محمود جلبوط
الحوار المتمدن-العدد: 1191 - 2005 / 5 / 8 - 07:44
المحور:
الادب والفن
كانت تتمايل ألى جانبه الخيلاء , متأبطة ذراعه أثناء مسيرهما إحدى العصاري في يومي ربيعي في ظلال أشجار السنديان الممتدة
على طول الطريق الزراعي في الحقل الواقع على أطراف القرية التي يقطنان, حيث تعودا ككل ربيع و كل عصر أن يتناجيا
بمشاعر الحب الذي يربطهما مذ التقيا سوية على مقاعد الدراسة كطالبين في الشعبة الثالثة من اعدادية المتنبي....ألقت برأسها
على كتفه نشوى,و اقتربت بشفتيها من شحمة أذنه اليسرى, وبعد ان عضتها بالعناب همست له:(( سأبقى أحبك في كل يوم حبا
جديدا, وسأحاول أن ألبس لك في
كل ليلة جسد ألف أنثى وأنثى لأرضيك, وسأمنحك دوما الربيع الذي لا يعقبه صيف, وعندما نتزوج سألد لك إبنا جميلا مثلك, وجهه
يشبه وجهك, وأنفه كنعاني كأنفك, وجبينه عريض كجبينك الساحلي, وفي طرف شفتيه ابتسامة ساحرة بغموضها كابتسامتك التي
تختصر كل هنائي, وسأحبه كثيرا لأنني أحبك , ومن خلال حبي له سأحبك أكثر.))..يأتي الخريف, وينتهي ربيع آخر, ويبدأ ربيع على
صورة الطفل الذي لم يولد, و بعده ربيع آخر على جثث الأماني التي دفنها هنا, بالضبط في ظلال هذي السنديانة, ويتلاشى ربيع آخر
على الدور الذي أجادت, وتركته وحيدا كإحدى شخصيات مسرحية قد استغرقت سنوات في عرضها...
#محمود_جلبوط (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟