لماذا الانقسام الإقليمي والدولي حول سوريا؟

وحيد انعام الكاكائي
باحث في العلاقات الدولية
()

الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان المتتبع للمشهد السوري يرى تأجيل حسم الصراع فيها خلافاً لما جرى في ليبيا ، حيث ان الصراع العسكري الدولي قلب الموازين لصالح القوى المناهضة لنظام القذافي.
والسبب يعود في ذلك إلى الموقع الجيوستراتيجي لسوريا والتي تقع في منطقة تقاطع مصالح الدول الكبرى روسيا والصين من جهة وأمريكا من جهة أخرى ، فروسيا والصين إلى جانب قوى إقليمية مثل ايران ، بل وحتى قوى صغيرة لكنها مؤثرة في تغيير موازين القوى ، مثل حزب الله اللبناني ، تحاول جاهدتاً ان تبقى سوريا موحدة بقيادة الأسد . على عكس الجبهة المناوئة لنظام الأسد وتتمثل بأمريكا وبريطانيا ودول إقليمية مثل قطر والسعودية.
فروسيا لها مصالح عسكرية وسياسية في سوريا ، فبالنسبة للمصالح العسكرية حيث تشير المصادر الغربية ان صفقات الأسلحة بين الطرفين وصلت إلى مليارات الدولارات . إضافة إلى موقع ميناء طرطوس لما لها من أهمية في الاستراتيجية الروسية في توفير مواقع متقدمة في منطقة الشرق الأوسط وبالتالي الوصول إلى المياه الدافئة والتي تعد احدى سمات الحركة الاستراتيجية الروسية منذ عقود . أما على الصعيد السياسي حيث تعد سوريا اخر حلقة من سلسلة بقايا تحالفات الاتحاد السوفيتي السابق والذي يزيد من قوة روسيا في المنطقة.
أما على المستوى الإقليمي فسوريا حليفة لإيران ، والأخيرة تعد نظام الأسد نوعاً من المنطقة العازلة بين طهران وتل أبيب . إضافة إلى بروز ايران كلاعب قوى في الخريطة السياسية للشرق الأوسط ، حيث تستطيع الأخيرة ومن خلال سوريا ان تمتد جغرافيا في منطقة الشرق الأوسط ضد أي محاولة خارجية تهدد الأمن القومي الإيراني من ناحية ، وتسهيل وصول الإمدادات اللوجستية الإيرانية إلى حزب الله اللبناني .
أما أمريكا فتريد من إسقاط نظام بشار الأسد توجيه ضربة لإيران التي تعد حليف استراتيجي لها ، وكذلك لحزب الله اللبناني . حيث ادركت الأخيرة مدى خطورة اللعبة فدخلت الصراع من بابها الواسع حينما خاضت معركة القصير مع قوات النظام ضد قوات المعارضة ، حيث كانت المعركة بمثابة نقطة تحول في الصراع السوري لما لهذه المنطقة من أهمية جيوسترتيجية لسوريا ولبنان.
لهذا تكالبت كل القوى الطامعة الدولية والاقليمية بمالها وسلاحها في سورية من اجل المحافظة على مصالحا وتحقيق اهدافها ان بقى النظام دون تغيير، وتقسيم نفوذها لو حدث العكس.

#وحيد_انعام_الكاكائي (هاشتاغ)       #          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات