أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - عرائض مليونية في لبنان














المزيد.....

عرائض مليونية في لبنان


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ثلاث عرائض مليونية في لبنان . الأولى ينظمها تيار المستقبل تحت شعار ، "بيكفي حروب" ؛ الثانية لهيئة التنسيق النقابية دعما لسلسلة الرواتب ، والثالثة تنظمها إذاعة صوت لبنان الحر دعما للجيش . ومن المحتمل تنظيم رابعة دعما للمقاومة .
الشعب اللبناني سيكون مشغولا بحملات التوقيع في الأسابيع ، وربما الأشهر ، المقبلة . الحملات كلها مرشحة للنجاح ، لأن كلا منها تستطيع نظريا بلوغ الرقم الذي تنشد الوصول إليه ، ولأن نسبة كبيرة من المواطنين قد توقع على العرائض الثلاث ، فيما الرابعة المفترضة التي قد تكون مليونية هي الأخرى ، لن تجد الحجم ذاته من الانتشار في كل المناطق وبين كل الطوائف.
بوعزيزي دشن الربيع العربي فألهم شعوبا ، وربما تكون المليونية المصرية قد ألهمت المليونيات اللبنانية ، لكن عنصرا جوهريا يبطل هذه الفكرة من أساسها في الوضع اللبناني ، وهو أن المليونية المصرية حاولت جمع تواقيع شعبية في مواجهة سلطة عدت مستبدة ، وكان ذلك مصدر قوتها وجماهيريتها وانفتاح المليون الأول على ملايين أخرى وقّعت بالنزول المباشر إلى الساحات والميادين في سائر المدن المصرية ضد السلطة التي اغتصبها الإخوان لا ضد الاخوان .
بيد أن المليونيات اللبنانية تقف في مواجهة بعضها بعضا ، وكأنها تمرين على الحشد تحضيرا لحرب أهلية لا درءا لها ، وذلك بالرغم من المنسوب الرفيع من المشروعية التي تنطوي عليها كل عريضة.
مع أن العريضة الأولى تدعو إلى نبذ العنف ووقف الحروب الأهلية الممتدة في لبنان ، وهو شعار صحيح ومطلب محق يفترض أن يجمع عليه كل من يقع خارج دائرة الصراع الدائر ، غير أنها تبدو موجهة ضد خصم مضمر هو المقصود بأنه ينافس في استخدامه السلاح ويتوسل العنف لتحقيق برنامجه السياسي ، ونعني به حزب الله .
العريضة الثانية ذات مضمون اجتماعي لكن هيئة التنسيق النقابية التي تدافع عن حقوق الموظفين وذوي الدخل المحدود لم تكن محصنة بما فيه الكفاية ضد مرض الانقسام اللبناني ، ما جعل مطالبها المحقة تسقط في طاحونة الفرز العامودي بين معسكري آذار. حصل ذلك بمكيدة دبرتها بعض أطراف السلطة ضد بعضها الآخر لتنآى بنفسها عن الأزمة ، فوضعت الهيئات الاقتصادية في مواجهة النقابيين في حين أن النظام السياسي الميليشيوي هو المسؤول عن كل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية والاخلاقية ، الخ التي تعصف بالبلاد. وما زاد في طين المطالب النقابية بلة هو منسوب عال من التشوش في طريقة تناول الوضع الاقتصادي والمالي للدولة ، ولا سيما أن هذا الشأن غريب على العقل الميليشيوي الحاكم ، الذي بدا تحليله في واد وتحليل الهيئات الاقتصادية في واد آخر.هذا فضلا عن أن المنهج اليساروي الذي جمع حوله جمهورا من كل المناطق ومن كل الطوائف في مواجهة "الرأسمال المتوحش " بدا عقيما ، أو على الأقل أثبت الرأسمال أنه أكثر مهارة منه في إدارة هذه اللعبة التي باتت مكشوفة ، وبالتالي أكثر قدرة على استرداد أية زيادة وعلى سحبها قبل وصولها إلى جيوب أصحابها، ثم على إعادة اللعبة إلى نقطة الصفر .
المليونية الثالثة تطالب بدعم الجيش ، وهو مطلب يفترض أن يجمع عليه الشعب اللبناني. غير أن طاحونة الصراع ذاتها اقحمت المؤسسة العسكرية التي تحظى بإجماع شعبي ، في سياسة لا تبدو موضع إجماع . وبذلك يمكن أن يوقع على هذه العريضة من لا يرتضي أن يكون لمؤسسة الجيش شريك في حفظ الأمن ، ومن يأمل أن يكون الجيش الأداة الوحيدة لحماية السيادة الوطنية ، ومن يريد من المؤسسة أن تحزم أمرها ضد كل من يحمل السلاح خلافا للقانون ، وخصوصا سلاح حزب الله . في المقابل يبدو أن حزب الله راض عن مستوى التنسيق الذي يقيمه مع قيادة الجيش ، وبالتالي فقد يوقع على العريضة أنصار المقاومة وخصومها في آن واحد ، فيختلط الحابل بالنابل ويضاف إلى خلط السلطة بالمعارضة خلط آخر بين مفاهيم متناقضة عن الدولة والسيادة جسدها شعار بالغ الالتباس أقرته الحكومات في بياناتها الوزارية ، يتحدث عن ثالوث لا أساس له في بناء الدولة الحديثة ، عنينا به شعار : الشعب والجيش والمقاومة .
وجه الالتباس الأول في هذا الشعار يتمثل في اختيار الثالوث الذي يدمر الدولة ويضرب عرض الحائط المصطلحات العلمية والعملية التي قام عليها ثالوث الدولة الحديثة : الأرض والشعب وسيادة القانون ، على الحدود وداخل الحدود. أما الوجه الثاني فهو تحويل الجيش إلى ركن من أركان الدولة ، بدل أن يكون مؤسسة من مؤسساتها أو جهازا من أجهزتها .
يضاف التباس رابع يتعلق بهوية الداعمين ، فقد بدا من لائحة الموقعين الأول أن غلبة مسيحية وقواتية بالتحديد تطغى عليها ، ما يذكر بالحشد الانقسامي الذي حصل تحضيرا للحرب الأهلية عام 1975 يوم انتظمت مظاهرات دعما للجيش في المناطق المسيحية وأخرى ضدها في المناطق الاسلامية .
أما المليونية الرابعة المفترضة فهي تجسد الانقسام العامودي بعينه بين أنصار المقاومة وخصوم حزب الله ، وبين أنصار الدولة وخصومهم من الميليشيات الحاكمة .
هذه العرائض ، على أهمية ما تطرحه ، تجري فرزا يلائم منطق الانقسام والتحضير للحرب الأهلية . وبالتالي فإن البديل عنها هو عريضة تنتصر لقيام الدولة ، و تستبعد عنها كل الصفات والنعوت المتداولة ، (مثل القوية و العادلة ) وتركز على أن البديل عن دولة الميليشيات هو دولة القانون والمؤسسات والفصل بين السلطات.
إما أن يمتنع أهل السلطة الميليشيوية الذين يدمرون المؤسسات ومعهم حلفاؤهم تجار المذهبية والطائفية ،عن التوقيع فيفضحون أنفسهم ، أو يذهبون مرغمين إلى التوقيع فتلاحقهم تحركات شعبية أخرى ضاغطة تحت الشعار ذاته : في سبيل قيام دولة القانون والمؤسسات والفصل بين السلطات.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 8 آذار : دروس أسيريّة بالمقلوب
- خطيئة عقاب صقر
- عاشوراء طقوس أم سياسة؟
- تعديل على الاستقلال المقبل
- صور الحسين والشيعية السياسية
- من هو اليساري؟
- خطب للتهدئة أم للتصعيد
- الإرشاد الرسولي والاستبداد
- فرنجية هو هو ... - لو حكم بلد-
- جنبلاط - الحريري
- من قتل وسام الحسن؟
- خطاب الانتهاكات
- أيهما المقدس ، الدين أم رجال الدين؟
- سرقة الأكثرية
- حالة الويكيلكسيين بالويل
- العونية ظاهرة أم طفرة
- المقاومة والشيوعيون
- الصدر والصدريون
- بشير الجميل والبشيريون
- البيئة الخاطفة


المزيد.....




- ما ردود فعل دول أوروبا على إعلان ترامب رسوم -يوم التحرير-؟
- الحرية الأكاديمية في خطر: قرارات ترامب تهدد تمويل الجامعات ا ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مطارين عسكريين في سوريا
- وزير الدفاع الإسرائيلي: العملية العسكرية في غزة تتوسع لاستيل ...
- قائمة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الدول العربية.. ...
- الرسوم الجمركية..قواعد ترامب ترعب أوروبا
- ترامب يلاحظ -تعاونا جيدا- من قبل روسيا وأوكرانيا بشأن السلام ...
- -ديلي إكسبريس- نقلا عن مصدر مقرب من إدارة ترامب: إيران قد ت ...
- الخارجية السورية: تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة ا ...
- وزير الخارجية الفرنسي يحذر من صدام عسكري مع طهران إذا انهارت ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - عرائض مليونية في لبنان