|
معلَّقةُ نون
نمر سعدي
الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 14:46
المحور:
الادب والفن
معلَّقةُ نون
نمر سعدي
شكراً لكِ يا نون.. أيتها القصيدةُ المتوحِّشة.. نجحتُ أن أكتبكِ أخيراً.. ألف شكر يا أبولو ألف شكر.. أبوسُ ترابَ أولمبَ الطهور.
شفَّافةٌ كخرافةٍ.. بيضاءُ أسطوريَّةٌ ومصابةٌ بالريحِ أو مطرِ الجمالِ الصاعقِ الهدَّارِ يرجمُ وردَ هذا القلبِ وهو يهبُّ من أقصى شغافِ الغارِ لم أفهم حوافيها المعذَّبةَ التلفُّتِ لم أدُرْ إلَّا على نفسي أقولُ جميلةٌ فتقولُ إنَّ جمالها مرضٌ وراثيٌّ يؤثِّثُ قلبَها ودماءَها بالزعفرانِ وحزنهِ وهيَ التي لا تعشقُ الأمراضَ تهمسُ لي وتشكرني... أقولُ إذن مفكِّرةٌ... أنا اللا شيء عاريةٌ من الأصدافِ والرؤيا أنا أنثى الندى والياسمينَ أنا دمشقُ تقولُ طعمُ التينِ في جلدي وفي كلتا يديَّ يذوبُ عشتاري تعرَّتْ من كلامِ المنطقِ المأهولِ بالأوتارِ أو من رغوةِ الأديانِ لا أهوى مطارحةَ المديحِ ولا أجيدُ البوحَ ماءُ القبَّراتِ على شفاهي تاهَ لونُ البحرِ مسَّدني وعذَّبَ مقلتيَّ ولم يحرِّرْني من الأسماءِ... أكرهُ فيكَ شِعرَ الثرثراتِ تقولُ.. ثمَّ تضيفُ غُصْ حتى الثمالةِ أو عماءِ الكونِ يُعجبني كلامُكِ واليمامُ الليلكيُّ المدلهمُّ على أعالي صَدركِ القُزَحيِّ... سمَّتني الغريبُ.. ولا تُجيدُ صداقةَ الغرباءِ قلتُ تكلَّمي عن أيِّ شيءٍ.. أيِّ شيءٍ دونَ أن تتحرَّجي مني ولكن دونَ شتمٍ واضحٍ أو جارحٍ... هل أنتِ جسمُ قصيدةٍ وحشيَّةٍ أنا روحُها؟ لا تتركيني في المساءِ وفي الضحى وحدي.. أقولُ فلا تُجيبُ سوى بليسَ الآنَ.. ليسَ الآنَ هل حوريَّةٌ تنسلُّ من زبدِ الضلوعِ أو البحيرةِ أنتِ؟ لا أدري تقولُ وتحتفي كفراشةٍ بفمي ستقتلني بكُحلِ النارِ.. أهجسُ ثُمَّ تسألني.. أتهذي بالجمال؟ وما المهمُّ بقلبكَ المخلوقِ من دمعِ العذارى في الجمالِ؟ وما الأهمُّ؟ وتقتفي شبقي بضحكتها ستقتلُني بمجَّانيَّةِ الرؤيا أو الأوهامِ أو عبثيَّةِ الأفكارِ أو بجنونها... وتضيفُ لولا القبحُ ما كانَ الجمالُ المحضُ.. تُفحمُني غرابةُ شِعرِها الأعمى وتهزمني أُحبُّكِ... لستُ أجرؤُ أن أقولَ لها أحبُّكِ.. أو صباحُ الخيرِ.. كيفَ الوضعُ عندكِ؟ مستقرٌّ... ربَّما ما زلتُ من شغَفي على قيدِ الحياةِ أو التأمُّلِ في الهشاشةِ... آهِ.. لا تُرهق دمي بالثرثراتِ فإنَّني صدَّقتُ أني لم أمُتْ... هل هذهِ أضغاثُ أحلامٍ وفلسفةٍ محرَّمةٍ...؟ أم اليأسُ المفخَّخُ بالمرايا أو شظايا الحبِّ؟ أم هيَ خفَّةُ الدمِ فيكِ؟ أم ماذا؟ ... أُحبُّكِ.. فارحميني من جمالكِ أو ظلالكِ فوقَ عرَّابِ الندى المجهولِ يذرعُ وحدَهُ الصحراءَ يطوي شمسَهُ الرمليَّةَ الجرداءَ طيَّ القلبِ... أهوى الصمتَ يا هذا المدَجَّجَ بانتصارِ الأقحوانِ على القذائفِ والمسيَّجَ بالمجازِ... خذي إذن صمتي إليكِ خذي ندى صوتي وأجنحتي/ خذي موتي / خذي ما يتركُ اللبلابُ من وقتي خذي ما تحملُ الأنهارُ من سَمْتي سأهدأُ مثلما ينصاعُ ذئبٌ للأنوثةِ ثمَّ أصمتُ في جوارِ حليبكِ الوحشيِّ... لا إشكالَ في هذا تقولُ كقطَّةٍ عمياءَ تخمشُ فُلَّ أعضائي ولا تتأسَّفُ انتبهي فتبَّاً للنهارِ الزِفْتِ تبَّاً لي وتبَّاً لاخضرارِ الصَمتِ في عينيكِ.. لا تتمرَّدي أبداً على كفَّيكِ أو تثقي بما للخمرِ في شفتيكِ من عربيَّتي الفصحى تجاهَلْ كلَّ تحريضٍ على فعلِ الكتابةِ والمحبَّةِ وانتبهْ لخطاكَ في حقلٍ من الأوهامِ... كيفَ تفلسفينَ الماءَ؟ كيفَ تفكِّرينَ..؟ وكيفَ تنشَقِّينَ من غيمِ الفراشةِ؟ كيفَ حالُكِ؟ كلُّهُ عدَمٌ... يُطوِّقُ سوسني ندَمٌ أكادُ أجنُّ منكِ أنا ومن أسرارِ طينتكِ التي استعصَتْ على قلبي وماءِ الشهوةِ البيضاءِ في جَسَدي معذَّبةٌ وشاعرةٌ وحالمةٌ وقابضةٌ على ما أوَّلَ التفَّاحُ في فمها من النيرانِ منتصفُ الطريقِ إلى مجرَّاتِ الحنينِ أو البروقِ بنفسجُ الرغباتِ/ شمسُ الأرجوانِ الرطبِ عطرُ القهوةِ المسكيُّ رائحةُ القرنفلِ في الأزقَّةِ واجتراحُ الياسمينةِ رفرفاتُ الظلِّ فوقَ الأقحوانةِ رغوةُ النارنجِ / روحُ الطَلِّ أسماكُ الغوايةِ / أضلعي الملغاةُ / أوجاعُ التأمُّلِ خيطُ هاويتي / وأنهارُ التبتُّلِ / لوعةُ الليمونِ / أطيارُ التحوُّلِ بدءُ خاتمتي وخاتمةُ البدايةِ تقتفي أثرَ الطيورِ بأنفها الأقنى ولا تنحَلُّ في المعنى دعْ الأشياءَ تزهرُ في رمادكَ أيُّها الكليُّ والمنفيُّ والمنسيُّ خُذْ من كاحلِ العنقاءِ ذرَّتكَ الأخيرةَ كي تُزاوجَ بينها وثرى بلادكَ صدَّعتني حينَ قلتُ لها أحبُّكِ ثمَّ قالتْ لي لماذا صدَّعَ الصَوَّانُ قلبَكَ في المراثي كلِّها؟ من أنتِ؟ أغنيةُ السرابِ وظلُّهُ العالي.. مزاميرُ الهباءِ.. تقولُ هل ضدَّانِ نحنُ يتمِّمانِ رؤى الطريقِ إلى إيثاكا فيكِ يا نونَ الجنونِ..؟ أقولُ طاغيةُ النساءِ جميعهنَّ أنا تقولُ سُدىً أُمشِّطُ بحرَها الغيميَّ بالعينينِ إذ تتسلَّقانِ معارجَ البلَّورِ... ها نحنُ اتَّفقنا بيننا لا بأسَ طاغيةٌ وعبدٌ نحنُ أو ضدَّانِ في المعنى وفي ذَهبِ الإشارةِ في رميمِ الفضَّةِ العمياءِ في أحجارِ آنيةِ المجازِ فكيفَ يلتقيانِ؟ يا بنتَ المحارِ الحيِّ والحوريَّةِ العذراءِ كيفَ ورثتِ عن هيلينَ مخملَها / أناملَها / جدائلَها استدارةَ خصرها الدريِّ ناياتِ اسمِها العلويِّ خمرتَها / وسرَّتها / خميلَتَها / وبسمتَها / انتباهتَها / ولعنتَها / وقسوتَها ؟ ولم أرثْ انحسارَ الضوءِ عن رجليكِ أو جوعَ الإباحيِّينَ أو عرسَ انهمارِ أصابعِ الصبَّارِ كالأزهارِ من كلِّ الأساطيرِ الجديدةِ والقديمةِ لم أرِثْ يا نونُ إلَّا لوعةً من قاسيونَ وما اشتهى باريسُ حينَ أزاحَ عن آلاءِ صدركِ غيمةً بحريَّةً عطشى... وإلَّا كعبَ آخيلَ المخرَّمَ بالغوايةِ والعذابِ تقولُ لا أحدٌ أنا وخميرتي لا شيءَ أقمارُ الطفولةِ في ثيابي فانتبهْ لحفيفِ قلبكَ واشتبهْ بشذى رضابي واثقٌ أنا يا زليخةَ بي وبالأنثى التي قدَّتكِ من شجَرٍ خريفيٍّ فقُدِّيني إلى نهرينِ... قُدِّي لي قميصي مرَّةً أو مرَّتينِ وراءَ صَهْدِ عبيركِ المنخوبِ بالشهقاتِ من قُبُلٍ ومن دُبُرٍ وقولي هيتَ لكْ. ********** شاعر فلسطيني من الجليل
#نمر_سعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصائد عطشى لرذاذِ الشمس
-
مدائح لمائيَّةِ ميم
-
قصائد تُزهرُ في الظهيرة
-
نهرٌ تعرَّى من الماءِ
-
مثلَ عشبٍ عاشقٍ
-
ما حاجتي للأسئلة؟
-
القصيدة بيضاء
-
قصائد مختارة2013
-
هل هنالكَ من يحتفي بالألمْ
-
أزهارٌ من سدومْ
-
سآوي إلى نخلها
-
تمنَّيتُ لو كنتُ ظلَّاً لشمسكِ
-
شكراً للأمل
-
هل حياتي حقيقيَّةٌ ؟
-
قصيدةٌ إلى عبَّاد الشمس
-
شاعرٌ يُشبهُ الشنفرى
-
يعدو دمي خلفَ عطرِ القرنفلِ
-
لن أُصدِّقَ إلاَّ دمي
-
عانقيني لكي يسكنَ الذئبُ فيَّ
-
طوَّقتُ القصيدةَ بالضباب
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|