أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جلال - السبيل الى الخروج من فم الثعبان














المزيد.....

السبيل الى الخروج من فم الثعبان


محمد جلال

الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 21:58
المحور: الادب والفن
    


ما أتعس حالنا حين تكون حياتنا قائمة على الإستكانة والإتكال، وما أمر طعم الحياة حين نظل عن طيب خاطر في فم الثعبان ! وهل لنا من خروج ؟ والى أين الخروج ؟ .
قد نصير يوما ما بشرا، ونأخذ السيوف ونشعل النار في فم الثعبان، ونخرج من جوفه الى عالم النور، لكن هل ترانا نستطيع احتواء النور مثلما ابتلعنا الثعبان؟ وهل ترانا نقوى على البقاء في النور زمنا يسيرا؟ . هنا حيث أنا في هذا الظلام الحالك، في بطن الثعبان حاربت على كل الجبهات لكن يبدوا أن صلابة أمعاء الثعبان كانت أقوى من حد سيفي، ومع ذلك لم أستسلم بعد ، فما يبقي الأمل حيا في أعماقي هو أني أنتظر... أنتظر أن يهرم الثعبان ولابد له من الهرم، أنئذ قد يصير سيفي أقوى من أمعائه ، وقد يتحقق لي النصر فأتحرر من الأغلال، وأشوي لحم الثعبان وأقدمها طعاما للبشر والشياطين إحتفالا بالإنتصار، لكن لما أراك حزينة يا سيدتى وقد كنت لي بلسما في كل المعارك التي انهزمت فيها ؟ لما فارقت الإبتسامة ثغرك الجميل ؟ لا تأسفي سيدتي أعدك أن نخرج من فم الثعبان الى عالم النور، حين ذاك سأشيد بيتا فوق الثلة المقدسة لنحيا فيه معا، وسأجعل نوافذ بيتنا الصغير تنفتح على حقل شقائق النعمان، حيث تشدو تلك العصافير بنشيد الحرية، لا تأسفي يا صغيرتي أعدك أن نخرج يوما من هذه القذارة، فليس قدرنا أن نعيش في أعماق القذارة، لكنهم تراهنوا على أن يجعلونا هنا، رهان آثم لكنه حتما سينتهي حين ننتصر على الثعبان، أنت النصير والمعين والرفيق يا سيدتي لذا احملي قليلا من أعبائي كي أسن سيفي من جديد، أسن السيف وأقدم الهدية... هدية الإنتصار الى هؤلاء البؤساء أمثالنا، والآن يا أصدقائي البؤساء تخيروا ما شئتم فإننا خارجون وعلى الثعبان منتصرون، ولندع الأفاعي تخوض وتلعب في سكرتها وإنا خارجون، وفي ساحة النصر مجتمعون، موعدنا هناك يا أصدقائي البؤساء، هناك في قمة جبل الإغتراب حيث سنعلن عهدنا الجديد، هناك حيث لا تعابين ، لا فئران، لا مصائد، لا سجون...هناك حيث تمتزج سنفونية الحياة والموت برائحة التراب، هناك حيث خبأنا أحلامنا، لا تأسوا يا أصدقائي فإني أحمل لكم بشرى النهاية...وبشرى البداية، أمعاء الثعبان امتلأت أكثر مما يطيق وستنفجر لا محاله، وتبدأ مسيرة الإنطلاق نحو المحرقة، وبعد ذاك هنيئا لكم بالبداية المنشودة، لكن يا أصدقائي لا تطلبون مني البقاء معكم بعد الخروج ، فإن لي أبناءا صغارا في المنفى، سأبحث عنهم ، علي بعهدي بهم صامدون في وجه الرصاص ، هناك سأشيد لهم وطنا وأقبل من بقي منهم حيا وأعود...أعدكم أن أعود فلي بجوار أحلامكم أحلاما ، ولي في الأرض المقدسة حقلا صغير سأشيد فيه بيتا أعيش فيه مع زوجتي وبعضا من أطفال زمن الحجارة وغصون الزيتون، وسأقول لهؤلاء الأطفال انثروا رماد الثعبان فوق الصخور لكي تربو بالربيع والزهور ، سأجلب الأطفال من تحت قسوة البرد وأشعل المدافئ في كل مكان ،سأروي لهم قصصا عن زمن الإنبعاث، ومن الخليج الى المحيط سنصير شعبا واحدا بلغة واحدة ، سنعلم أبناءنا العروبة ونحكي لهم قصصا عن معناة سيزيف وكيف خلصته المطرقة من الآلام الأبدية ، سنعلم أبناءنا كل اللغات إلا لغة الصمت ، سنجعل نوافذ بيوتنا من زجاج لكي ينبعث النور دائما ، في النهار يدخل ضوء شعاع الشمس ، وفي الليل يخرج شعاع ضوء المصباح ، ومن المحيط الى الخليج سنشيد بيوتا ، فننام ليلة في العراق ونقضي نهارا في الكويت، وأسبوعا في الأردن وأسبوعين في لبنان، ونقيم سنة في سوريا وعامين في فلسطين، ونتجه الى مصر فنصطاد سمكا من النيل ، ونأتي الى ليبيا لنشيد تمثالا لعمر المختار ، ونسمع أشعارا في تونس الخضراء، ونعزف سنفونية اللقاء في المغرب ، ولا تحملوا معكم يا أصدقائي متاعا فهناك متاعنا ولا جواز سفر لأن بلاد العرب أوطاننا ، بل احملوا فقط باقة ورد وقلم ، وإن استشهدت يا أصدقائي في العشرين أو الثلاثين ، فلا تتوقفوا عن المسير حتى تصلوا الى عالم النور، أوصيكم فقط أن تجعلوا على قبري باقة ورد.



#محمد_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمعات العربية المعاصرة بين إشكالية الإستلاب وأزمة الإغتر ...
- انا وانت والمساء


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جلال - السبيل الى الخروج من فم الثعبان