|
كابوس من العراق
كفاح جمعة كنجي
الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 16:00
المحور:
الادب والفن
بالِكاد يمر يوما لااحلم فيه خلال النوم. احياناً حُلم جميل، و آخرمُزعج ، والآغلب يكون كابوساً.سأحدثكم عنْ كابوس الامس بالتفصيل ودون مقدمات. رَبحتُ جائزة يانصيب بِملايين الايروات. وضعتها في( عليجة) جنطة من قماش وتأبطت بها كالمحارب حين يتأبط الكلاشينكوف. وبرفقتي زوجتي. اِستغرقت في النوم وعند ألاستيقاظ شَعرتُ ان مافيا ايطالية تتبعني.كيف علمت المافيا اِني ربحت جائزة يانصيب ؟لا اعرف .وفي أول الاستيقاظ قُلت لزوجتي علينا مغادرة الدار باسرع وقت ،وكعادتها المسكينة لم تجادلني ،واستعدت ولكِن شَعرتُ انها لاتصدقني. المنزل الذي نحن فيه هو ل(وليد أوانيس) أول صديق عرفته في مدينتي ،ويقع على ضفاف دجلة في الموصِلْ القديمة ، كان خاوياً من سكانه، وبدى مهجوراً منذ فترة طويلة لكثرة الغبار المتراكم فيه. شعرت بحنين طاغي للقاء صديقي وليد ،لكن عبثا ،إن لم التقيك في منزلك ياوليد أنّ لي أن أجدكْ ؟!.مَرّ ثلاثين عاما على افتراقنا ،آه لقساوة زمننا علينا ياوليد ،مالذي حَلّ بِك وبعائلتك لااعلم ولكن الاكيد ،وبدى من حال المنزل ،انهم غادروه مرغمين . وصلنا للباب الرئيسي وقبل نزولنا درج المنزل صرختْ زوجتي بقوة والتصقت بي بشدة ودون أن تتكلم لِشدة خوفِها ،أشرت بيدها إلى اطراف بشرية قُطِعت حديثاً موضوعة امام باب البيت ،ساقان مقطوعَين مِن اسفل الفخذ ، سُلخا سَلخاً ، ويكتسيهما لون وردي وبقايا لحم مُهشمْ ،ووضِعت القدمين داخل زوج من الاحذية السوداء تبدو كحذاء عسكري . والساقان كانا منتصبين كتلك التي نشاهدها في محلات بيع الجوارب النسائية الطويلة، و عظام يدآن قُذفتا كيفما شاء وراء الساقين المقطوعين،كان حقا منظراً مرعباً . غادرنا بيت صديقي ، وفهمت الرسالة على الفور. ستقطع اطرافنا حال عدم تسليمي المافيا مبلغ اليانصيب ، و غدى ذلك لعنة تلاحق مصيري ومصير زوجتي. وجدت نفسي فجأة في بلدتنا وبالتحديد في منزلنا القديم حاولت الاختباء عن عيون المافيا ، وقد حل الليل باجواء صيفية صافية و سطح منزلنا يعج بالضيوف كأيام زمان ، للوهلة الاولى اعتقدت إني وجدت من سيدافع عني ويقف بجانبي ضد المافيا ،وحين قفزت على الجدار الفاصل بين منزلنا ومنزل جيراننا (ميرزا ابو شكري ) رايت احدى بنات جيراننا ،حاولت لمسْ يدها دون ان اتكلم كي لايُسمع صوتي وطَلبتُ منها تضليل المافيا بدون ان ارفع راسي كي لا يراني احدا ممن يطاردوني ،ولكن خاب أملي بها،وحين سحبت يدها قالت لاتخاف منهم !!لانهم جاوؤا ليتفاوضوا معك فقط .!! و أوشَتْ لَهم بِمكاني. لم تكن جارتنا جبانة لهذا الحد ايام زمان ما الذي حول شهامة بنات جيراننا الى جبن ؟؟لاادري!! ولاحِقاً بلحظات وجدت نفسي جالسا وجها لوجه مع عناصر المافيا .حاولت ان اخفي النقود بشتى الوسائل . وتلك ألاثناء أحسست اني اُوزع نقود الجائزة ومن دون ان تشعر المافيا بذلك على اُناس من معارفي واصدقائي واقاربي وتيقنت باني اعرفهم جميعا واعطيتهم دون حساب، شَداتْ ،ورزمات ولعلٌي بذلك اتمكن إنقاذ اكبر كمية من الاموال قبل ان تسيطر عليها المافيا. واثنائها دارت اسئلة عديدة في ذهني عن تخاذل الضيوف فوق سطح منزلنا ؟؟اندهشت واستغربت مواقفهم ، و لم اشعر ان احدا منهم اهتم بالموضوع اصلاً ،ولم يَعيروا على الاطِلاق اي اهتمام لِلمصير الذي نواجهه انا وزوجتي احدهم كان مُتكئاً على الوسادة وشابكاً يداه معاَ خلف رقبتِه ينظر الى الجبل تارة وفي اخرى للقمر في السماء، ولم يكلف نفسه حتى الاستدارة نحونا او يسال عن ما يجري حوله وكأنه لايعرفني وغالبية الضيوف كانوا على شاكِلته واكثر. ، فَهُمْ نفس الوجوه والاشخاص الذين سامروا والدي وجدّي ايام زمان وعرِفت عنهم وعن مرؤتهم النقيّة بلا حدود ، كانواعلى استعداد لانقاذ اي شخص تلاحقه اجهزة وعساكر الحكومات المتعاقبة على البلد حتى لو كلّفهم ذلك دخول السجن بلْ حتى مواجهة الموت احياناً ودون اي تردد يبدو مِنهم، لكن مالذي جرى مالذي تغّير ؟؟ لااستطيع ان اُصدق ماحولي. يالخيبتك ياماجد!! . الان تذكرت تذكرت حقاً مادار في نهاية الكابوس . اعطيت النقود لاشخاص ماتوا في أزمنة مختلفة عشت معهم لفترات متفاوتة ،لكن كيف اتوا إليَ هولاء الاموات ؟؟ لااعلم، و بكل الاحوال هم الذين يستحقون الاموال هذه وليس غيرهم. . رُعباً من الكابوس أفقت ،فَفتحتُ عَيناي ،كان ديوان الشاعر سميح القاسم قد سقط من يدي على الارض وما ان تَناولتهُ من جديد حتى وقع نظري على بيت قصيدة من الديوان يقول فيها :- سنعطي الشوارع اسماء من لم يسيروا عليها طويلا . كفاح جمعة كنجي تموز 2013 --------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- اعتذار – لجيراني الحقيقين في بلدتي اعتذر لهم جميعا وبالتاكيد لااقصد الاساءة لاحد منهم فهم محط اعتزازي وتقديري
#كفاح_جمعة_كنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تعقيب على الحلقة 5 من انصاريات لناظم ختاري
-
جار الخميني وسائق التاكسي !!!
-
صبري محمود مهندس كهرباء مؤنفل
-
هذا المناضل كُرّم برتبة عريف !!
-
وداعا نبيل.. والى الابد
-
حنين إلى ماضي بحزاني القريب
-
قِصة إستشهاد عادل القوال ومناضل عبد العال
-
بدرخان السندي صوت جريء مجتمعاتنا الشرقية بحاجة اليه!!
-
..!!! نفس أل.. خر..اء
-
من حَرّضَ ذلك الفتى أن يفرح لجريمة سنجار؟
-
بحزاني بين ماضيها وحاضرها وحقوق سكانها
-
معركة أخرى ناجحة !
-
حُمار اعِدم عَلى أيدي البعثيين في بحزاني!!
-
بين ولادة (جمعة) وَوأدِهِ ثمانية عشر شهرًا فقط!!!!
-
لماذا أٌنٌفِلتْ ألاٌم البريئة شيرين شمعون البازي؟!!!
-
لاتتوقفوا واصلوا الزحف حتى اقتلاع القذافي!!
-
تذكروا روبرت في يوم المسرح العالمي!!
-
مواقف لاتنسى!
-
اوقف استعمال الهاتف الشخصي النقال اثناء انعقاد جلسات البرلما
...
-
في الذكرى العشرين لانتفاضة آذار المجيدة
المزيد.....
-
بعد نصف قرن على رحيلها.. سحر أم كلثوم لايزال حيا!
-
-دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
-
وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي
...
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
-
آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
-
هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر
...
-
شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
-
لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|