أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - الوطنية من منظور استطاني














المزيد.....

الوطنية من منظور استطاني


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 14:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوطنية من منظور استطاني

ّ العروبة هي محتوى عقيدتنا و وطنيتنا ّ علال الفاسي

استطاعت الحماية الفرنسية في فترة زمنية قصيرة تكوين نخبة استطانية حاملة للثقافة الفرنكفونية - السلفية العروبية , لتولي وظيفة نشر وتنفيذ المشروع الاستعماري الفرنسي - المخزني في شكله الايديولوجي لانتاج الشروط المطلقة للسيطرة الكاملة وتدمير مشروع المقاومة المسلحة في التحرر وبناء الدولة المستقلة .
تأثير المخزون الثقافي لدولة الحماية بحمولته المفاهيمية سيوظف لصالح المنظومة الفكرية السلفية في عملية انصهارية انتجت الهجين الذهني السائد بمدلوه تضليلي الموظف في عملية الحسم التاريخي لفرض شرعية الوجود باسلوب ّ حضاري ّ في محاربة البندقية الامازيغية حاملة مشروع التحرير والسيادة , وفي واقع التأمر الامبريالي - المخزني واشتداد التضاد والصراع ضد العدو ومخزونه المادي و الروحي , تستغل النخبة الاستطانية الخيانية الحظة التاريخية لتمرير مشروع يدين الكفاح المسلح الامازيغي ( الغير حضاري ) واستبداله بمشروع (حضاري وانساني ) ينطلق من العمل السلمي , العمل السياسي , يرضي القوى الاستعمارية ويأثث لمشروع استخلاف الاستعمار باستعمارجديد مستقبلي , مشروع ّ الوطنيين ّ الهجينين , مرتزقة و عملاء فرنسا ومنفذي خططها الاحتلالية , عكس مشروع التحرري للاهالي , الامازيغ بناة الوطن الحقيقيين و منتهجي اسلوب الكفاح المسلح لطرد المحتل .
ولدت وطنية النخبة الاستطانية من رحيم الثقافة الفرنسية لتقتحم اسوار السلفية العروبية وهيكلها القومي لتشكل ما أسميه بالوطنية الاستطانية , العابرة للجغرافية للارتباط بالمركزالعرقي المتخلف المدمر للتعدد الطبيعي لثقافات الانسانية .
اذا كانت الوطنية ظاهرة سسيو-تاريخية املتها شروط النشأة وتطورالوطن وهياكله السياسية والاجتماعية والثقافية وشروط العلاقات الحياتية والنضالية في الدفاع عن الوطن , فان ّ الوطنية ّ الاستطانية املتها شروط استكمال المشروع الاستعماري في احتلال الارض وتعريب المجتمع الامازيغي ونهب ثروات الشعب واضطهاده بكل الوسائل القهرية المادية والروحية .
اعتمدت ّ الوطنية ّ الاستطانية على عاملين اساسيين في ديباجتها الايديولوجية , العروبة والاسلام , فمن منظورها الخاص فالانتماء للعقيدة العروبية الاسلامية بغض النظر على الزمكان وحدها الكفيلة لانتاج التجليات الوطنية , حب الوطن والاعتزاز به , نقيض الطرف الاخر الغير المنتمي للعروبة , فهواللاوطني و قابل للتأمر والخيانة بسبب بعده عن العروبة وقيمها الاخلاقية .
اختزال الوطنية في العروبة والاسلام تعبير عن توظيف ايديولوجي للوطنية في مفهومها السكوني و الاخلاقي من خلال التجليات الشعورية الاخلاقية ( الحب , الاعتزاز , التفاني ... ) , وتجريدها عن الوجود الموضوعي ومعطياتها المادية , والتركيز على الجانب الجزئي للوطنية لتصبح مظهرمهيمن في الثقافة السائدة , من خلالها سترث النخبة الاستطانية شرعية الاستحواث على المواقع الاقتصادية و ممارسة الاضطهاد الاجتماعي والقومي والتمييز العنصري واخضاع الشعب لعملية التعريب القهري تحت لافتة ّ الوطنية ّ العروبية الاسلامية الشوفينية .
التعابير اللفظية الهجينة للوطنية الاستطانية تعبير عن السلوك اللاعملي والمجرد والعرقي ( الحب , الشعور ... , العروبة والاسلام ) المرتكزة عناصرها بين وحدة الجزء والكل , بين الواقع المادي العيني وبين الواقع المتخيل , بين وطن الاستقبال ووطن التصديرالمتخيل , ليصبح الاول جزء من الثاني , وطنية استطانية خاصة (ماروكية ) منصهرة في الوطنية العامة ( المكية ) , تتحول الوطنية الى مفهوم عرقي شوفيني عابر لجغرافية الوطن ( العالم العربي ) , كما قال علال ّ العروبة هي عقيدتنا و وطنيتنا ّ , تجريد الوطنية من عنصر مهم وهو الوطن كمنظومة علاقات اقتصادية واجتماعية و ثقافية وسياسية ولغة وارض , وتوظيفها في المفهوم العرقي الشوفيني , بدءا باكذوبة ّ الظهير البربري ّ وبناء مفهوم الاضداد , ثنائية ( عرب , بربر ) , مرورا بتطبيق نفي الضد , بالابادة العرقية لامازيغ الريف ( 1958 - 1959 ) المقترفة من طرف ميليشيات حزب الاستقلال وقادته علال الفاسي ومهدي بن بركة و استكمالا بعملية الماروك النافع وغير النافع , التهميش والاقصاء والاضطهاد . وطنية السلطة الكولونيالية التابعة لمركزها العرقي والمغذية لثقافة الكراهية والتمييز العنصري وتخوين الاهالي والتي اصبحت ثقافة سوقية ترددها الحثالة لتبرير فشلهم في كل الميادين حتى ولو كانت مقابلة في كرة القدم , في حالة الانهزام يتهم اللاعب الامازيغي ( خصوصا الريفي ) بانه عديم الوطنية وبسببه انهزم الفريق ( نموذج المدرب الهاوي المدعو الطوسي ) , ثقافة سوقية سائدة في المجتمع , هذه هي وطنيتهم الاستطانية الشوفينية والعنصرية , الرافضة للاجناس والثقافات الاخرى .
خلافا للمفهوم الشوفيني للوطنية , هناك وطنية ايمازيغن الدينامية و المتجذرة في سيرورة التاريخ , المرتبطة بالوطن المحدد جغرافيا والمهتمة بقضاياه المصيرية وبحوزة ترابه , لانها وطنية شعبية بمبادئها الاساسية في النضال ضد كل الاشكال الاستعمارية والاضطهادية والاستغلالية وهي اكثر تضامنا مع امم الاوطان الاخرى واحتراما لثقافاتهم والصداقة مع كافة الشعوب من اجل الاخاء والسلم العالمي , وكما عبر عن ذلك محمد ع. الكريم الخطابي ّ اذا كانت لنا غاية في هذه الدنيا, فهي ان يعيش كافة البشر, كيفما كانت عقائدهم واديانهم واجناسهم , في سلام واخوة ّ
صناع الوطنية في كل العصور هم الوطنيين الفعليين بناة الوطن في سيرورته التاريخية وبعلاقاته الاجتماعية والثقافية والسياسية عبر الوجود المستقل في جغرافية محددة مع احترام الامم الاوطان المختلفة .
الوطنية الاستطانية العنصرية والمضطهدة للاخر لا يمكن ان تكون الا تعبير ايديولوجي للشوفينية الفاشية الحاملة لمشروع استمرارية التبعية للمركز العرقي ( وطنية الوطن العرقي ) وبالتالي استمرارية المشروع الاستعماري العروبي .



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤدلج الشوفيني والتزييف المفاهيمي
- الجزار عقبة وشرعنة القتل والاحتلال
- مشكل الصحراء المروكية
- الحنين للفاشية والتمييز العنصري للنظام البائد
- حسن الكتاني يحرض على قتل المثقف الامازيغي احمد عصيد
- الاستبداد الديني , اسلم تسلم
- انتفاضة الربيع الامازيغي الشرارة الدائمة
- من المسؤول عن اضطهاد الاقباط في بلدهم
- الريسوني وبو علي بين الجمود العقائدي والتفوق العرقي (2 )
- الريسوني وابو علي بين الجمود العقائدي والتفوق العرقي
- الذئاب لا تروض
- لماذا نرفض التدخل الامبريالي الفرنسي في ازواد
- الامبريالية الفرنسية والعداء التاريخي للامازيغ
- اللغة الامازيغية ليست محور الصراع
- مافيا نهب ثروات الشعب الامازيغي
- الايديولوجية الاسلامية بين الارهاب واللامساواة ( 2 )
- الايديولوجية الاسلامية بين الارهاب واللامساواة
- الاختطاف , الاغتصاب والاسلمة
- الامازيغية والنضال الامازيغي التحرري
- القداسة والاستبداد , شرعية البقاء


المزيد.....




- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...
- تحقيق لأسوشيتد برس: حملة قمع إسرائيلية ضد الفلسطينيين المقيم ...
- خبير فرنسي: هذه هي الإدارة الأكثر معاداة للفلسطينيين في التا ...
- واشنطن بوست: معاد للإسلام يعود للبيت الأبيض
- ثورة طبية.. الذكاء الاصطناعي يضمن الجراحة في 10 ثوان


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - الوطنية من منظور استطاني