أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - الاسلمة السياسية في العراق















المزيد.....

الاسلمة السياسية في العراق


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4158 - 2013 / 7 / 19 - 13:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعدد زوايا دراسة اوضاع العراق بعد الاحتلال الامريكي – البريطاني الخليجي مهمة لاستيضاح صورة ومستقبل التطورات فيه. فليس كافيا دراسة وتحليل اوضاعه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من مناهج بحث تاريخانية. قد تضيف دراسته من مناهج نفسية كثيرا وتوسع ربما من دائرة فك الالغاز، وتيسر وضع مهمات التغيير وإدراك التحديات ومواجهتها. وقراءة الرؤى المختلفة تفيد في تجميع ما يتفرق من تطورات متناقضة وصراعات متعددة ومساحات متصادمة في العراق بعد الاحتلال الغربي الخليجي لأكثر من عقد من الزمن.
جرائم الاحتلال ولدت حالات جديدة وتطورات متنوعة يتطلب قراءتها وتحليلها من اكثر من منهج ومنطلق وزاوية. ولعل كتاب الدكتور فارس كمال نظمي، الاسلمة السياسية في العراق، الصادر اواخر عام 2012 عن مؤسسات طباعية عراقية، مكتبة عدنان، ومركز المعلومات والبحث والتطوير وغيرها، يضيف الى ذلك ويوضح مراده ايضا. فهو مجموعة مقالات برؤية نفسية ومنهج علمي تبحث في سؤال جوهري ظل مواجها المؤلف والقراء وما يزال لفترة غير معلومة: أهو دين او تدين ام تديين؟ أهو اسلام ام تاسلم ام اسلمة؟ اهو دين ايديولوجي محدد العقائد والغايات في اذهان معتنقيه؟ ام هو صورة ادراكية سيكولوجية حمالة اوجه حد التشظي. ونحو كل وجه منها يتجه جمهور محروم ومتعصب ومتعطش لأي يقين يريحه من ازمته الهوياتية المتفاقمة في عصر عولمي؟. وأضاف المؤلف: العراق افتتح القرن الواحد والعشرين بتجربة الدين السياسي الحاكم. اذ سقط نظامه الاستبدادي السابق على يد حملة عسكرية غازية قادها جيش الولايات المتحدة الامريكية في نيسان 2003م. وانبثق بأثرها ما صار يعرف بنظام "الطائفية السياسية" القائم على اساس ديني بالدرجة الاولى وعرقي بالدرجة الثانية. اذ طفا المد الديني – السياسي. وأمسكت الاحزاب اللاهوتية بدفة السلطة في الجزء العربي من العراق- ظل اقليم كردستان محكوما بأحزاب قومية علمانية- وألحقت مصير البلاد والبشر بقوى ما وراء الطبيعة التي تدعي وصلا بها.
قراءة عناوين المقالات، فصول الكتاب، تلخص منهج وبحث مؤلفه وتعطي صورة عنه. فالعناوين تشي بنفسها وتقدم قراءتها وموقفها: سيكولوجية المنطقة الخضراء: تحليل لشخصية السياسي العراقي المعولم، النزعة العلمانية في الشخصية العراقية، العراق: المجتمع الرهينة، النزعة الماسوشية في العقلية العراقية، سيكولوجية العمامة واليشماغ، عصاب التفاوض السياسي، سيكولوجية مواكب السلطة في شوارع بغداد، ازمة الضمير المهني لدى الفرد العراقي، الفساد الاكاديمي في الجامعة العراقية، جدل الاهانة والكبرياء في الحياة العراقية، سيكولوجية قطع الكهرباء عن الروح العراقية، الهوية البغدادية .. ماذا تبقى منها؟ (...) تحليل الشخصية الشيعية العراقية: نحو التجديد الفكري واستعادة الجوهر العلوي، تأملات نفسية في الثورة المحمدية العلوية، تحليل الشخصية الشيوعية العراقية، الشيوعيون والصدريون وخيار الكتلة التاريخية، تحليل الشخصية المسيحية العراقية وملحقين: لماذا تسقط ثمار الثورات العربية المدنية في سلة الاسلام السياسي؟، سيكولوجية المواجهة بين الاسلام السياسي الصاعد واليسار العربي المنحسر!.
في موضوعات هذه عناوينها تنقّل المؤلف في قراءة وتحليل علمي نفسي فوضع جهوده في اكثرها حساسية وتاثيرا على طبيعة وتكوين المجتمع وتطلعاته في بلد شهد تحولات تاريخية وانتقالات واسعة، تركت اثارها وتداعياتها. وأراد ان يقول "ان "الاسلمة" تحيل الى "مسألتي "الحرية الفردية" و" الكرامة البشرية" اللتين قطع العالم اليوم اشواطا بعيدة لتثبيتهما بدساتير مدنية وشرائع ولوائح تضمن حرية التنوع الى اقصى مدياته في اطار دولتي محايد يتعامل بمنطق قوانيني مساواتي مع كل الفئات الاجتماعية والسياسية والدينية في أي مجتمع". ووصل الباحث الى ان "الاسلمة السياسية افلحت في تحقيقه في العراق، اذ دفعت العراقيين قسرا الى اعادة تصنيف ذواتهم الاجتماعية على اسس طائفية – وحتى عرقية- ما قبل مدنية، منسحبين من ساحة التنافس السياسي على اسس البرامج المدنية الاصلاحية، ليتمترسوا في حلبة الصراع السياسي على اسس الامارات الطائفية والمناطقية المتنازعة". ورغم ذلك رأى الباحث بقناعة او بتفاؤل بان الشخصية الاجتماعية للفرد العراقي ما تزال تكتنز الكثير من عناصر التماهي الوطني العقلاني. وهو ما بحثه وسجله في المقالات.
بهدوء عالج الباحث رؤيته لشخصية السياسي العراقي المعولم، وبعنوان سايكولوجيا المنطقة الخضراء (وهي تسمية لمنطقة جغرافية محروسة بشدة وشبه مغلقة عسكريا تضم المؤسسات العراقية السياسية، والسفارة الامريكية). مركزا على مقترحه مصطلح: السياسي المعولم GLOBALIZED POLITICIAN ومعرفا: "نمط من الشخصية السياسية المحترفة، في سدة الحكم او خارجها، برزت في العقد الاخير من القرن العشرين وما بعده في الدول النامية، بالتزامن مع عولمة الاقتصاد والسياسة والثقافة والإعلام، وهي اخذة بالانتشار بأبعاد متعددة، إلا ان ما يوحدها هو ارتباطها النفسي والوظيفي بمراكز الاقتصاد العملاقة خارج حدود بلادها، بما يجعلها تنشط لإفراغ المضمون الفكري والأخلاقي للصراعات والتحولات الاجتماعية في بلدانها، مستبدلة اياها بالدعاية لصور نمطية مبسطة تتضمن: "فضائل" اقتصاد السوق، و"حتمية" الديمقراطية الليبرالية، وتصنيفها النمطي للعديد من حركات التحرر والإصلاح والتغيير ضمن مصطلحي "التطرف" و"الارهاب"". ص16. ومشخصا مواصفات النمط الاعم لا الاستثناء ضرورة في كل تشكيل او مجتمع واسع متعدد. كما انه في تحليله ميز بين الشخصية الدينية والأخرى العلمانية ومواصفات كل منهما، في نقد لمفاهيم الغازي الامريكي للشخصية العراقية عموما وبمواجهة المشاعر الوطنية المعبرة عن الهوية الجمعية وتراثها التقدمي بنزعته العلمانية.
تحليل المؤلف للظواهر البارزة في مسيرة العمل السياسي في العراق المحتل والتعبيرات عنها، سواء بقوى الحكم او الشارع تقدم نماذج متعددة للشخصية والتطورات والاحتمالات التي يمكن ان تحدث في الواقع. حيث يصبح الاحتجاج مثلا نموذجا، وقواه تأكيدات عليه، وتحفيز قوانين التغيير الاجتماعي وإدراكها امكانية اقرب الى التحول والإصلاح والانطلاق الى عراق افضل. فقد وجد الباحث انه "كما يشير سياق الحدث الى ان الطابع المعتقدي لاؤلئك المحتجين هو مزيج عفوي من خلفيات يسارية ودينية مستقلة، ما يؤكد من جديد ما دعوت اليه مؤخرا حول الامكانية الواعدة لقيام كتلة تاريخية "علمانية – دينية" نواتها اليساريون والشيوعيون والصدريون وكافة الحركات الدينية المتنورة، ذات صبغة احتجاجية تتبنى قضايا المحرومين بوصفها الغاية القصوى للعمل السياسي الإصلاحي عبر ارساء ثقافة شعبية تتصدى للظلم الاجتماعي". ص89. لاسيما وقد خلص الى امكانية التوجه الى القواعد الشعبية والنخب المثقفة للتيارين اليساري والديني او الشيوعيين والصدريين لما بينهما من التماهي على صعيد سيكولوجية ادراك الظلم. ورغم التمايز والتباعد في القشرة الايديولوجية بينهما إلا ان هناك ضرورة للتحالف، لاسيما بين الزخم الجماهيري للتيار الاول والعقلية التحليلية التنظيرية المنظمة للثاني. وهو ما يمكن التعويل عليه حاليا، بالربط بين وقائع الحاضر وتمنيات المستقبل، ضمن شروط النظرية الثورية والطبقات التي تحملها وتتبناها في بناء الدولة ومصالحها التاريخية.
رؤى الدكتور فارس وتحليلاته العلمية واجتهاداته في صياغة مشاريع تقدمية للشعب العراقي في النهوض من كارثة الاحتلال وخططه الى انجاز مهمات التحرر والتقدم والتطلع الى مستقبل افضل، تشكل مساهمة علمية تتطلب الانتباه والاستمرار فيها لتحويلها مع غيرها الى وقائع تقود عمليات التحرر والإصلاح والتغيير.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس من تركيا
- التحديات الامنية في المنطقة
- وصمة عار لا تمحى
- الاول من ايار.. عربيا
- عشر سنوات.. الانسان موقف
- عشر سنوات.. والعراق جريح
- بعد عامين.. الى اين؟
- قمة تقسيم العالم العربي
- عدم الانحياز وحكم القانون
- الوحدة الوطنية صمام الاستقرار
- غائب وغالب
- صراع القهر وعبد الصبور
- إدريس والعالم
- تنوير العقل عبر ثقب إبرة
- يتكلمون بغير ألسنتهم..!
- الشاعر عبد الوهاب البياتي
- حدود مستباحة
- أمريكا: كشف المستور
- غائب طعمة فرمان... روائيا
- بعد كل تلك السنوات العجاف


المزيد.....




- فيضانات مدمرة تجتاح المنازل وتقتل العشرات في جنوب الصين
- -ظلال السافانا-..لقطات عجيبة للحياة البرية من قلب إفريقيا
- ??مباشر: غالانت في واشنطن ومخاوف متزايدة من صراع أوسع بين حز ...
- مصدر مصري: القاهرة تجدد شرطها بشأن إعادة تشغيل معبر رفح لدخو ...
- سودانيون يروون تفاصيل رحلة الهروب غير الشرعية إلى مصر
- مستشار ترامب السابق يدعو إلى تشديد العقوبات على روسيا دعما ل ...
- روسيا.. ابتكار -أنبوب هوائي- يحاكي ظروف الانفجارات والحرائق ...
- روسيا تختبر درونات -بيرون- المجهزة بصواريخ مضادة للدبابات (ف ...
- لأول مرة.. الحكومة ترد على أزمة قطع الأشجار وتوجه اتهاما
- ارتفاع قتلى هجمات القوقاز إلى 15 شرطيا و4 مدنيين بينهم كاهن ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - الاسلمة السياسية في العراق