أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الجبوري - هل تغيير مواقف الحكيم والصدر السياسية من المالكي تكتيكية أم إستراتيجية؟















المزيد.....

هل تغيير مواقف الحكيم والصدر السياسية من المالكي تكتيكية أم إستراتيجية؟


غازي الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 4158 - 2013 / 7 / 19 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أشرت التحالفات السياسية في إدارات المحافظات العراقية بعد انتحابات مجالس المحافظات التي جرت في العشرين من نيسان الماضي تحولاً واضحاً في موقفي عمار الحكيم زعيم المجلس الإسلامي الأعلى ومقتدى الصدر زعيم التيار الصدري تجاه المالكي زعيم حزب الدعوة الإسلامي وائتلاف دولة القانون المتحالف معهما ضمن التحالف الوطني.
كما أشارت تصريحات بعض السياسيين من التيار الصدري لبعض وسائل الإعلام إلى نيتهم التحالف مع ابرز قياديي القائمة العراقية السابقة إياد علاوي زعيم كتلة الوفاق الوطني وأسامة النجيفي زعيم كتلة عراقيون وائتلاف متحدون.
ويعزو المصرحون السبب إلى استئثار المالكي بالحكم وعدم السماح لأي من الكتل الأخرى في مشاركته باتخاذ القرار السياسي لا من قبل شركاءه في العملية السياسية القائمة العراقية والتحالف الكردستاني الذين وقع معهم اتفاق اربيل الذي لم ينفذ منه سوى الجزء الذي يوصله إلى رئاسة مجلس الوزراء والقيادة العامة للقوات المسلحة ، ولا من قبل مكونات التحالف الوطني وفي مقدمتهم التيار الصدري والمجلس الأعلى ولم يسمح لهم بالحصول على حصصهم من المناصب الأمنية ووكلاء الوزارات والسفراء وقيادات الجيش كما تنص عليه التحالفات والاتفاقات ومن ابرز هؤلاء النواب بهاء الاعرجي وجواد الشهلاني وباقر جبر صولاغ ومها الدوري.
وشهدت الفترة الماضية منذ تشكيل الحكومة ولحد الآن خلافات حادة بين المالكي وبين شركائه في الحكومة والتحالف الوطني لهذه الأسباب ، وبسبب استمرار تدهور الأوضاع الأمنية التي حصدت أروح مئات الألوف من العراقيين الأبرياء دون أن تستطع القيادة العامة للقوات المسلحة تحقيق أي تقدم في هذا المجال فضلا على الفساد غير المسبوق في العالم الذي تتهم معظم الكتل المالكي والموالين له في الدولة بممارسته لوحدهم دون أن يتخذ أي إجراء جدي لمحاسبتهم بل على العكس من ذلك فانه يوفر لهم أقصى درجات الحماية القضائية كما يذكرون من خلال مختلف وسائل الإعلام سيما برنامج (الساعة التاسعة) الذي تقدمه قناة البغدادية والذي يبدو وكأنه من إعداد وإخراج التيار الصدري بالدرجة الأولى والمجلس الأعلى بالدرجة الثانية ، ناهيك عن اتهامهم له بالانتهاك الصارخ للدستور من خلال ممارسة الترهيب والترغيب لمنتسبي الهيئات المستقلة سيما القضاء لإجبارها على إصدار القرارات التي تخدم مصالحه وقيامه بمصادرة صلاحيات مجلس النواب من خلال إصدار أوامر عزل وتعيين ونقل قيادات هذه الهيئات وتعيين وزراء أمنيين بالوكالة وعزل آخرين وتعيين قادة الفرق وقادة الأجهزة الأمنية والدرجات الخاصة بالوكالة أيضاً ، في الوقت الذي لايحق لهم وفق الدستور ممارسة أعمالهم لحظة واحدة قبل تصويت مجلس النواب على توليهم تلك المناصب وهذا يعني إن كل ما اتخذوه من قرارات ومن أوامر وإجراءات غير دستوري وغير قانوني وفق القاعدة التي تقول (ما بني على باطل فهو باطل) مما يعدونه انقلاباً عسكرياً على الديمقراطية والدستور وآخرها الانتهاكات التي يتهمونه بها العراقية باعتقال أبرياء من جماهير القائمة العراقية بتهم ملفقة ولفترات طويلة وتعذيبهم بقسوة ووحشية حتى الموت واغتصابهم بما في ذلك النساء وآخرها مجزرة معتصمي الحويجة التي ذهب ضحيتها عشرات الأبرياء العزل بينهم عدد من الأطفال.
وجاءت حادثة الاعتداء العلني الذي وقع بكل قسوة ووحشية من قبل قوات (سوات) الخاصة بالمالكي على مواطن بريء هو مدرب نادي كربلاء العراقي الأصل الهولندي الجنسية المرحوم محمد عباس لتؤكد الاتهامات ضده بشكل صارخ ولا لبس فيه ،كما كان وصف احد المواطنين من المتظاهرين في إحدى المحافظات الجنوبية احتجاجاً على تردي واقع الكهرباء على شاشة قناة البغدادية والذي زار وزير الكهرباء مؤخراً حاملا ً(فانوس ومهفه) ومرتدياً كفنه نائب رئيس الوزراء الشهرستاني بـ(الشمر الثاني) لكونه المسئول عن ملف الكهرباء ومن المقربين من المالكي ، و(الشمر) هو أسوء مجرم في التاريخ في نظر المسلمين لأنه هو هو الذي ارتكب جريمة قتل الإمام الحسين بن أمير المؤمنين علي اللهم صل وبارك عليهما وآلهما ومثَّل بجثته مما يعكس مدى استياء المواطنين من الحكومة.
إن هذه الخلافات والصراعات لم يعد تداولها سرا بل أصبح تداولها ليس على ألسنة قياديي تلك الكتل فحسب وإنما على ألسنة المواطنين دون أن يرد المالكي بما يفند تلك الاتهامات أو يتخذ أي إجراء لتصحيح هذه السياسة.
وهذه تعد ضربة كبيرة توجه لمكونهم الديني الذي يراد إثبات عدم قدرته على الحكم بشفافية وعدالة تعكس أوامر الله تعالى ونواهيه وأخلاق المنتمين لدينه من رجال دين وسياسيين لكي لا يحكم مستقبلا لا في العراق ولا في أي بلد آخر أسوة بالتوجه العام في العالم الإسلامي في إظهار الحكم الإسلامي بأنه ظالم وعاجز عن توفير مقومات الحياة الكريمة والسعيدة للمواطن وكما يحصل في العديد من الدول الإسلامية التي تحكمها أحزاب دينية كإيران وتركيا ومصر وتونس وليبيا وسينسحب الأمر حتما إلى دول مستقرة أخرى قد تكون السعودية إحداها ونعتقد إن الصهاينة هم الذين يقفون وراء هذا المخطط .
ولكن وبرغم كل ذلك فان تفكك التحالف الوطني القائم على أساس ديني لا يمكن حصوله بالسهولة التي نتصورها فرجال الدين الذين يحضون بقوة تأثير غير محدودة على القيادات السياسية والناخبين سيواجهونه بكل ما أوتوا من قوة للحفاظ على تماسك التحالف السياسي الديني وإبقاء السلطة التنفيذية التي تعد أهم السلطات في العراق بأيديهم ، مما يجعلنا نعتقد إن ما يصرح به قياديوا المجلس الأعلى والتيار الصدري لايعدو كونه إحدى وسائل الضغط القصوى على المالكي لتغيير سياساته تجاههم وليس تغيير استراتيجي في سياسة هذين الكتلتين بسبب الارتباط العقائدي لجميع مكونات التحالف الوطني لجهة دينية واحدة.
وفي كل الأحوال ستبين لنا الأيام القادمة لحين إجراء انتخابات مجلس النواب بعض التطورات التي تؤكد لنا صحة رؤيتنا من عدمه سيما إن المالكي يقرا بالتأكيد هذه التحولات في المشهد السياسي ولن يجلس مكتوف الأيدي إزائها وقد يجري بعض التغييرات على سياساته بالقدر الذي يجعل الحكيم والصدر يعيدان النظر بمواقفهما تجاهه أو قد يستمر على سياساته الحالية المنتقدة من معظم الكتل السياسية فتكون فرصته القادمة في تولي رئاسة مجلس الوزراء ضعيفة جدا.



#غازي_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليس من العدل أن يجرَّم كل دين أو حزب قام بما يراد تجريم الب ...
- ابرز سلبيات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية وعم ...
- المطالبة بإقامة أقاليم في العراق وخطأ الظن بقدرتها على حماية ...
- هل أكدت نتائج انتخابات مجالس المحافظات اتهامات القائمة العرا ...
- من هو الرمز الوطني؟
- اتهامات القائمة العراقية للمالكي ووجوب تفنيدها لتجنب كارثة و ...
- إذا كان ظلم الأجنبي جريمة .. فماذا نسمي ظلم الأقربينا؟
- ماهي المعايير التي يجب اعتمادها في تحديد عائدية المناطق التي ...
- ما يجري في العراق اختبار للقوة لكسب الأصوات أم تمهيد لخارطة ...
- عولمة التضامن طريقنا الى العالم المنشود والممكن بدلاً من عول ...
- قضية للمناقشة : هذه هي أفضل وأسرع الحلول لأخطر واهم معاناة ع ...
- بناء الديمقراطية هو الطريق الوحيد لإنهاء التظاهرات وثورات ال ...
- توزيع نصف واردات الدولة شهريا اقل مطلب لتخفيف معاناة العراقي ...
- اتهام التظاهرات بالتسييس سلاح العاجزين والفاشلين والفاسدين
- عدوى رعب العنف في العراق تنتقل إلى برامج التسلية التلفزيونية
- كفى حياة أسوء من الموت!!!
- المشروع الوطني لتعميق الديمقراطية وتوسيع المساواة
- فكرة عاجلة للمناقشة : كيف نختار رئيس الوزراء العراقي الجديد
- منظمات المجتمع المدني في العراق بين سندان تهميش الحكومة ومطر ...
- التعامل مع الإعلاميين معيار وطنية ونزاهة وكفاءة العاملين في ...


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الجبوري - هل تغيير مواقف الحكيم والصدر السياسية من المالكي تكتيكية أم إستراتيجية؟