أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان ابراهيم - الفكر الحزبوي واستباحة مفاهيمه للفكر الكوردي














المزيد.....

الفكر الحزبوي واستباحة مفاهيمه للفكر الكوردي


شفان ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4158 - 2013 / 7 / 19 - 17:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن حالة الاحتباس الفكري الذي أصاب الإنسان الكوردي, ما هي إلا نتيجة الفكر الحزبوي الضيق وحالة الاغتراب التي يعيشها الكوردي ( المثقف, الأكاديمي, الجامعي, القارئ الجيد,...ألخ) بسبب الأفكار الحزبوية والحالة الغائبة للعمل المؤسساتي والضرورة الملحة والماسة إلى إطار فكري جامع ومانع يلم شمل شتات الكورد وضياعهم على أرضهم, علماً أن اخطر أنواع الكتابة هي الكتابة في الشأن الكوردي الخاص...
إن التركيز دوماً على تصدير المنتوج الفكري الحزبوي الضيق, وإسقاطه على الشارع الكوردي بدلاً من مشاركة كافة الإطراف في معادلة واحدة, هي ما تؤدي إلى حالة الاشمئزاز الحاصل دوماً, والمعضلة تكمن في أن هذا الإسقاط لا يقتصر على المفاهيم البسيطة بل أنها تحاول جاهدة خلق سيستام خاص بها, وفرضه عبر رتم شمولي خاص بها من ثقافة وآلية عمل وتخبط حضاري مفروض على الشعب, والتي من نتائجها خلق حالة تدميرية واغترابية لنمط المعيشة الكوردية فكرياً وروحانيا ووجدانيا, مما يؤدي إلى تفاقم المعضلات الاجتماعية والحضارية وما ينتج عنها من تحطيم للقيم الإنسانية واستلاب فكري على مختلف الصعد سواء أكانت اقتصادية تقية, أو على صعيد الفكر والمفاهيم, أو على صعيد الحضارة والتنظيم الإداري, والصعيد السياسي, وهنا تبرز إشكالية العلاقة بين الأفراد المستقلين والنشطاء الشبابيين من جهة والأفراد ذو الفكر الحزبي الضيق من جهة أخرى, والتي توضح الخطورة من جهتين استيراد الفكر الحزبي الضيق المتمثل بشخصنة السياسي وتأليهه من جهة , ومن جهة أخرى عدم اخذ طبيعة ورأي وحالة الشارع الكوردي الفكرية والسياسية بالحسبان, وما مرد هذه العلاقة الجدلية ما بين الفكر الحزبي الضيق والحالة الكوردية الجمعية المتفقة على أن الأولوية للشارع الكوردي, إلا بسبب الاستطراد الحاصل من لدن "البعض" من السياسيين أو "البعض" من الأحزاب بالقوة الجماهيرية للشباب الكورد, وهذا السبب الجوهري هو الذي يكسب الغرض الفكري قسريا طابع الحشو والقهر والضغط ويمنح أبعاد اغترابية للعقل الكوردي, لذا والحالة كهذه فلا بد من طرح البديل القائم على التحليق الفكري للشارع الكوردي والمتمثل بضرورة فرض رؤاه ومبتغاة وفكره على الأحزاب الكوردية لا العكس, فأهمية الأحزاب إنما تتجلى ضرورة وجودها لخدمة الشعب والحق الكوردي لا العكس, وهنا تلعب حركة الثقافة دوراً ريادياً في عملية الضغط الشعبي على الحركة الكوردية وإجبار السياسي الكوردي على ضرورة تبعيته للشارع الكوردي لا العكس, وهذا بدوره يتطلب الاستمرار بالنقد البناء دون تجريح وفضح الأخطاء وخاصة المقصودة منها بما ينسجم ومقتضيات رفع درجة تلبية طموحات وطروحات الشارع الكوردي, واستغلال اللحظات الحاسمة من اجل استنباط مهمات النهوض والتحرر في روز افا
إن الحالة الحزبية الكوردية اليوم تجمع في علاقاتها وهرمها وتنظيماتها الحزبية بين آليات الأحزاب السوفيتية وسمات الشباب العصري والحديث مع عقليات حزبية متفتحة, مع ضغط الشارع الكوردي وان كانت الهيمنة حتى ألان هي للحالة الحزبوية الضيقة, وليست هيمنتها هذه مردها إلى الحالة المؤسساتية التي تعيشها إنما إلى رغبة الشارع الكوردي في تقديم الحركة الكوردية وليست الحالة الحزبية, إلا أن إصرار الحالة الحزبوية في فرض نفسها ستؤدي في نهاية المطاف إلى دفع الشارع الكوردي لإعادة أنتاج حالة كوردية سياسية خارج أطار العقلية التسلطية الحزبية المقصية للأخر, هذه الحزبوية التي تعمل على تجديد خلاياها دوما في نفس الإطار ونفس المسار وعلى نفس الرتم وبنفس المواصفات والتركيز على المظهر بدلاً من الجوهر والاستمرار في فرض حالة التبعة وضمير القطيع على كل من يتعامل معهم أو التهديد بالبقاء خراج دائرة الحياة السياسية الكوردية دون أي اهتمام بالطاقات الإنتاجية والباطنية للشاب الكوردي وهي تحول دون اكتمال البناء القومي الحديث
أما من ناحية الواقع الاجتماعي الكوردي اليوم فان عملية التحزب والحزبوية أصبحت من الأمور الغريبة والباهتة في الحالة السورية العائمة على بحر من الدماء, حيث تحولت أكثر مناطق سوريا تخلفا وأمية وجهلا بالسياسة والحضارة والثقافة إلى ساحة تصدر أعمال جمعية ومتوازنة, وتقسيم للعمل وتوزيع للعمل واتجاه واضح للعمل في حالة تعاكس واقع الكورد الذي يعاكس ماضي تلك الجماعات, أليس هناك هوة عميقة اليوم تفصل بين الشاعر الكوردي والحركة السياسية المتمثلة بالمجلس الكوردي, وهي الهوة التي حدثت نتيجة عدم تحقيق أية طموحات ورغبات وأهداف وأمال الشارع الكوري الذي علقها الشعب على المجلس.
أن النظام العالمي المعاصر فرض نوعاً خاصاً من التعامل السياسي لا يمكن تجاوزه, نظاماً قائماً على ضرورة وجود أحزاب قوية قادرة على تحريك الشارع, ووجود أحزاب تتمتع بثقل جماهيري قادرة على تغيير موازين القوى وفق معطيات وأدوات سياسية واضحة وآلية عمل شفافة, وميزانية تتيح لأنصار ومؤازري هذه الأحزاب القدرة على التحرك بأريحية كبيرا, علماً أن جميع الحكومات الديمقراطية الموجودة في شتى بلدان العالم ما هي إلا حكومات مستندة إلى مجموعة من الأحزاب تتوزع فيما بين أحزاب معارضة نالت نسبة من مقاعد البرلمان وأحزاب أخرى صغيرة لديها حصة صغيرة تناسب طرداً مع حجمها الصغير, وحزب أو أكثر نالوا الحصة الأكبر من مقاعد البرلمان بما يخولها من تشكيل حكومة ديمقراطية تشارك فيها الأغلبية أو تقف بعضها في موضع المعارضة دون المساس بها, وهذه الحالة الحزبية وبكل تأكيد لا تشابه الحالة الحزبية الكورية الضيقة التي حتى هذه اللحظة لم تستطع الخروج من النفق المظلم الذي وضعت نفسها فيه, ولم تستطع أن تتجاوز المربع الأول الذي وجدت نفسها فيه حيال الثورة السورية... فهل ستبقى هذه الحالة مستمرة, وهل ستبقى عقلية الأنا الملغية للأخر هي المسيطرة, أم ستكون الغلبة لنداء الشارع والواجب القومي



#شفان_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإجرائية في شرعنة القرار الكوردي
- في التعددية الثقافية الليبرالية


المزيد.....




- بعد جدل حول -اسلمي يا مصر-.. كريم الشناوي يصدر توضيحًا بشأن ...
- فوسفور إسرائيل يدمر الحياة جنوبي لبنان
- -إفريقيا قارة المستقبل- – غانا
- الدفاع الروسية: تحطم طائرة من طراز -تو 22إم3- في مقاطعة إيرك ...
- الإخبارية السورية: غارة إسرائيلية على مبنى البحوث العلمية ف ...
- صفارات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة
- رئيسا أركان الجيش الإسرائيلي و-الشاباك- يتوعدان من رفح بـ-تو ...
- مرشح ترمب لرئاسة هيئة أركان الجيش يتعهد أن يكون قائدا غير حز ...
- غارات أميركية تستهدف مواقع تابعة للحوثيين في الحديدة وصعدة
- الجيش الأميركي يعلن إرسال مزيد من العتاد الجوي إلى الشرق الأ ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان ابراهيم - الفكر الحزبوي واستباحة مفاهيمه للفكر الكوردي