أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - وزارة النساء؟














المزيد.....

وزارة النساء؟


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 02:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أحملق فى الصورة، أين الوجوه المشرقة التى رأيتها تمتد إلى خط الأفق من أسوان إلى الإسكندرية؟ والعيون التى تشع بريقا يخطف البصر؟ والأصوات التى ترن فى الجو كالموسيقى؟ الحرية، العدالة، الكرامة، المساواة، الجمال، الحب، الإبداع ؟

أتأمل الوجوه فى الصورة، لماذا تغضنت البشرة وتهدلت عضلات الوجه؟ لماذا أصبحت العيون مطفأة تميل للصفرة تعلوها تكشيرة؟

لماذا لا أرى ابتسامة واحدة؟ لماذا أصبح الجميع من الجنس الأعلى الواحد، وعمرهم يكاد يكون واحدا، لا يمت بصلة إلى نضارة الثورة وحماستها وإشراقتها وبساطتها وتلقائيتها؟

أين الشباب فى العشرين والثلاثين والأربعين بل والخمسين الذين صنعوا الثورة منذ عامين حتى اليوم؟

وتبحث عيناى عن الجنس الآخر المغضوب عليه دنيا وآخرة منذ حواء الآثمة؟ أخيرا وبعد إرهاق البصر أعثر على ثلاثة رؤوس لا تكاد ترى فى الصف الأخير، تطل رؤوسهن بمشقة من وراء الرؤوس الضخمة المربعة والأجساد الطويلة المستطيلة، يمددن أعناقهن بصعوبة لتطفو بالكاد فوق الماء، كالغارقات فى بحر من الذكور؟

لماذا يتبدد حلم الثورة بهذه السرعة فى كل مرة؟ لماذا يتكرر المشهد الحزين بهذا الإتقان منذ فبراير ٢٠١١ ويوليو ٢٠١٣؟ وما قبلهما وما بعدهما؟

خمسة وثلاثون رجلا وثلاث نساء أو أربع، كانت هناك وزيرة رابعة، ارتدت الزى الرسمى وكانت فى طريقها لأداء اليمين، حين دق جرس الإنذار، ذوو اللحى السوداء الطويلة المهيبة، انطلق شرر من عيون حمراء لا هم لها إلا التقاط الأنثى بالمنظار، وإن تنكرت فى البدلة الوزارية الرسمية.. صاحوا بذعر: وزارة النساء؟

المنظار فوق عيونهم له عدسة سحرية يرى المرأة الواحدة عشرة رجال، أصبحت الأربع نساء أربعين امرأة مقابل خمسة وثلاثين رجلا، ياللهول!! سوف تسقط السماء على الأرض وتقوم القيامة، سوف يزول النظام الذكورى الأبوى الذى هو نظام السماء منذ الأزل وإلى الأبد، وإن زال هذا النظام المقدس فكيف يطلق الرجل منهم زوجته حين يشاء دون سبب، أو لنزوة جنسية، فيفتح فمه قائلا: طالق ثلاث مرات، فتصبح زوجته فى الشارع مع أطفالها، وكيف يتزوج الرجل منهم أربع نساء حين يشاء لمجرد الشهوة أو الاستغلال أو مجرد الزهو بذكورته وأملاكه الحريم، وكيف يرفض الأب نسب أولاده إليه حين يشاء لمجرد الانتقام من زوجته أو طليقته.

وكيف يحق له أن يؤدب زوجاته بالضرب المبرح أو غير المؤدى إلى عاهة مستديمة، لمجرد أن يفرض عليهن طاعته العمياء، وإن زالت سلطة الرجل المطلقة هذه فكيف يكون رجلا؟ هل تنتهى الرجولة وتحكمنا النساء؟ أليس هذا هو نهاية العالم البشرى؟

الوزيرة التى تم استبعادها كانت ستتولى وزارة الثقافة، وهنا الخطورة فى نظر السلفيين، يعرفون أهمية وزارة الثقافة، يعرفون أن الثقافة تفتح عقول النساء على الحرية والعدالة والكرامة والفن والجمال والإبداع، وإذا انفتحت عقول النساء فسوف تنهار سلطة الرجل المطلقة المستبدة فى البيت والعائلة والدولة والعالم، المرأة فى نظرهم كائن معدوم الرأس والوجه (منتقبة) مملوكة للرجل ملكية خاصة دنيا وآخرة، وهو مملوك لنفسه يمتلك ما يشاء من النساء والماشية.

وزارة الثقافة والتعليم والإعلام فى نظر السلفيين أهم من وزارات الاقتصاد والمالية والخارجية، لأنها تتعلق بالعقل وفتحه أو غلقه، لكن الأحزاب الليبرالية والاشتراكية واليسارية تضع التعليم والثقافة والإعلام فى الصف الأخير مع المرأة. الحزب السلفى لا شك أكثر ذكاء من الأحزاب المدنية أو العلمانية أو العلمية أو ما يسمونها الديمقراطية.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب العدل عن مؤتمر العدل
- الثورة وبناء عقل مصر المبدع
- ثورة شعبية وليست انقلاباً
- ميزان العدالة يا أمى هل يعتدل؟
- تمرد النساء المصريات والشباب
- البنات والأبناء يقودون آباءهم وأجدادهم للتمرد
- الشرخ العميق فى الشخصية
- الإبداع والتمرد والأسئلة البديهية
- النخب المصرية وإجهاض الثورة
- الثورة والإبداع وحرية العقيدة
- ورقة وقلم أخطر من الطبنجة
- الإبداع والتمرد
- أصبح زوجها مؤدباً؟
- أجيال جديدة متمردة فى الأفق
- إباحة التبنى وانتصار العدل على الشرع
- عبقرية المصريين
- رحلة الصعود فوق الجبل
- العدالة تنتصر!
- الكلمة من أعماقك شعاع شمس
- الثورة ضد العادات والأعراف والتقاليد


المزيد.....




- المغرب.. شاب -يقتحم منزل- امرأة سبعينية ويغتصبها
- بايدن يعلق على محاولة امرأة -إغراق طفلة فلسطينية أميركية- في ...
- حضور المرأة في الطب
- بالفيديو.. قائدة طائرة هولندية تهبط بنجاح بعد أن انفتح الحجا ...
- تعاني منه النساء أكثر.. ماذا نعرف عن الألم العضلي الليفي؟
- بدون فوائد وبدون كفيل.. إيداع 12000 ريال في حسابك تمويل مركز ...
- -كأنهن في غرف النوم-..مصور يوثق جانبًا حميمًا داخل سجن للنسا ...
- أغنى امرأة في روسيا تتفق مع بوتين لبناء نظام بديل لسويفت
- تعنيف فتيات بدار للرعاية في العراق
- اتهام ممرضة أمريكية بحقن المرضى بماء الصنبور بدلا من المحالي ...


المزيد.....

- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - وزارة النساء؟