عَرضَ مبلغاً لشرائِها , بالرغمِ من حاجتي الملحّة لهذا المبلغ لكنّني رفضتُ ..
رفضتُ لسببينِ , الاولُ عدم ثقتي بالامريكيين والثاني أعتزازاً بها ..كنتُ أشعر دائماً أنّها بريئةٌ مثل طفلةٍ لا تدركُ قذارةَ الدنيا , لذلك لم يتقبلْ عقلي فكرةَ التخلي عنها وكذلك أحساسي
أرتبطتْ معي بتاريخٍ قديمٍ يمتدُّ الى طفولتي ونقائي وبراءتي , علاقة روحانية تشكّلت بيني وبينها , تشعرُ بي وأشعرُ بها كانت تفقدُ بريقها حين أحزن وكانت تشعّ بريقاً متلألأً حين أفرح ,
الأدهى من ذلك كلّهُ كانت تحسب السنين التي قضيناها معاً أمّا يدي وبالتحديدِ معصمي الأيسر, لم يتجرأْ على خلعِها جدي وقبل وفاته ببعضِ سنينٍ أهداني إيّاها ,
وصّاني أن لا أفرط بها , لا أبيعها , لا أهديها أو أعطيها. -إنّها مطليةٌ بذهب الفرات ,باهضةُ المعنى , لم يبقَ على عمرِها سوى القليل لتكونَ تحفةً في متحف القرون
إحفظْها في قلبك يا ولدي , خذْها الى برِّ الأمان , أنها ساعةُ الملك الأول أورثني إياّها أبي وها أني اليك أعطيها...
#ماجد_مطرود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟